نجوم الدوري الألماني تم تجاهلهم في جوائز الإتحاد الدولي لهذا العام * مدرب دورتموند يورغن كلوب مواضيع ذات صلة القائمة اكتملت و لم تفتقد أي لاعب بارز ، القائمة عادلة... بهذه العبارة الدبلوماسية عقب الأسطورة الظاهرة البرازيلي رونالدو على لائحة اللاعبين الذين سيتنافسون على جائزة الكرة الذهبية و التشكيلة المثالية للاتحاد الدولي و مجلة فرانس فوتبول الفرنسية للعام 2012 و التي سيعلن عن نتائجها في السابع يناير القادم في زيوريخ. ديدا ميلود - إيلاف : يؤكد الواقع غير ما قاله رونالدو بعد الظلم الكبير الذي تعرض له نجوم الدوري الألماني سواء اللاعبين أو حتى المدربين ، حيث ضمت اللائحة الموسعة التي تضم 23 لاعباً اسما واحداً هو حارس المانشافت و نادي بايرن ميونيخ مانويل نوير قبل أن يزاح لينافس كاسياس و بوفون على القفاز الذهبي كأفضل حارس في العالم ، كما ضمت قائمة المرشحين للتشكيل المثالي زميله في النادي و المنتخب المهاجم ماريو غوميز. و إذا كانت أسماء أخرى تعرضت للإجحاف كلاعبين أفراد على غرار الإيطالي اندريا بيرلو ، فان الأمر يختلف بالنسبة للدوري الألماني الذي يمكن القول انه تم تهميشه كدوري بأكمله بالنظر إلى المنحنى التصاعدي الذي يعرفه منذ تنظيم ألمانيا لنهائيات كأس العالم 2006 ، و التي وظفت بشكل إيجابي في تطوير المسابقات المحلية التي أصبحت تحظى بمتابعة جماهيرية عالية بمعدل يفوق ال 40 ألف متفرج في المباراة الواحدة أي اكبر من معدلات بقية الدوريات الأوروبية الكبرى بما فيها الدوري الإنكليزي نفسه المصنف الأول عالمياً ، كما أن المباريات تشهد تنافساً انعكس بالإيجاب على الأداء الفني و الإيقاع العالي للمباريات و إتساع دارة المنافسة بين عدة أندية في وقت تنحصر المنافسة في الدوريات الثلاث الأخرى على أربعة فرق في أحسن الأحوال ، و فرض هذا التطور على الإتحاد الدولي منح ألمانيا أربعة مقاعد في مسابقة عصبة الأبطال ، كما نجحت الأندية الألمانية في الحفاظ على استقرارها و أبقت على جل نموها رغم إغراءات الأندية الأوروبية. و أدت هذه المعطيات الفنية الى تألق لافت للاعبي الدوري الألماني وبروز أسماء أصبحت تتمتع بشهرة عالمية ، و بدا واضحاً أن المعايير التي حددتها اللجنة الفنية التي أوكلت لها مهمة تحديد اللائحة النهائية للمرشحين هي مجرد در للرماد في أعين نجوم الدوري الألماني و عشاقه الذين يزداد عددهم من موسم لأخر ، فهناك الكثير من الأسماء تفتقر للمعايير و مع ذلك ضمتها اللجنة للائحة على غرار الإيطالي ماركو بالوتيلي الذي غاب كثيراً عن مباريات ناديه مانشستر سيتي و لم يساهم معه كثيراً في تتويجه بلقب الدوري الإنكليزي شأنه شأن مهاجم مانشستر يونايتد واين روني و كلاهما لمعا بمشاكلهما و إصاباتهم التي لا تنتهي و تألقاً بشكل لافت خارج الملعب و ليس داخل المستطيل الأخضر ، و حتى المدافع الإسباني جيرالد بيكي لم يكن يستحق تواجده في لائحة ال 23 خاصة أن غاب في العديد من مباريات ناديه و كان أكثر تركيزاً على علاقته العاطفية مع شاكيرا التي أفسدت علاقته الفنية مع مدربه غوارديولا. و على عكس ذلك فقد شهدت الساحة الأوروبية في العام الجاري تألقاً هاماً للعديد من نجوم البوندسيلغا خاصة من ناديي بروسيا دورتموند البطل و وصيفه بايرن ميونيخ سواء الألمان أو الأجانب ، ممن تتوفر فيه المواصفات و المعايير الفنية بما أن المانشافت كان ضمن أفضل المنتخبات في العالم و ليس في أوروبا فقط و بايرن ميونيخ تأهل إلى نهائي الأبطال ، و كانوا يستحقون منافسة الثلاثي ميسي و رونالدو و إنييستا أو على الأقل تواجدهم في اللائحة الموسعة ، فكان هناك الفرنسي فرانك ريبيري و الهولندي آريين روبن و توماس مولر من البايرن ، و غوزته و كاغاوا و مات هاملز من دورتموند ، و هي أسماء تسيل لعاب مدربي و رؤساء كبرى أندية القارة العجوز مع اقتراب كل ميركاتو صيفي أو شتوي ، و قدمت أداء فنياً راقياً سواء مع النادي ، إذ بلغ الأول نهائي دوري الأبطال على حساب ريال مدريد الذي يضم رونالدو و يقدم بداية موسم استثناية ، أما الثاني فاحتفظ بلقب الدوري و ها هو يتأهل إلى دور ال 16 من عصبة الأبطال على حساب السيتي ، أو مع المانشافت في أمم أوروبا حيث بلغ الدور قبل الأخير. و خير دليل على وجود ظلم في حق الألمان هو وجود كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد و غياب مواطنه وزميله في المنتخب الفرنسي ريبيري بعدما أكدت إحصائيات قام بها احد المواقع أن الأخير كانت تنطبق عليه المواصفات التقنية أكثر من الأول . و الحقيقة هي أن هذه الأسماء راحت ضحية عدم تطبيق اللجنة الفنية للمعايير التي وضعتها ، فالأخيرة تكيل بمكيالين و تدرك جيداً أن هناك أسماء لا تستحق التواجد في القائمة من الناحية الفنية ومع ذلك يتم وضعها لأنها تحظى بزخم إعلامي يفوق الآخرين ، و الأمر نفسه ينطبق على الدوري الألماني الذي يبقى يفتقر للشهرة و الجاذبية الإعلامية مقارنة بنظيره الإنكليزي و الإسباني ، فوسائل الإعلام بعدساتها و أقلامها تسلط أضوائها على من يلعب هناك ، و لو كان ربيري أو كاغاوا أو مولر ينشطون في الريال أو برشلونة أو السيتي لتحولوا بقدرة قادر إلى ميسي أو رونالدو أخر فالعيب في المكان و ليس في الأداء أو المعايير التي يميزها قدرتها على التحول التلقائي من لاعب لأخر. وحتى على مستوى المدربين فأن مدرب دورتموند يورغن كلوب لا يمكن تجاهله بالنظر إلى النتائج التي حققها مع ناد جل تعداده من اللاعبين اليافعين ما كان لفني أخر حتى و لو كان أسمه مورينهو أن يحققها ، فالفريق تحت أمرته توج بالثنائية الدوري و الكأس و ظهر بقوة هذا الموسم في دوري الأبطال أمام الريال نفسه المتخم بالنجوم، و الكثير من الخبراء يتوقعون لكلوب أن يكون الأفضل على الساحة العالمية في المستقبل القريب ، لكن ذلك يبدون انه لن يحدث قبل زوال نجومية مورينهو و ديل بوسكي. و من سنة لأخرى يؤكد الفيفا إنحيازه للاعبين و المدربين الذين ترتبط أسمائهم بالرعاة الكبار الذين ينفقون الملايين على هؤلاء اللاعبين و الفنيين على مدار العام و بالتالي فلا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلهم في مثل هذه المناسبات حتى لو قدموا مردودا متواضعاً.