قال تربويون إن عدداً كبيراً من طلبة الحلقة الأولى «التعليم الأساسي» لا يمتلكون المهارات الأساسية، كالقراءة والكتابة، عازين ذلك إلى قرار وزارة التربية إلغاء الرسوب في تلك المرحلة، وترفيع درجات الطلاب المتدنية تلقائياً. وطالبوها بإعادة النظر في هذا القرار بما يحقق مصلحة الطالب، ويرفع من قدراته. من جانبها، أكدت مديرة إدارة التقويم والامتحانات في وزارة التربية والتعليم، عائشة غانم المري، أن «إلغاء الرسوب» في الحلقة الأولى هو الأصلح للطالب، مشيرة إلى تدريب المعلمين على اكتشاف نقاط ضعف كل طالب في تلك المرحلة، ووضع برامج علاجية مساندة له، لتطوير مهاراته بدلاً من ترسيبه. وتفصيلاً، قالت مديرة مدرسة زايد بن سلطان للتعليم الأساسي (حلقة أولى)، آمنة عبدالعزيز السويدي، إن إلغاء الرسوب في مدارس الحلقة الأولى سبب إشكالية كبيرة في العملية التعليمية، حيث يتخرج طلاب في الحلقة الأولى فاقدين مهارات أساسية، مثل القراءة والكتابة، ومن ثم يعاني معلمو الحلقة الثانية مخرجات تحتاج إلى إعادة تأهيل. واعتبرت أن أبرز سلبيات هذا النظام إغراء ذوي الطلبة بتجاهل متابعة أبنائهم خلال وجودهم داخل المدرسة، لثقتهم بنجاحهم بحكم القانون. وقالت مديرة مدرسة الحديبية للتعليم الأساسي، جميلة عاضد راشد، إن الحلقة الأولى من التعليم تعد مدخلاً لبقية المراحل التعليمية. وفي حال لم تكن سليمة فإن المخرجات ستكون كذلك أيضاً، مؤكدة أن نظام الترفيع التلقائي لدرجات الطلبة الراسبين لا يقدم خدمة للطالب أو للعملية التعليمية بشكل عام. وطالبت بإعادة النظر في القرار ليشترط النجاح في اللغة العربية والعلوم والرياضيات، في حين يمكن تطبيق الترفيع التلقائي على بقية المواد، لضمان اكتساب الطلبة مهارات تساعدهم على اجتياز بقية المراحل الدراسية. كما عارضت مديرة مدرسة «أم سقيم للتعليم الأساسي»، نورة سيف، نظام إلغاء الرسوب في الحلقة الأولى، موضحة أن «القرار يدفع الطلاب إلى إهمال مذاكرتهم، لضمانهم النجاح في نهاية العام». وتابعت: «تقبل مدارس الحلقة الثانية طلاباً شديدي الضعف في مهارات القراءة والكتابة، يحتاجون إلى جهد مضاعف من المعلمين لعلاج القصور». وأكد مدير مدرسة «الشافعي للتعليم الأساسي للبنين»، خميس سالم، أن مدارس الحلقة الثانية تواجه مشكلة كبيرة عند استقبال طلاب لا يجيدون القراءة والكتابة، بعدما قضوا خمس سنوات في المرحلة الأولى. وذكر الخبير التربوي في منطقة دبي التعليمية، محمد حسن، أن الرسوب في مرحلة التعليم الأولى يعتبر خطأ، ويؤثر سلباً في نفسية الطالب، إلا أن القرار نفذ قبل أن توفر الوزارة بدائل تعالج قصور الطلبة المتدني الأداء، مشيراً إلى وصول طلاب إلى المرحلة الثانوية وهم يفتقدون مهارات أساسية كالقراءة والكتابة. وأعرب مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي، علي السويدي، عن مخاوفه من دخول مدرسته أجيالاً من الطلاب، يفتقدون مهارات القراءة والكتابة، بسبب إلغاء الرسوب في الحلقة الأولى. وأكدت مدرسة اللغة العربية في منطقة الفجيرة التعليمية، ذكريات محمد، أن اجتياز طلاب صفوفاً دراسية من دون أي تطور في مهاراتهم، يشكل عبئاً إضافياً على المعلمين في المراحل اللاحقة. في المقابل، أكدت المري أن الوزارة أجرت دراسة موسعة للوقوف على إيجابيات وسلبيات رسوب الطالب في هذه المرحلة، تبين من خلالها أن الرسوب لا يتيح له اكتساب المهارات التي فقدها، بل يؤثر سلباً في قدراته. وقالت إن الوزارة عملت على توفير خطة بديلة، تتمثل في تدريب المعلمين على اكتشاف مواطن ضعف طالب، ووضع برامج علاجية لها تطبق خلال العام الدراسي، مؤكدة أن الوزارة تركز على التعليم والتطوير وليس الرسوب. ولفتت المري إلى أنه في حال لم يستجب الطالب للبرامج العلاجية، بسبب وجود ضعف في قدراته، يتم إخضاعه لبرامج إدارة التربية الخاصة، معتبرة أن ضعف مستوى الطالب قد يعتبر إنذاراً مبكراً لاتخاذ إجراء مناسب يحقق مصلحته.