"السيدات والسادة، خرج آلاف اليمنيات واليمنيين إلى الساحات ينشدون التغيير، ينشدون طيّ صفحة الماضي، طيّ صفحة الحروب والنزاعات والاستقواء بالمال والسلاح على الضعفاء والاستئثار بالسلطة والفساد والانتهاكات الفظيعة لأبسط الحقوق، المواطنة. خرجوا ينشدون أملاً جديداً، يمناً جديداً، تسوده قيم الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان. يمن يكون فيه القانون فوق الجميع من دون استثناء."............ الخ *** النص عاليه ليس من بيان المجلس العسكري لحماة الثورة, ولا من بيان رئيس جمعية المخترعين اليمنيين, ولا من بيان مجلس قوى الثورة لرئيسه باسندوة, ولا هو من بيان للقاء المشترك المنصب وصيا على التغيير, ولا حتى من خطاب وطني هام للرئيس اليمني. الفقرة مقتبسة من نص, كلمة مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن Jamal Benomar جمال بنعمر, لمناسبة "اليوم العالمي لحقوق الإنسان".. والكلمة بمجملها على هذا المنوال. المبعوث الدولي, المحترم, لا يقول لنا ماذا ترك للمذكورين آنفا, ليقولوه؟ وهو يتحمل عنهم العناء ويعفيهم من التعب ويزيد على ما لديهم من شطط؟؟ المبعوث الأممي الدولي, بشأن اتفاق التسوية السياسية حصرا, بات مبعوثا لكل شيئ أممي ودولي وللايام العالمية ايضاً.. وهو في اليمن لا يحتاج إلى تفويض دولي أو محلي ليفعل, إذ يبدو أن صك الوصاية والانتداب السامي يفوضه سلطات وصلاحيات مطلقة تشمل التسوية ونقيضها أيضا في آن. السيد مندوب الأمين العام ومبعوثه لليمن, بات يتحدث عن ساحة واحدة ومعسكر واحد ولون واحد. بالتالي هذا يفسر لنا أشياء كثيرة حول طبيعة عمله على ملف التسوية باعتبارها من طرف واحد أو بين طرف ونفسه! وتكمن إجابات كثيرة في هذه الفقرة, على أسئلة بات من المحرم والمجرم تداولها وإشهارها, تحت طائلة التهديد بالعقوبات. وتولت اطراف يمنية شيطنة النقد أو المراجعة ونقاش بن عمر في شيء من قوله أو فعله. هذه مجرد إشارات عابرة على فقرة صغيرة في خطاب كثير الفقرات وسنحتاج إلى قراءته بتأن. لكن, يفترض أن السياسيين أو الشريك الآخر, المؤخر والمغيب تماما, في تسوية مفترضة معني بقراءة وتبصر مضامين خطاب ومنطلقات رسول المنظمة الدولية للإشراف على مجريات التسوية.