سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ويقول :انتهاكات حقوق الانسان ما تزال ترتكب بشكل ممنهج في العديد من الدول ومن ضمنها اليمن . : جمال بنعمر :سنبقى منحازين لمرجعية الأمم المتحدة كالقيم النابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نحتفي به اليوم.
كلمة مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر في اليوم العالمي لحقوق الإنسان صنعاء 10 كانون الأول (أكتوبر) 2013 أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة نحتفل اليوم بالسنوية الخامسة والستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تبنّته الأممالمتحدة في العاشر من ديسمبر 1948. وبه وضعت حجر الأساس لنظام حقوق الإنسان في العالم، وأسّست لعشرات المعاهدات والمواثيق والأعراف والمبادىء الدولية لاحترام حقوق الإنسان. ورغم أنّ الإعلان عالمي، ودخل موسوعة "غينيس" كأكثر الوثائق ترجمة في العالم، لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان ترتكب بشكل ممنهج في كثير من الدول. وللأسف اليمن ليس استثناء. فقد عانى اليمنيات واليمنيون طويلاً من انتهاكات جسيمة، إضافة إلى المهمّشين والفئات المستضعفة، كالنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة. ولم يكونوا وحدهم. فللجنوبيين مثلاً حكايات مؤلمة مع الإقصاء والتهميش والتمييز على مدى سنوات. وأمام اليمن حالياً الكثير من المهام لتصويب أوضاع حقوق الإنسان. وقد بدأت المسيرة فعلاً في اتفاق نقل السلطة ومؤتمر الحوار الوطني، حيث دأبت فرق العمل المختلفة على وضع أسس واعدة سوف تساهم في منع تكرار انتهاكات حقوق الإنسان. ويناضل كثير من الناشطات والناشطين اليمنيين على هذا الدرب، ومنهم الأخت المناضلة الوزيرة حورية مشهور. السيدات والسادة، خرج آلاف اليمنيات واليمنيين إلى الساحات ينشدون التغيير، ينشدون طيّ صفحة الماضي، طيّ صفحة الحروب والنزاعات والاستقواء بالمال والسلاح على الضعفاء والاستئثار بالسلطة والفساد والانتهاكات الفظيعة لأبسط الحقوق، المواطنة. خرجوا ينشدون أملاً جديداً، يمناً جديداً، تسوده قيم الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان. يمن يكون فيه القانون فوق الجميع من دون استثناء. لكن جهودهم ومساعيهم هذه واجهت تحديات كبيرة وعراقيل كثيرة تهدف إلى إعاقة العملية الانتقالية الفريدة من نوعها في تاريخ اليمن والمنطقة. وليس التفجير الإرهابي الذي استهدف قبل بضعة أيام مستشفى مجمع وزارة الدفاع في صنعاء، إلا دليلاً على حجم هذه التحديات. السيدات والسادة، إنه لمؤسف حقاً أن يتحمّل اليمنيات واليمنيون كلّ ذلك وهم على مشارف بدء مرحلة جديدة في تاريخ بلادهم. لكني على ثقة أنهم لن يسمحوا لهذه العراقيل بالحؤول دون التقدم نحو غد أفضل، ولن تزيدهم كلّ هذه المحاولات إلا إصراراً على المضي قدماً في العملية السياسية لتحقيق التغيير المنشود. هذا التغيير لن يحلّ بمعزل عن الديموقراطية واحترام جميع حقوق الإنسان. لن أطيل عليكم، ومن تجربتي كمعتقل سياسي سابق قضى ثمانية أعوام من شبابه في دهاليز المعتقلات والسجون، فإن رسالتي واحدة: لدى جميع اليمنيات واليمنيين فرصة الآن لضمان حماية فعلية لحقوق الإنسان وعدم تكرار انتهاكات الماضي. تقدّمهم في العملية الانتقالية وإنجاحهم مؤتمر الحوار الوطني كفيلان بتحقيق ذلك. ستكون المسيرة طويلة وشاقة، وستتطلب تعاون جميع المدافعين عن حقوق الإنسان. فغايتنا مشتركة، لأنّ مرجعية الأممالمتحدة هي القيم النابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نحتفي به اليوم. ولهذا نحن سنبقى منحازين بفخر لهذه القيم وللمدافعين عنها. شكراً لكم