الدوحة - قنا : دشن سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة اليوم الشعار الرسمي لمشروع مجمع السجيل للبتروكيماويات البالغة تكلفته التقديرية ما بين 5.5 – 6 مليارات دولار، والمتوقع أن يكتمل في العام 2018 . كما وقعت كل من قطر للبترول وشركة قطر للبتروكيماويات (قابكو) عقود التصاميم الهندسية الأولية للمجمع المزمع إقامته في مدينة راس لفان الصناعية. وأكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، أن مشروع السجيل سوف يعزز من مكانة دولة قطر كمنتج عالمي ورائد للبتروكيماويات. وقال "إن هذا اليوم يشكل برهانا جديدا على التزامنا بطموحات رؤية قطر الوطنية 2030، التي أطلقها ويرعاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كما أننا ملتزمون أكثر من أي وقت مضى بتحقيق أهدافنا التنموية وتلبية احتياجاتنا الاقتصادية دون إغفال حقوق الأجيال القادمة والحفاظ عليها، واليوم هو إثبات لالتزامنا هذا". وأضاف سعادته أن الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة تستهدف تسخير الإمكانات الهائلة في قطاع البتروكيماويات والشروع في التوسع بشكل كبير في قطاع الصناعات التحويلية، لذا "فنحن نهدف إلى رفع إنتاجنا من البتروكيماويات ليصل إلى 23 مليون طن متري سنوياً بحلول عام 2020". وأوضح أن تحفيز هذا النمو سيساهم في تنويع الاقتصاد الوطني، وكذلك رفع حجم الإنتاج الوطني من البتروكيماويات، إضافة إلى زيادة تدفق المنتجات ذات القيمة المضافة التي تحمل شعار (صنع في قطر) بمحفظة منتجات متنوعة إلى العالم. وخلال حفل توقيع عقد التصاميم الهندسية الأولية صرح السيد حمد راشد المهندي، رئيس مجلس إدارة قابكو، قائلاً: "لقد شهدنا التطور الهائل الذي تحقق في صناعتنا للبتروكيماويات، والذي ارتكز على القدرات والمهارات التي طورتها المواهب القطرية، واليوم نشهد قيادة قطرية كاملة لمشروع السجيل، ما يجعل هذا المشروع مميزاً بحق، فهذه هي المرة الأولى التي يشترك فيها كيانان قطريان معاً في تطوير مجمع بهذا الحجم". وأضاف المهندي أن السجيل سيكون مكاناً لتطوير المواهب المستقبلية، حيث سيوفر المجمع العملاق أكثر من 1500 فرصة وظيفية للشباب القطري من أجل المشاركة في بناء مستقبل مستدام. وحول الاسم الذي تم اختياره للمشروع السجيل قال المهندي إنه "يهدف بشكل جوهري إلى ربط تراثنا بمستقبلنا، اعترافاً منا بقيمة الدرر التي تحتضنها أراضينا"، فينعكس ذلك في اسم السجيل الذي يشير إلى الصخور التي تحتجز غازاً ثميناً يبرز أهمية الطبقات الصخرية الصلبة للأرض القطرية. وقال إن تلك الأرض حملت لسنوات طوال مكونات غنية وغازا قيما ليصبح لقيما أساسيا واستراتيجيا في صناعة البتروكيماويات كالإيثان، مشكلاً آفاقاً مستدامة تستفيد بها الأجيال القطرية، و"يعتبر السجيل غيضا من فيض الكنوز التي تزخر بها أراضينا وتراثنا ويجب علينا الحفاظ عليها وتحسينها". ويشكل توقيع العقد من قبل قطر للبترول وشركة قطر للبتروكيماويات (قابكو) مع شركة تكنيمونت (أس بي أي)، خطوة جديدة في مسيرة تطوير المجمع الضخم للبتروكيماويات الذي تمتلكه قطر للبترول وقابكو بحصص تبلغ 80% و20% على التوالي. واعتبر السيد فولجيرو بيروبرتو، الرئيس التنفيذي لمجموعة مير تكنيمونت إرساء عقد اليوم على شركته تأكيداً لخبراتها المتميزة في مجال البتروكيماويات حيث تعتبر تكنيمونت جزءا من تاريخ صناعة البولي أوليفينات في جميع أنحاء العالم. وقال إن الإستراتيجية التي تتبعها المجموعة تضمن لها القدرة اليوم على توسيع وجودها في الدول التي لها طموحات قوية مثل قطر، و"يشرفنا أن نشترك في تطوير قطاع تشغيل المواد الهيدروكربونية مع عميل ذي مكانة مرموقة". 6 مليارات دولار التكلفة التقديرية لمجمع السجيل للبتروكيماويات.. إضافة ثانية وأخيرة يذكر أن المشروع سيضم وحدة تكسير بالبخار مختلطة التغذية ذات مستوى عالمي صممت لتنتج 2.2 مليون طن متري سنوياً من البوليمرات بما فيها راتنجات البولي اثيلين والبولي بروبالين. وسيكون مجمع السجيل للبتروكيماويات فريداً من نوعه نظراً لطبيعة اللقيم المختلط المستخدم فيه، وتأكيدا أيضاً على الفاعلية الإنتاجية، ومدخلاً ثابتاً لبداية تصنيع لبنات البناء من مصادر كيميائية، وفي ذات الوقت سوف يزيد من تنافسية منتجات دولة قطر حول العالم. وسيتم تشغيل المصنع بعدة أنواع من اللقيم في آن واحد، كالإيثان والبيوتان والنافتا لتأكيد الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والسماح بمزيد من المرونة والتنوع في المنتجات. وكانت قطر من أوائل دول المنطقة التي أدركت مستقبل صناعة البتروكيماويات، فقررت الاستثمار في تطوير هذا القطاع في سبعينيات القرن الماضي، وعبر أربعين عاماً مضت ركزت الدولة على بناء إمكانياتها وتطوير تميزها في العمليات، فاحتضنت المواهب والخبرات في قطاع الصناعات التحويلية من أجل تدعيم مميزات تنافسية عالمية في صناعة البتروكيماويات. وبفضل التطور التقني والتركيز على الإبداع فإن مجمع السجيل للبتروكيماويات سيكون مشروعاً مستداماً يحد من أثر عملياته على البيئة. وبعد مرور أكثر من عام من بداية عملها فقد حقق المشروع بإدارة اللجنة التنفيذية تقدماً مهماً، ففي وقت سابق من هذا العام تم توقيع اتفاقية اختيار التكنولوجيا وعقد إدارة المشروع، ليتحقق بذلك تقدم بخطى ثابتة في انجاز المشروع، هذا ويدخل السجيل الآن مرحلته الرابعة. وسوف يتنج المشروع الإيثيلين والبولي إثيلين عالي الكثافة والبولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي والبولي بروبالين والبوتادين والبايجازولين. ويستمد الشعار من الروابط الكيميائية للقيم الرئيسي، ويسلط ذلك الضوء على التوجه الكيميائي لمشروع السجيل، كما يخلق الشعار رابطة واضحة مع الأنشطة الرئيسية للمجمع. وتعكس ديناميكية الشعار الأبعاد المبتكرة للنمو المتوقع خلف حدود طموحات مشروع السجيل، ويشكل اللونان الأزرق والعنابي (الأدعم) الألوان الأساسية التي تؤكد هوية الشركة القطرية، والتي تهدف إلى نشر التراث الوطني حول العالم. وكي يكتمل الشعار أضيفت عبارة "نبدع في أساسيات الحياة" لإبراز مشاركة المشروع الحيوية في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة، مع الالتزام بتحسين الحياة اليومية لملايين البشر على كوكب الأرض عبر منتجات تحمل في طياتها حلولا خلاقة. ومن أجل الإشراف ومتابعة التقدم في عمليات المشروع تم تشكيل لجنة تنفيذية تشكلت من ممثلين عن كل من قطر للبترول وقابكو، وقد أعرب أعضاء اللجنة التنفيذية عن سعادتهم لمنح عقد التصاميم الهندسية الأولية بشكل متكامل لشركة تكنيمونت، وتوقعوا أن تسلم التصاميم الهندسية الأولية بأعلى مستويات الجودة والمعايير في الصناعة. وتعتبر تكنيمونت (أس بي آي) شركة هندسية عالمية تعمل في مجال التوريدات والبناء وتمتلك تاريخاً يمتد لخمسة عقود مستفيدة بخبراتها الكبيرة في تنفيذ المشاريع الضخمة والمعقدة حول العالم، وهي جزء من مجموعة ماري تكنيمونت.