إن الموقفين الغريبين العجيبين للحكومة البريطانية ودول مجلس التعاون الخليجي كما نراه نحن كشعب عربي في الجنوب وكذلك مراقبون سياسيون محايدون في العالم من ثورة شعبنا العربي في الجنوب ممثلة بحراكها الشبابي الجماهيري الجنوبي العام الثوري التحرري. الموقفين الغير محايدين والغير عادلين بسبب انحيازهما الى جانب نظام الاحتلال اليمني المتخلف،والذين لا يستندين الى سياسة ومصالح شعوبهما.. أو أنهما لم يحسبا حسابا دقيقا للحقائق الموجودة في واقع شعبنا العربي في الجنوب من ناحية، وموقعه الهام لضمان وامان مصالحهما فيه من ناحية اخرى، أنا لا أقول أنهما تابعين للسياسة الامريكية ولكن يمكن القول انهما متأثران بها الخضر صالح السليماني السعدي وهي سياسة تسير في الطريق الخطأ ، وبريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي تتحملا الكثير من الخساير نتيجة ذلك التأثر بتلك السياسة ، صحيح أن امريكاوبريطانيا حليفان ويتفقان في كثير من المواقف أكانت سياسية أو اقتصادية لكن لكل منهما سياسته الخاصة به، وكذلك المصالح ، وكذلك بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي ، لهم علاقات واتفاقيات في كثير من المجالات مع الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الغربية سياسية واقتصادية بما في ذلك العسكرية ، ولكن أيضا لكل منهم سياسته الخاصة به وكذلك مصالحه ، فالمواقف التي اتخذتها السعودية والاماراتوالكويتوالبحرين بالنسبة للتطورات التي شهدتها مصر مؤخرا ووقوفهم الى جانب الشعب المصري والتي لا تتفق مع سياسة امريكا والغرب ولكنها تتفق مع سياسة ومصالح شعوبهم وكذلك واجبهم العربي. نبدأ بالموقف البريطاني, لذا على بريطانيا ان تفكر جيدا برأينا كجنوبيين اصحاب قضية وكذلك المراقبين السياسيين المحايدين ومنهم بريطانيين على سبيل المثال المعهد البريطاني العالمي في مدينة برمنجهام , من انها تقع على بريطانيا مسؤولية اخلاقية وادبية وتاريخية بالنسبة لمساندة الجنوبيين للاعتبارات الاتية : اولا: الجنوب كان تحت الاحتلال البريطاني لمدة 129 عاما حصل على استقلاله عام 1967 بفضل ثورته , فالبلدان التي كانت تحت الاحتلال البريطاني عندما تستقل تدخل في منظومة دول الكومنولث البريطاني لغرض مساعدتها بالنهوض في تطورها اللاحق من قبل بريطانيا ودول المنظومة ، لكن بريطانيا لم تطلب من الحكومة التي تسلمت الاستقلال الدخول في المنظومة ، ولم تقدم بريطانيا اي معونات للشعب في الجنوب . ثانيا: بريطانيا اهملت الجنوب خلال استعمارها له ولم تقم بأي مشاريع اقتصادية مفيدة مثل التنقيب عن النفط ومشاريع زراعية وكذلك الاسماك , فقد اقامت بعض المشاريع الخدمية في عدن وابرزها مصفاة النفط لغرض حاجتها , واكتفت باهمية موقع عدن لقيادة ومراقبة مصالحها العسكرية والاقتصادية في اسيا وافريقيا . الاعتبار الثالث: ان بريطانيا ادرى من غيرها فهي التي رسمت الحدود بين الجنوب واليمن واشرفت اشراف مباشر ونيابة عنه . رابعا: انها عندما وقعت على وثيقة الاستقلال كان على اساس الجنوب العربي وليس الجنوب اليمني . اذا كانت بريطانيا لم تقدم اي مساعدات لشعبنا العربي في الجنوب، فأنه بحاجة ماسة الان لتلك المساعدات والوقوف الى جانب نضال شعب الجنوب واستعادة دولته وهو الاستقلال التام والناجز عن نظام الجمهورية العربية اليمنية باعتبارها دولة محتلة للجنوب، منذ حربها عليه عام 1994 والمطلوب من الحكومة البريطانية ان تتبنى القضية الجنوبية في مجلس الأمن والأممالمتحدة والمحافل الدولية الأخرى, وتقديم مساعدات اخرى تمكنه من استعادة حقه وهو الاستقلال . فيما يخص علاقة شعبنا العربي في الجنوب بشعوب بلدان الخليج العربي فأنها تاريخية واخوية منذ القدم , فاذا سألت كبار السن مثلا في الكويتوالبحرين أو قطر أو الامارات لقالوا لك قالوا لنا أباءنا واجدادنا بانهم كانوا يذهبون بمراكبهم الشراعية الى عدن أوأنهم ينقلون التمور إلى عدن من البصرة أكان لهم أو لتجار اخرين ويأخذون من عدن البن والاشياء التي لم تكن في الخليج وكانوا يحبون عدن كثيرا ، كما ان ابناء الجنوب اغتربوا في بلدان الخليج عند ظهور النفط وشاركوا في التطور والنهوض التي شهدها الخليج ولا يزال الكثير منهم باقين حتى الان والبعض منهم يحملون جنسيات خليجية واصبحوا مواطنين لهم حق وعليهم واجب وشعبنا العربي في الجنوب يحبهم كثيرا . فالثورة الجنوبية وجدت قبل ثورات الربيع العربي بأربعة أعوام وكانت السباقة في كسر حاجز الخوف لدى الجماهير العربية بشهادة كل وسائل الاعلام العربية والعالمية المرئية والمسموعة والمكتوبة لاسقاط انظمتها المفروضة عليها بالقوة، فقد قدم شعبنا الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والذين لايزال البعض منهم في سجون الاحتلال اليمني حتى الان، واغلبهم من الشباب ، كما ان شعبنا قد ارسل رسائل قوية في مسيراته المليونية في ساحة الحرية والساحات المجاورة لها في مدينة خورمكسر في عدن في عام 2012. وكذلك في بداية عامنا الحالي 2013 عند بدء ما يسمى بالحوار على المبادرة الخليجية والخاصة بصراعهم في اليمن اي في صنعاء، وكذلك الاحتجاج الرافض وعدم الاعتراف بالذين ذهبوا بأسمائهم الشخصية وليس لهم علاقة بالثورة الجنوبية لا من قريب ولا من بعيد . والمسيرة المليونية يوم 12 من اكتوبر في ساحة الحرية والساحات المجاورة والتي جدد فيها شعبنا العربي في الجنوب رفضه وعدم اعترافه بذلك الحوار وجماعة (حطب سالمة) الذين يدعون انهم يمثلونه كذبا وافتراءا . فشعبنا العربي في الجنوب قد حدد هدفه بامتياز وهو الاستقلال التام والناجز عن نظام الجمهورية العربية اليمنية ‘ وعنده القدرة والإرادة القويتين لتحقيق ذلك الهدف وكان يفترض على بريطانيا ومجلس التعاون الخليجي أولا وأمريكا والدول الغربية ثانيا بأهمية ذلك ، مع اننا نعرف من ان بريطانيا وأمريكا والدول الغربية وتاريخهم أنهم لا يقفون مع ثورات الشعوب فقد استعمروا الكثير منها وإذا وقفوا فانهم ينطلقون من مصالحهم اولا وإذا قدموا شئ فإنهم يريدون شئ مقابل ذلك , لذا يمكن لنا ان نقول ذلك, فإنه من وقف الى جانب شعبنا العربي في الجنوب وثورته فأن الأولوية ستكون له في الاستثمار أن كانت بريطانيا او دول الخليج او أي دول اخرى.. فإن جنوبنا الحبيب غني بثرواته النفطية والغازية والزراعية والسمكية وثروات اخرى . في اتفاقيات تبرم على اساس التكافؤ في المصالح المشتركة ,فهي علاقات صداقة وتعاون في المصالح المشتركة لشعبين ولحكومتين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل المتكافئ أي الند بالند. لذا فإننا نؤكد على الموقفين البريطاني ومجلس التعاون من القضية الجنوبية للاعتبارات التي اشرت اليها اعلاه . إن استعادة الدولة الجنوبية على اساس الاستقلال والتي ستكون دعامة للامن والاستقرار في النطقة وخاصة خليج عدن والممر الدولي باب المندب . والذي يقع في حدو حدود الدولة الجنوبية والسيادة عليه مثله مثل قناة السويس وعليهم ان يفهموا ذلك جيدا. لذا فإنه من مصلحة بريطانيا والدول الإقليمية وامريكا والدول الغربية ان يكون هذان الموقعان امنان والذي يمر فيهما اكثر من ستة مليون برميل من النفط يوميا إلى تلك الدول والدول الاخرى الا بوجود دولة جنوبية كانت في الماضي القريب تحمي هذين الموقعين الهامين ومساحتين شاسعتين في البحرين العربي والاحمر. لذا فاننا نؤكد على دور ثلاث دول اقليمية في الشرق الاوسط والتي برأينا ان تلعب دورا محوريا وكبيرا أكان فيما يخص القضية الجنوبية أو القضايا الهامة الاخرى , تلك الدول هي مصر والسعودية وايران. ولا يعني ذلك اننا نقلل من دور الدول الاخرى والتي سيكون لها ايضا دورا مهما. ان حل القضية الجنوبية حلا عادلا وسلميا سيدعم الامن والاستقرار بين شعبنا العربي في الجنوب واليمن وكذلك بالنسبة لدول الاقليم والمجتمع الدولي عموما وضمان مصالحهم. أما الرهان على نظام الاحتلال اليمني في صنعاء بتأمين خليج عدن من القرصنة وباب المندب من أي اضطراب فإنه رهان خاسر ، فلهم اكثر من خمسين عاما على رحيل الإمام ولم يعملوا على وجود دولة بالمفهوم المتعارف لأسباب هم يعرفونها أنفسهم وكذلك نحنودول الاقليم ودول المجتمع الدولي نفسه . فإذا ما استمروا على دعم هذا النظام الذي لا يستطيع على تأمين شارع بشكل كامل في العاصمة صنعاء فإن رهانهم خاسر، وعليهم ان يعيدوا حساباتهم وأن يعملوا على حل القضية الجنوبية على أساس الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية القادرة فعلا على تأمين خليج عدن من القرصنة وباب المندب من أي اضطراب.. شعبنا العربي في الجنوب طيب جدا وصبار ولكنه حساس ولديه قوة وارادة ، والمثل يقول الصبر له حدود.. والرئيس المناضل علي سالم البيض في حديثه للفضائية الإماراتية سكاي نيوز عربية قبل أيام أنا لا استعرض كل ما قاله ولكني سأشير الى نقطتين أساسيتين من حديثه.. طلب من الأممالمتحدة تشكيل لجنة لتستفتي شعب الجنوب عما يريده وذلك لغرض التقريب ولا ما حد يستفتي على حقه ، وطالب من مجلس التعاون الخليجي بدعوة الطرفين إلى الحوار في أي مدينة خليجية ،وقبل خروج الامور عن السيطرة ، وقال قائلا جنوبيا بعد سماعه حديث البيض اذا خرجت الامور عن السيطرة فلا باستطاعت احد ان يضمن أمان خليج عدن وباب المندب ومواقع وأماكن ومقرات الشركات التي أبرمت اتفاقيات مع نظام الاحتلال اليمني للتنقيب عن النفط في الاراضي الجنوبية وأخيرا قال الله يستر من تواليها.