يبلغ إنتاج المملكة العربية السعودية حاليا 84.2 مليون طن من القدرة الإنتاجية للبتروكيماويات، بنسبة 65% من إنتاج دول منطقة مجلس التعاون الخليجي، حيث أشار تقرير صادر حديثًا عن «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات» (جيبكا)، إلى أن قطاع البتروكيماويات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي اتخذ عددًا من الخطوات الإيجابية نحو تحقيق الاستدامة البيئية على مدى العامين الماضيين. وقال الدكتور عبدالوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا»: «عزز قطاع البتروكيماويات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي من قدراته الإنتاجية خلال عامي 2011 - 2012، وبادر إلى خفض معدل الانبعاثات الصادرة عن كل طن من الإنتاج في وحدات التصنيع. وتمثل هذه الخطوة تطورًا إيجابيًا يدل على نمو القطاع بطريقة مستدامة بيئيًا». وبدوره أشار «معهد الموارد العالمية» إلى تصدر الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية قائمة الدول المسببة للانبعاثات الغازية عام 2010، إذ أنتجت 10,385 مليون طن و6,866 مليون طن على التوالي. وفي هذا الصدد, قال الدكتور عبدالوهاب السعدون: «علينا أن ندرك مستوى الانبعاثات الملحوظ في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة للفرد الواحد، في الوقت الذي تضم فيه كثافة سكانية أقل من الصين أو الولاياتالمتحدةالأمريكية». وقال الدكتور السعدون: «باعتبار أن إنتاج المملكة يبلغ أكثر من نصف القدرة الإنتاجية للبتروكيماويات في المنطقة، لذا فإن أية إجراءات يتم اتخاذها للتقليل من توليد انبعاثات غازات الدفيئة سيحمل آثارًا إيجابية على نسبة هذه الانبعاثات في سائر أنحاء المنطقة». وقد تمكّن عدد من الشركات السعودية من تحقيق تقدّم ملحوظ في خفض الانبعاثات الغازية، ففي العام 2009، تمكّنت الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات «سبكيم» من خفض مستوى انبعاثات أكسيد النيتروجين بنسبة 50% عبر مشروع يقوم على استبدال أجهزة الحرق التقليدية في فرن التهذيب الحراري بأجهزة حرق تستخدم أحدث تقنيات إعادة تدوير الغاز الناجم عن المداخن. وكان من شأن هذا التحديث الذي تمّ إدخاله على المعامل أن خفّض من الانبعاثات من 1800 طن متري في العام، إلى 500 طن متري. وأوصى الدكتور السعدون شركات المنتجات البتروكيماوية في المنطقة بالمواظبة على مراقبة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتتبع غاز ثاني أكسيد الكربون، مشيرًا إلى أن مراقبة هذه الغازات يعتبر عاملًا مهمًا في تطوير المنشآت البتروكيماوية المستدامة، إذ يسهل على شركات المواد الكيميائية تحديد المجالات التي يمكن من خلالها خفض الانبعاثات. وسيكون خفض انبعاثات الغازات الدفيئة محط تركيز مؤتمر جيبكا الاستدامة الذي يستضيفه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات. ويشارك في المؤتمر، الذي يقام خلال الفترة الممتدة بين 17 - 19 ديسمبر 2013 في فندق «ريتز- كارلتون» بمركز دبي المالي العالمي، كل من شركة «أبوظبي للدائن البلاستيكية» (بروج) و»داو كيميكال» وشركة «سابك» وذلك لمناقشة السبل التي تتيح لشركات المنتجات الكيماوية العمل بطرق سليمة بيئيا ومسؤولة اجتماعيا مع أخذ بعين الاعتبار استدامة الأرباح.