بيروت - سهيلة ناصر: إلسي فرنيني، مخضرمة في التمثيل . عاصرت الفترة الذهبية للدراما اللبنانية بأعمال بطولة أولى، تواصل مسيرتها في الشغف الذي جعلها تتخلى عن مقعد المذيعة في "تلفزيون لبنان" لتطلّ بأدوار عديدة بصمت مسيرة عقود من النجاح . كيف تصنفين دورك في مسلسل "وأشرقت الشمس" مع كل أدوارك خلال مسيرتك؟ هناك نقلة نوعية في هذا الدور . أجسّد المرأة المستقلة، صاحبة الخمّارة ولها ماضيها . في الوقت ذاته تملك شخصية إنسانية محبة لمساعدة شباب المقاومة أمام الاحتلال العثماني . . حبكة القصة والذكاء في حوارات الكاتبة منى طايع جذبني بالدرجة الأولى واستفزني لأحب العمل وأعطيه من قلبي . هل احتاجت الشخصية منك جهداً كبيراً؟ لكل دور جهده الخاص . على الممثل أن يقدم الشخصية من الحوار المكتوب على الورق، ويقتنع بذاته ليقنع الآخرين بها . دور "منيرة" من الأدوار المركبة وعلى الممثل أن يخرج من نفسه، لأن طبيعة الإنسان تختلف عن الأدوار التي يمثلها . عليه أن يتفاعل معها، يبكي ويضحك ويتعاطف . لا شك أن الدور المتضمن للحزن والمأساة يتعب الأعصاب لما يتطلب من إحساس ذاتي للقدرة على تقديمه بصورة مقنعة . أي الأدوار ما زالت في ذهنك؟ عند مشاهدة إعادة مسلسل "مذكرات ممرضة" (1974)، أستعيد الشخصية الناعمة مع أن حضوري وأدائي اليوم اختلف كثيراً عن السابق . هناك نضج وتمكّن أكثر بكل جوانب الشخصية وأبعادها نتيجة الخبرة . لكل دور ميزته وهي مطبوعة في أذهان الجمهور من "بنت البواب"، "رحلة عمر" . . إلى مرحلة تجسيد دور الأم في "عصر الحريم"، وفي مسلسل "فارس الأحلام" كان الدور مختلفاً عمّا سبقه . في مسلسل "عندما يبكي التراب" جسّدت دور الوالدة الفعلية لابنك يورغو شلهوب . . كيف استطعت الفصل بين مشاعر الأم الواقعية والتمثيلية خصوصاً عندما كان يصارع الموت؟ ترك الدور وقعه الكبير عليّ وعند المشاهدين على حد سواء . أثناء الأداء كان يراودني الشعور أن يورغو فعلياً يصاب بأذى وليس شخصاً مجهولاً . عانيت ألماً نفسياً لازمني لفترة خصوصاً عند التفكير في ابني وهو يواجه الموت . بصراحة عشت صراعاً بين التمثيل والحقيقة . أنت ضيفة شرف في مسلسل "وأشرقت الشمس" بالرغم من أهمية دورك؟ اخترت ذلك لكون ظهوري سيقتصر على عشر حلقات فقط . .أصلاً لم تعد هناك بطولة مطلقة في الأعمال الحالية . فقط دور محوري في كل حلقة يسيطر على الكل . هذا تطور جميل ويعطي زخماً وقوة للدراما، هذا التشعّب في الأدوار والبطولات وكل دور يأخذ حقه وحجمه . دورك كتب خصيصاً لك من قبل الكاتبة منى طايع التي جربت نصوصها في أكثر من عمل؟ عندما كتبت منى الدور وتبلورت الشخصية رأتني فيه . في الحقيقة عند قراءته لم أجد نفسي كونه نمطاً جديداً في أدواري . كنت مستغربة ولم أكن متحمسة لخوض تجربة امرأة صاخبة في تصرفاتها وصاحبة خمّارة . الحمد لله أديت دوري في خلطة جمعت بين ما كتبته منى وما أضفته من لمسة خاصة بشهادة النقاد والكل يهنئني بالدور، وهذا يسعد الفنان وينسى معه الجهد في الأداء طالما استطاع أن يقطف النجاح من ورائه . كيف وجدت حضور غسان صليبا في التجربة الدرامية الأولى له؟ حضور جميل شكلاً وأداء . إنسان شهم وأعطى دور "الشيخ خليل" من كل قلبه وبطبيعية وصدق انعكس على أدائه والدور الذي يتطلب هذه الصفات . واكبت العصر الذهبي للدراما اللبنانية . كمقارنة شخصية كيف تجدين الفرق مع الوقت الحالي؟ في الماضي كانت البراءة هي الطاغية . كان بإمكان الفنان أن يلمع نجمه ويشتهر أسرع مقارنة مع زحام المحطات الفضائية اليوم وكثرة الممثلين . لاشك أن الزمن يغربل والجيد من يثبت في مكانه مبرهناً على جديّة وحب حقيقي للتمثيل . كيف ترين الوضع الراهن للدراما اللبنانية؟ كل مستلزمات العمل الدرامي الناجح متوافرة من كتّاب ومخرجين وممثلين محترفين وحتى مواهب تمثيلية تشق طريقها نفتخر بها . ما ينقصنا فقط هو رفع سقف الإنتاج المحلي لنعطي نتيجة أفضل . هل تحنين لعملك كمذيعة في "تلفزيون لبنان"؟ تلك الفترة كان الشغف لمهنة تقمّص الأدوار أقوى من الجلوس على كرسي ومحاورة الآخرين . هذه المرحلة أحببتها ومن خلالها تعرّفني الناس . لا حنين لأن الإنسان يمرّ بمراحل في حياته، لكن لا مانع من تكرار تجربة التقديم لفكرة مشروع ما، في حال استهوتني الفكرة، أسوة ببرنامج "صفحات من كتاب" الذي قدمته منذ ست سنوات على قناة "هي" . ما رأيك بمشاركة زوجك جورج شلهوب في برنامج "الرقص مع النجوم"؟ أحيي جرأته على قرار المشاركة لما فيه من تعب وتمرينات صعبة . جورج يجيد رقص "الباليه"، ويملك ليونة لكن مع الوقت يتغيّر الجسم . دائماً أطلق عليه لقب "رجل المهمات الصعبة" ولا يهرب من التحدي . خاصة انه في منافسة مع شباب أصغر منه ويملكون لياقة بدنية . وبرهن أن الانسان كلما انفتح على الحياة نفسياً وعقلياً أعطته الكثير . هل للغيرة مكان بينكما؟ مع النضج ورحلة العمر والحياة يصبح هناك أمور أهم من الغيرة . دائماً نردد أن أهم إنجاز لنا هم أولادنا وأحفادنا الأربعة ونحن فخورون بهذا الدور . أيضاً العمل مهم في الحياة ولا أتصور نفسي قادرة على العيش من دونه كونه يمنح التفاؤل والتفكير الإيجابي . عندما تكون العائلة فنية بامتياز، كيف تكون أجواؤها؟ يسود النقاش والحوار حول الأعمال الدرامية وأنواع الفنون الأخرى . يجمع بيننا النقد، الإيجابي منه والسلبي، ذلك من منطلق صفتنا والإلمام بكل الطبخة الدرامية، وتفاصيل الأمور التي لا تسترعي انتباه المشاهد العادي . متى ستجتمعون في عمل قوامه الزوج والزوجة والابن؟ لا شك أنه سيترك تأثيره عند الناس . في حال توافرت الأدوار المناسبة لكل منا ستؤدي إلى التفاعل والتجانس بيننا . ما سر المحافظة على جمالك؟ الإنسان بحاجة للاعتناء بشكله الخارجي . أحب أن أظهر بشكل مرتب . هناك أمور قد ألجأ إليها لتحسين بعض المشكلات المزعجة في الوجه، ولطريقة الحياة المتبعة تأثيرها وشعاري الاعتدال في كل شيء . لا أحب الحياة الصاخبة ولا أسهر بشكل يومي، وأمارس الرياضة وأعتمد نظاماً غذائياً حتى السجائر التي أدخنها تخضع للرقابة الذاتية . ما المشاريع الفنية التي تشغلك حالياً؟ بدأت تصوير مسلسل "عروس وعريس" للكاتبة منى طايع، بدور المعلمة "سلوى"، ضمن شخصية مميزة في طريقة تفكيرها، تعيش علاقة حب يحكمها الكثير من المد والجزر .