نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوء الإدارة أبرز أسباب تدني التعليم
أكاديميون وتربويون ل( الجمهورية ):
نشر في الجمهورية يوم 10 - 05 - 2010

من الملاحظ أن التعليم الأساسي والثانوي في بلادنا قد حقق نمواً ملموساً خلال الأربعة العقود الماضية، وانتشر في مختلف مناطق اليمن وتزايد عدد المتعلمين فيه عاماً بعد آخر. مع ذلك مايزال واقع هذا النمو ومستوى تطوره وارتباطه بمفهوم التنمية البشرية الشاملة يشوبه الكثير من أوجه القصور والاختلالات التي جعلته عاجزاً عن تحقيق الأهداف المناط به،أهمها إعداد مخرجات تكون مدخلات جيدة للتعليم الجامعي تستطيع أن تجد لها قدماً في سوق العمل.
ولأهمية هذه القضية قامت صحيفة الجمهورية بمناقشتها مع عدد من الأكاديميين والتربويين خلال التحقيق التالي:
عشوائية التعليم:
يرى الدكتور علي الفقيه أن سبب تدني مستوى التعليم العام والعالي في اليمن، يرجع إلى عشوائية التعليم والتي أدت إلى وجود الكثير من المدارس والكليات التي لا تقدم دعما فاعلا حقيقيا للعملية التربوية، بل إنها باتت تهدد بكارثة وطنية مخيفة، إن لم تتكاتف الجهود لغلبتها والتصدي لمضارها.
وأشار الدكتور الفقيه إلى أن هناك أعدادا هائلة في عموم الجمهورية من المدارس التي لا تتوفر بها أبسط المقومات للعملية التربوية تسعى لقدر ضئيل من النجاح، وكل ما تحويه تلك المدارس من أثاث هو في الواقع غير صالح للاستخدام، ويتوفر على شكل أكوام مهملة فوق بعضها البعض، وتعامل على أنها عهد ومستلزمات مدرسية.
وقال إن هذا من أهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع نسبة الأمية في البلاد، فمع الوعي المتدني حول التعليم وأهميته لدى الكثير من أفراد الشعب، فإن من يُحاول الاقتراب من العملية التعليمية لا يجد ما يُشجعه على ذلك، وهذا ما يجعل نسبة الأمية في ارتفاع مستمر ومخيف، حيث بلغت نسبة الأمية بصورة عامة %55، 80 % لدى النساء، كما أن هناك 40 % من أطفال الجمهورية خارج أسوار المدرسة
وأكد الفقيه أن نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي من الجنسين في تدنٍ مستمر، كما أن نسبة الرسوب عالية جدا، الأمر الذي يعزى تربويا وأكاديميا للمعلم، ويعتبر من أهم شواهد فشله التي يجب أن يحاسب عليها.
ضعف الرقابة
كما أكدت الإحصائيات انعدام إدراك المجتمع لأهمية التعليم للمرحلة ما قبل التعليم الأساسي، فلم تزد نسبة الملتحقين بها حتى الآن عن 0,5 % .
وتطرق الدكتور الفقيه إلى سوء الإدارة المدرسية وعشوائية قراراتها، حيث تحدث قائلا:(هناك عشوائية القرارات والترقيات، وخضوعها للعلاقات الشخصية، دون النظر إلى الكفاءات والمؤهلات العلمية.. وسوء العلاقات بين مدراء المدارس ومعلميها من جانب وبين مدراء المدارس وإداريي مكاتب التربية.
وضعف الرقابة وعدم قدرتها على فرض أي عقوبة على مرتكبي الأخطاء والمقصرين، بالإضافة إلى قصور الأداء الإداري لمديري المدارس وعدم معرفتهم بمهامهم الإدارية والفنية) وعزا سبب ذلك إلى غياب الإستراتيجية التعليمية، وقصور السياسة التعليمية وتخلف الإدارة.
الاهتمام بمخرجات التعليم الأساسي
الدكتورة ألطاف رمضان إبراهيم رئيس قسم تقويم الأداء بمركز تطوير الأداء الأكاديمي في جامعة عدن قالت: يفترض أن يكون هناك اهتمام أكبر بمخرجات التعليم الأساسي والثانوي والجامعي أيضا باعتبار ان مخرجات التعليم الأساسي والثانوي هي مدخلات التعليم الجامعي وذلك من خلال القضاء على العديد من الاختلالات التي يعاني منها التعليم الأساسي بسبب عدم توفر أبسط الإمكانات الخاصة بالعملية التعليمية حتى يستطيع المعلم وأيضا مدير المدرسة أن يقوم بالدور المطلوب منهم على أكمل وجه وقالت للأسف هناك العديد من مدراء المناطق التعليمية لا يقومون بواجبهم في توفير الإمكانات المتاحة ولا يوجد تعاون فيما بينهم وبين الإدارات المدرسية أو بين مدراء المدارس والمعلمين وهناك مثال على ذلك وهو أنه تم تعيين أخت لي مديرة لمدرسة عثمان بن عفان في منطقة الثورة بأمانة العاصمة فوجئت عند استلامها للمدرسة بأنه لا يوجد أي ملامح للتعليم في هذه المدرسة ، لأن المدير السابق تصرف بكل ما يخص المدرسة من أجهزة كمبيوتر وغيرها أيضا أستلم المبالغ الخاصة بشهادات الطلاب ولم يوفر لهم أي شهادة حتى باب المدرسة قام بخلعه ،وتقول الدكتورة ألطاف أن المديرة الجديدة للمدرسة والتي كلها حماس ونشاط لإصلاح وضع مدرسة عثمان بن عفان: توجهت إلى مدير المنطقة التعليمية لشرح الوضع فكان جوابهم أنهم وضعوها في اختبار وعليها أن تثبت كفاءتها وجدارتها في إصلاح وضع المدرسة ،وتقول لهذا كيف نتوقع أن تكون لدينا مخرجات تعليمية جيدة في ظل هذا الوضع وهذه العقليات إلي تدار بها العملية التعليمية ،كما لاحظت أنه يوجد في العديد من مدارس العاصمة صنعاء ما يسمى بالمدرس البديل للمدرس الأساسي ،وأخيرا صدرت توجيهات لمدراء المدارس بالاستغناء عن هذا المدرس البديل في الوقت الذي لم يتم إلزام المدرس الأساسي بالحضور والعمل في المدرسة وهو أكيد مشغول بعمل آخر غير عمله الأساسي في المدرسة ويخصص جزءاً من راتبه لمدير المدرسة حتى يغطي عليه عند الغياب وهذا موجود في مدرسة ابن عفان ومدير المنطقة يعلم بذلك ولا يتم اتخاذ أي إجراءات بحق مثل هذا المعلم المستهتر وأنا مسئولة عن هذا الطرح ،لهذا أنا أعتبر أن سوء الإدارة هي السبب الرئيسي لتدني العملية التعليمية ،كذلك لا يوجد عملية تأهيل وتدريب للمعلمين مع العلم أنه موجود في الكثير من بلدان العالم.وتختتم الدكتورة ألطاف رمضان حديثها بالتأكيد على ضرورة أن يكون هناك معايير لانتقاء الطلاب في مختلف مراحل التعليم الأساسي والثانوي ،وأن تتوفر في المعلم العديد من الخصائص التربوية والعلمية والنفسية والقيادية والمهارية لتوصيل المعلومة بسهولة ويسر، إلى جانب تحديث المناهج الدراسية لتواكب التطور العلمي في الوقت الراهن ،وأن يتم اختيار مدراء المدارس وأيضا مدراء مكاتب التعليم وفقا لمعايير علمية، وذات مهارات قيادية ،تساعد على حل المشكلات وتقوم بتوفير المستلزمات الدراسية وتحاسب المقصر وتكافئ المجد والمخلص في عمله.
عدم كفاءة المعلم
أما الأستاذ سعيد رشاد مجلي باحث في الاستراتيجية الاقتصادية للتعليم بإدارة التخطيط بوزارة التربية والتعليم فقال: سبب تدني التعليم الأساسي والثانوي في بلادنا ناتج عن العديد من الاختلالات والقصور منها على سبيل المثال عدم كفاءة المعلم ،حيث يوجد العديد من المعلمين من خريجي الثانوية العامة ويدرسون المرحلة الثانوية ،وقال :اعرف شخصيا بعض المدرسين يدرسون مادة الرياضيات للصف الثالث الثانوي وهم من خريجي الثانوية العامة ،ويتساءل سعيد رشاد قائلاً: لهذا ما الذي نتوقعه من مثل هذا المدرس الذي لا يملك أي خبرة في هذا المجال؟!.
انتشار ظاهرة الغش
ويتحدث سعيد رشاد أيضا عن ظاهرة الغش باعتبارها من أبرز أسباب تدني التعليم في بلادنا قائلا:الغش أثناء عملية الاختبارات أصبح بأنواع متعددة ولم يعد بالبراشيم فقط ،حيث يوجد إلى جانب البراشيم التلفون السيار والوساطات والمدرس أيضا يساهم ويساعد الطلاب بشكل كبير في عملية الغش، وذلك نتيجة الأجور الإضافية للمعلم أثناء الاختبارات والتي لا تتجاوز مائة وخمسين ريالا فقط في اليوم الواحد وهو مبلغ زهيد جدا لا يكفي حتى للمواصلات ،لذلك يلجأ بعض المعلمين إلى أخذ مبالغ من الطلاب مقابل تسهيل عملية الغش خاصة أن هناك من يعرض عليه ذلك وبأسلوب الترغيب والترهيب ،وأيضا بعض رؤساء اللجان الامتحانية يقومون بتسهيل هذه العملية ,الى جانب تدخلات من بعض أعضاء المجالس المحلية أو أعضاء مجلس النواب لتسهيل عملية الغش من اكتساب شعبية في أوساط المجتمع المحيط به .
الصفوف الأولى الأساس
الأستاذة سلمى المصعبي مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية السبعين أكدت من جانبها ضرورة الاهتمام بالصفوف الأولى من الصف الأول أساسي إلى الصف السادس كون هذه المرحلة هي الأساس في حياة أي طالب، وذلك من خلال إيجاد المعلم المؤهل تأهيلا جيدا علميا ومهارياً ونفسيا ،يستطيع التعامل مع نفسيات وعقول الأطفال الصغار ويحببهم في التعليم وفي المدرسة، وكذلك إيجاد منهج علمي يناسب الأطفال في هذه المرحلة الحساسة من حياة أي طالب .
وتقول الأستاذة المصعبي: لو تم ذلك لعملنا قفزة نوعية في مخرجات التعليم لان الطالب المؤسس بشكل صحيح في المرحلة الأولى من حياته العلمية سيعتمد على ذاته في بقية مشواره العلمي تقريبا من الصف السابع سيكون مؤهلا للاعتماد على ذاته،وتضيف قائلة: لدينا العديد من الاستراتيجيات الخاصة بتطوير العملية التعليمية اهمها أستراتيجية التعليم الأساسي والتي بدأنا بتنفيذها من العام 2000م على أساس أن نصل إلى العام 2015م وقد تجاوزنا مجمل الاختلالات الموجودة في التعليم وللأسف حتى الآن مر على هذه الاستراتيجية عشر سنوات ولم نتقدم خطوة واحدة في تحسين مخرجات التعليم بل زاد الوضع سوءاً على ما كان عليه سابقا.
معلمون استنفدت طاقاتهم
وتقول الأستاذة سلمى المصعبي: أيضا لدينا كم كبير من المعلمين كبار السن وأيضا مرضى نفسانيا وبعضهم يعاني من بعض الأمراض كالعمود الفقري مثلا بسبب الوقوف الطويل وما إلى ذلك ومثل هؤلاء استنفدت طاقاتهم ولا يجب أن يستمروا في عملهم كمعلمين إلى جانب الكثافة العدديه في الفصل الواحد والتي تصل أحياناً إلى أكثر من مائة وعشرين طالباً ،كل هذه الأسباب هي السبب الرئيسي لتدني التعليم في بلادنا وللتغلب عليها يجب التركيز كما ذكرت على التعليم في المراحل الأولى وخاصة من الصف الأول وحتى السادس ،وتقول للعلم هناك العديد من الدول المتقدمة علميا نجد أن معلمي الصفوف الأولى من حملة شهادة الأستاذية بعد الدكتوراه لديه خبرة كبيرة ومتراكمة يستطيع التعامل مع نفسيات الأطفال في بداية المشوار التعليمي وهذا هو سبب تفوقهم العلمي.
عدم توحيد الجهود
الأستاذة ياسمين محمد عبدالواسع أخصائية مناهج بوزارة التربية والتعليم تقول من جانبها بأن سبب تدني التعليم بالرغم من وجود العديد من الاستراتيجيات الهادفة إلى تطوير العملية التعليمية في بلادنا هو بسبب عدم توحد الجهود وغياب القدوة ابتداءً من ولي الأمر وانتهاءً بالمعلم ومدير المدرسة ومدير التربية والتعليم ،وتقول الأستاذة ياسمين نلاحظ أن هناك العديد من ورش العمل والندوات والاستراتيجيات لكن كل هذه الجهود مبعثرة ،ولا يعمل بتوصيات هذه الندوات وورش العمل التي أقيمت وعقدت بهدف تصحيح الاختلالات لهذا أرى أنه من الضرورة أن تكون هناك هيئة عليا مهمتها الأساسية توحيد كافة الجهود الهادفة إلى تطوير التعليم وتصحيح هذه الاختلالات التي نعاني منها ،وذلك من خلال إعداد مناهج حديثة تناسب الطلاب في مختلف المراحل الدراسية وتواكب التطور الموجود اليوم في حياتنا وفيما حولنا وتلبي متطلبات واحتياجات العصر الراهن ،وإعداد المعلم الجيد الذي يستطيع أن يواكب التطور الحاصل في المناهج ويستطيع التعامل معها بحرفية ومهارة فائقة
الوساطة في التعيين
الأستاذ أمين هادي العقار مدير مدرسة بمديرية عيال سريح محافظة عمران يرجع من جهته أسباب تدني التعليم إلى التعيين غير الصحيح خاصة في مكتب التربية بمحافظة عمران حيث يتم تعيين أشخاص لا يوجد لديهم مؤهلات علمية وضعاف شخصية وليس لهم أي خبرة سابقة في سلك التعليم،وقال هناك العديد من مسئولي التربية بالمحافظة يقومون بتنفيذ أوامر المشائخ ،ومثال على ذلك تعيين مدير لمكتب التربية بعيال سريح مؤهله دبلوم وليس لديه خبرة ميدانية وقد تم تعيينه تلبية لرغبات المشائخ، وليس للكفاءة والخبرة المتراكمة والمؤهل العلمي،إلى جانب التوزيع الخاطئ للمعلمين والذي يتم أيضا بحسب الرغبات وليس بحسب الاحتياج الفعلي لهذه المدرسة أو تلك الأمر الذي لا شك يؤثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية وبالتالي تنتشر ظاهرة الغش أثناء الاختبارات بسبب هذه التدخلات وبسبب الوجاهات التي ساعدت في تعيين بعض مسئولي التربية والتعليم والتي تقوم برد الجميل من خلال تسهيل عملية الغش هذه الظاهرة التي دمرت التعليم في بلادنا.
التعليم في الجوف
أيضا في إطار هذا التحقيق التقينا بالباحث خالد عبده محسن من محافظة الجوف وهو طالب دكتوراه بكلية التربية بجامعة صنعاء والذي يرى بأن السبب الحقيقي لتدني التعليم في اليمن رغم التوسع الكمي الكبير لعدد المدارس مقارنة بالسنوات الماضية إلى سوء الإدارة التربوية والتي يتولى زمامها الأشخاص غير المؤهلين لشغل مناصب قيادية في سلك التربية والتعليم ،وقال: مثال على ذلك لا توجد لدينا في محافظة الجوف أي معايير أو ضوابط لاختيار مدراء المدارس والتي تخضع للنفوذ القبلي والوساطات والمجاملات لهذا يتم تعيين العديد من مدراء المدارس في المحافظة من حملة الشهادة الثانوية وبعضهم للأسف لا يستطيع القراءة والكتابة بشكل صحيح يتم تعيينهم مدراء على أشخاص مؤهلين تربويين ومن حملة الشهادات الجامعية ،لذلك لا شك أن مثل هذا الاختلال يؤثر سلبيا وبشكل كبير على العملية التربوية والتعليمية،إلى جانب وجود نقص كبير في عدد المدرسين لوجود غياب كبير في صفوفهم ولا يوجد من يحاسب أو يعاقب ،أيضا هناك نقص في المناهج،ويقول خالد عبده محسن: أيضا هناك عدد من المعلمين الذين لا ينتمون إلى سلك التربية والتعليم وإنما لبعض الطوائف الدينية يدرسون في المدارس بعض المناهج غير المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم وهذا الأمر لا شك له العديد من المخاطر المستقبلية ومسئولو التربية والتعليم في المحافظة على علم بذلك.
في الجوف الغش مقاولة
كما تحدث خالد عبده محسن عن ظاهرة الغش أثناء امتحانات الثانوية العامة بمحافظة الجوف واصفا إياها (بالمقاولة) لأنها تتم بشكل ليس له مثيل في أي محافظة من محافظات الجمهورية ، حيث تنزل امتحانات الثانوية العامة لتوزيع الأسئلة ودفاتر الإجابات على الطلاب فيقوم الطلاب بجمع مبالغ مالية لرئيس اللجنة في المدرسة وبالتالي يتم السماح لهم بالخروج من المدرسة وبصحبتهم أسئلة الامتحان ودفاتر الإجابة ومن ثم إعادتها بعد الظهر أو الليل أو اليوم التالي خاصة أنه لا يتم تظريف دفاتر الإجابات إلا اليوم الثاني ولا ترسل إلى المحافظة إلا نهاية الأسبوع ، لهذا يستطيع بعض الطلاب امتحان المواد السابقة في نهاية الأسبوع وبعضهم يستطيع أن يمتحن لنفسه ولبعض أقاربه أو أصدقائه قبل إرسال المظاريف إلى المحافظة،وهذه الإشكالية موجودة وقيادات المحافظة على علم بها وأيضا قيادات الوزارة وقد حدث أن تم إلغاء امتحانات بعض المدارس في بعض المديريات من قبل وزارة التربية والتعليم ،لكن هذا لا يكفي لمنع ظاهرة الغش والتي تعتبر السبب الرئيسي لتدني التعليم لأن الطالب لا يهمه التعليم لثقته في نهاية المطاف أنه سيجتاز الثانوية العامة وبمعدل جيد جدا على أقل تقدير دون عناء وذلك عن طريق الغش والذي لن يتم القضاء عليه إلا من خلال تعيين قيادات تربوية مؤهلة بعيدا عن المحسوبية والقبلية والوساطات التي حقيقة أفسدت العملية التعليمية في بلادنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.