استغرب كثيرون من فتوي شيخ مشايخ الوهابية الرسمية في المملكة السعودية، عبد العزيز آل الشيخ، بحرمة العمليات الانتحارية وان الذي يقوم بها مجرم يستعجل الذهاب الي جهنم (وبئس المصير).. والعبارة الاخيرة مني وليست من الشيخ!! لكن بعض الذين يعرفون جيداً "فضيلة" الشيخ وفتاواه التي تأتي علي "المقاس"، استبشروا بهذه الفتوي خيراً وربطوها بمستقبل الوضع السوري وقرب انعقاد جنيف 2، رغم ان بعضاً آخرين من العارفين وجد فيها تباشير شر علي بعض البلدان وسفك اكثر للدماء،وعلي خلفية مواقف مماثلة من "فضيلته" ايضاً! فهذا الرجل والشخص الذي سبقه في منصبه، مهمته ان يؤدلج الموقف السياسي للسلطة السعودية ويبارك القرار الملكي والاميري مهما كان غير مبارك وبذلك يحول البُر الي خبز يستساغ اكله.. فبهذه الفتاوي مهدوا لمبادرة الاستسلام مع الصهاينة، وبها ادخلوا القوات الصليبية الي بلاد الحرمين كما يصفون، وبها استعانوا بالكفار ضد القذافي المسكين، طاغية العالم العربي الوحيد!! وبها احلوا دم الرئيس السوري بشار الاسد وشعب سوريا وجيشها، ومن قبلهم دماء العراقيين. والفتوي هنا تعني استقبال حدث او تفسيره وفق الرؤية الرسمية.. لكن ما هو الحدث الذي اوجب فتوي جهنمية الانتحاري؟! والاجابة لا تتعدي النقاط التالية: 1- التنصل رسمياً من مجازر سوف تقوم بها عصابات بندر في سوريا والعراق واليمن ولبنان تحت شعار التكفير وهدر دم المشركين من ابناء ملة الاسلام! 2 - والذي يعزز ذلك ما نشر مؤخراً من استهداف المفتي نفسه بواسطة انتحاري تكفيري، لكن العملية لم تنجح والقي القبض علي المهاجم! 3 - محاولة عزل بعض الاتجاهات التكفيرية غير المرتبطة بالسعودية والتي لا يمكنهم السيطرة عليها تمهيداً لما بعد جنيف 2،والقبول بالتسويات التي ستتم خلال المؤتمر المذكور ولربما المرحلة الانتقالية التي يري كثيرون انها ستكون بشكل مباشر او غير مباشر بيد النظام. 4 - تخوف الغرب من تحول الانتحاريين نحوه بعد جنيف 2، فأراد ان يطمئن قلبه بفتوي تحرم من يقوم بذلك من العشاء مع النبي(ص)والفوز بحورية لمثلها يتسابق "الجهاديون"، فكانت فتوي حسب الطلب!! وللتذكير فقط، فان مجزرة المستشفي العسكري في صنعاء والتي تبنتها القاعدة وراح ضحيتها عدد كبير من كادر المستشفي والمرضي نفذته عناصر سعودية! بقلم: علاء الرضائي