أكدت نتائج تقرير "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" (جيبكا) السنوي للعام 2012 وصول حجم إنتاج البتروكيماويات في دولة قطر إلى 16.8 مليون طن في العام الفائت، مما يضعها في المرتبة الثانية بين دول مجلس التعاون كأكبر منتج للبتروكيماويات بعد المملكة العربية السعودية. ويقدم تقرير جيبكا السنوي، وهو في نسخته السادسة حالياً، نظرة شاملة لأبرز التطورات على مستوى القطاع في كلٍ من دول مجلس التعاون الخليجي الست، وقد سلط الضوء على العديد من الخطط الاستراتيجية الهادفة لتطوير وتوسعة عمليات القطاع في دولة قطر، بما يتضمن تأسيس هيئة تنظيمية لوضع الأطر القانونية والتشريعية لعمليات تكرير وتوزيع مشتقات النفط والغاز. ويعتبر مصنع البولي إيثيلين منخفض الكثافة LDPE-3 الذي افتتحته شركة قطر للبتروكيماويات "قابكو" من أبرز المشاريع التي بدأت عملياتها الإنتاجية خلال العام الفائت، حيث أسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية السنوية للشركة من البولي أوليفنات إلى 1.15 مليون طن، فضلاً عن كونه يعتبر صاحب أكبر طاقة إنتاجية في موقع واحد على مستوى العالم. كما تخطط قابكو لتعزيز الطاقة الإنتاجية لمعمل الإيثيلين التابع لها، وذلك بغرض زيادة طاقتها الإنتاجية من هذه المادة إلى مليون طن سنوياً. وبموجب مرسوم أميري، تم في نهاية العام الفائت تأسيس شركة قطر لتسويق وتوزيع الكيماويات والبتروكيماويات "منتجات"، التي تمتلك الحق الحصري بشراء وتسويق وتوزيع منتجات الكيماويات والبتروكيماويات القطرية حول العالم. وقال الدكتور عبدالوهاب السعدون، أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): "مع بدء العديد من المشاريع الضخمة عملياتها وتوقيع العديد من الاتفاقيات الهامة، تشكل دولة قطر مثالاً حياً على نجاح قطاع البتروكيماويات بدول مجلس التعاون الخليجي في قطع شوط طويل في مسيرة الريادة على مستوى العالم مستقبلاً". ولفت التقرير أيضاً إلى تسجيل قطاع البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي لنموٍ بنسبة 5.5% خلال العام 2012، بالرغم من تراجع أداء الأسواق العالمية نظراً للركود الذي تعانيه أوروبا، وتناقضات المخزون، وتراجع وتيرة التصنيع. وفي حين سجل القطاع عالمياً نمواً بنسبة 2.6%، في انخفاض ملحوظ عن معدل نموه المعادل ل3.8% والمسجل في العام الفائت، أشار التقرير أيضاً إلى ارتفاع الطاقة الإنتاجية لقطاع البتروكيماويات الخليجي إلى 127.8 مليون طن في العام 2012، مقارنة ب121.1 مليون طن عام 2011. وأضاف الدكتور السعدون: "ننظر إلى المستقبل بعين التفاؤل، فمن شأن النمو الذي يحرزه القطاع أن يسهم في الارتقاء بأدائه في دول مجلس التعاون مجتمعة، وذلك عبر تعزيز التركيز على التقنية والابتكار والشراكات طويلة الأمد". وقد نجحت دولة قطر خلال العام 2012 في إحراز توسع كبير على مستوى العالم من خلال استثماراتها في جنوب شرق آسيا، إذ وقعت شركة قطر للبترول الدولية اتفاقية مع مجموعة فيتنام للنفط والغاز لشراء 25% من أسهم مجمع لونغ سون للبتروكيماويات في فيتنام. وتتضمن مجموعة المشاريع التي يتم التحضير لها في دولة قطر مشروعاً لتطوير مجمع ضخم للبتروكيماويات في رأس لفان، بالتعاون بين شركة قطر للبترول وقابكو، التي أقامت أيضاً مشروعاً مشتركاً لإنتاج الأولفينات بقيمة 6.4 مليار دولار مع شركة "شل"، وهو قيد التنفيذ حالياً.