على الرغم من اتفاق الجميع على خطورة المرحلة التي قاد فيها هادي اليمن فهناك من يرى أنه بالمقابل يحظى بإجماع محلي ودولي ليس له مثيل ويجب عليه أن يترجم هذا الإجماع لبسط نفوذ الدولة وسيطرتها مع أن الجميع يعلم أنه سيواجه بعض العراقيل من بعض القوى التي مازالت ترفض المرحلة الانتقالية للبلد وما زالت مشدودة لما قبل 11فبراير ! ولعل من ضمن العراقيل ما يواجهه هادي من حرب ضروس مع تنظيم القاعدة هذا الملف الشائك ! فالمتأمل لفترة حكم هادي سيلاحظ ازدياد ملحوظ لنشاط هذا التنظيم الذي يرى كثير أنه استفاد من تحالفه مع بعض قيادات النظام السابق وهو ما سهل له القيام بعمليات نوعية وجهت ضربات موجعة للرئيس ولحكومة الوفاق وللجيش ! العمليات تلك تنوعت مابين محاولات اقتحام واشتباكات واغتيالات بدراجات نارية وزرع عبوات ناسفة..! أبرز محاولات الاغتيال..! لعل أكبر دليل على خطورة المرحلة التي تعيشها البلد وجسامة المهمة التي يواجهها هادي هو معرفة أن هادي كان أبرز المستهدفين وتمت محاولة اغتياله حسب وكالة "سبأ"، حينما تم زرع عبوة ناسفة في شارع الستين في مايو الماضي كانت تستهدف موكبه لكن القوات الأمنية تمكنت من تفكيكها وتم إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم وأحيلوا للقضاء، وما زالت محاكمتهم مستمرة..! من ضمن محاولات الاغتيالات استهداف رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة نهاية أغسطس الفائت، حينما تعرض موكبه لإطلاق نار أثناء عودته من منزله ولاذ المهاجمون بالفرار..! محاولة اغتيال وزير الدفاع في سبتمبر العام الفائت أمام مجلس الوزراء وأدى ذلك لمقتل عشرة أشخاص سبعة منهم من مرافقيه..! وزير النقل واعد باذيب - أحد أبرز السياسيين - الذين نجوا من محاولات الاغتيال تلك التي تستهدف كبار الشخصيات السياسية لعرقلة مسار المرحلة الانتقالية، وتمت تلك المحاولة في عدن في أغسطس من العام الماضي وفي نفس الشهر الذي تمت فيه محاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان - الأمين العام للحزب الاشتراكي - وتجددت المحاولة هذا الأسبوع ! كل ما سبق مثل محاولات فاشلة لسلسلة من الاغتيالات المراد منها إدخال البلاد في أتون فوضى وحرب أهلية، لكن هناك أكثر من مائة وخمسين عملية اغتيال تمت بنجاح معظمها تم عبر الدراجات النارية، واستهدفت ضباط في الجيش وفي جهازي الأمن السياسي والقومي ولعل آخرها اغتيال رئيس عمليات الحماية الرئاسية بالقصر الجمهوري بتعز العقيد صدام الظاهري وأركان حرب شرطة الدوريات بالبيضاء المقدم عبدالله ضيف الله محمد، لكن حادثة اغتيال اللواء سالم قطن تعد أبرز حادثة لأكبر مسئول عسكري فهو قائد المنطقة الجنوبية وأتى إغتياله بعد تعيينه بثلاثة أشهر وبعد دحر تنظيم القاعدة من أبين وشبوة العام الماضي.! وهذا الحادث شكل إحدى الضربات المؤلمة للجيش والبلد، كما أن حادثة اغتيال البرلماني وعضو مؤتمر الحوار الوطني وممثل أنصار الله الدكتور عبدالكريم جدبان مثل الحادث الأبرز لاغتيال شخصية سياسية في عهد هادي، ولا ننسى حادثة اغتيال مرافق السفيرة الألمانية والخبيرين العسكريين البيلاروسيين اللذين سقطا في نوفمبر في شارع بينون..! أبرز عمليات الإرهاب..! تعد حادثة السبعين واحدة من أكثر العمليات الإرهابية التي طالت قوات الأمن والجيش وراح ضحيتها أكثر من ثمانين شهيدًا، وعدد كبير من الجرحى وفي وجود وزير الدفاع المتواجد آنذاك في 21 مايو العام الماضي لحضور بروفة كان يقوم بها أفراد الجيش للاحتفال بالعيد الوطني الثاني والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية وقد مثلت هذه الحادثة صدمة كبيرة لغالبية الشعب اليمني وعلى الرغم أن هذا الحادث الإجرامي الكبير من المفترض أن يدق ناقوس الخطر لدى الأجهزة الأمنية إلا أن عمليات القاعدة تواصلت بالتفجيرات والاغتيالات مبررة تلك العمليات بالانتقام للقتلى الذين سقطوا في عملية الطائرات بدون طيار وهو ما يمثّل انتهاكًا للسيادة اليمنية، خصوصاً أن هناك أبرياء سقطوا في تلك الهجمات، وهو ما أكسب القاعدة تعاطفاً وشعبية عند بعض الناس !! ولكن حادثة السبعين مثلت جريمة شنعاء وصب معظم اليمنيين جام غضبهم على هذا التنظيم وطالبوا الدولة بتحمل مسئوليتها وحماية أرواح أبناء هذا الوطن. الإرهاب وجه ضربة موجعة للجيش وبعد تصريح لهادي أن ما حدث في السبعين لن يتكرر فتم اقتحام معسكر المنطقة الثانية بحضرموت نهاية سبتمبر الفائت، وتم قتل ما يقارب من خمسين جندي والاستيلاء على المعسكر إلا أن الجيش استعاد السيطرة عليه بعد معارك استمرت ثلاثة أيام..! لا ننسى مقتل أكثر من أربعين شخص في مجلس عزاء في شهر أغسطس العام الفائت استهدف أنصار اللجان الشعبية في أبين وفي شهر رمضان..! مسلسل اقتحام الوزارات تعرضت وزارة الداخلية في أغسطس من العام الماضي لاقتحام من قبل مسلحين على خلفية مطالب حقوقية كما زعم البعض، وإن كان المقصود من ذلك هو زعزعة الأمن والاستقرار، خصوصاً والمهاجمين كانوا معروفين من أي طرف هم ولم يكن تنظيم القاعدة في الواجهة هذه المرة وقد شكلت حادثة اقتحام وزارة الداخلية الوزارة المعنية بضبط الأمن سخط واستياء كبيرين لدى أفراد الشعب اليمني وكانت المفاجأة التي تلت تلك الحادثة هي محاولة اقتحام وزارة الدفاع بعد تلك الحادثة بأيام وتصدى رجال الجيش لتلك المحاولة التي من المفترض أن تجعل وزارتي الدفاع والداخلية أكثر وزارتين محصنتين كونهما من أكثر الوزارات استهدافًا..! اقتحام وزارة الدفاع كلاكيت ثاني مرة! على الرغم أن حادثة السبعين كانت الأكثر دموية وبشاعة، وكذلك حادثة اقتحام معسكر المنطقة الثانية إلا أن اقتحام وزارة الدفاع يوم الخميس 2012/12/5م مثل أكبر صفعة تلقاها الرئيس هادي وحكومة الوفاق والجيش، حيث تمكن المهاجمون من اقتحام الوزارة وقتل أكثر من خمسين شخص من الحراسة وفي مستشفى الوزارة وجرح أكثر من ثلاثة أضعافهم ! ويرى الكثير أن هذه العملية والتي قيل إن المستهدف الأبرز منها كان الرئيس هادي وقتل فيها أحد أقاربه قد تتبعها قرارات جريئة وعملية تطهير للجيش من أولئك الذين تواطؤا وسهلوا لتنظيم القاعدة أكثر من عملية ويرى الكثير أن عملية الهيكلة التي تمت بإزاحة الرؤوس الكبيرة يجب أن تتم بإزاحة القيادات الأخرى التي ما زال ولاؤها لأشخاص وما زالت تثير بعض الفوضى وبعض التمردات بين حين وآخر رغم انحسار تأثيرها شيئاً ما لكن رحيلها مطلوب ! سقوط الطائرات الثلاث ! مثل سقوط ثلاث طائرات يمنية في العاصمة لغزاً محيراً، فبعد سقوط أول طائرة في سوق الحصبة في نوفمبر 2012 م ومقتل طاقمها دون وقوع ضحايا بين المواطنين رغم خطورة مكان السقوط وتبع ذلك السقوط سقوط طائرة أخرى بعد أشهر قليلة في حي الزراعة مخلفة أكثر من عشرة قتلى وعدد من الجرحى وأصابت بعض المنازل والسيارات ليتكرر مسلسل سقوط الطائرات في مايو الفائت بسقوط ثالث طائرة في شارع الخمسين دون أضرار بين المواطنين وليظهر الرئيس هادي بعد ذلك مخاطباً أفراد الأكاديمية العسكرية أن هناك جرثومة في القوات الجوية يجب التخلص منها في إشارة إلى أن حوادث سقوط الطائرات كان مدبراً ! تلك كانت أبرز الحوادث الأمنية التي وقعت خلال العامين المنصرمين والتي يلاحظ فيها العدد الكبير في سقوط الضحايا من حادثة لأخرى حوادث وقعت في عهد الرئيس هادي والتي ما زال كثير من أبناء الشعب اليمني يريد معرفة نتائج التحقيقات في بعضها بكل وضوح وشفافية وآخرها حادث وزارة الدفاع كما أن الناس أصبحت تطالب الرئيس هادي بوضع حد لهذا الانفلات الأمني ولمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم التي تطال أبناء القوات المسلحة ومواطنين وأجانب أبرياء !