قصائد المؤسس تخلد معاني الجسارة والشجاعة والإقدام من أجل قطر * مميزات الزعامة أهلت المؤسس لإدارة شؤون البلاد بصلابة وشجاعة وقوة * نستعيد في اليوم الوطني ذكرى عطاء وتضحيات وعزيمة المؤسس * يحق لنا أن نحتفل دون أن ينسينا ذلك العمل الجاد لترسيخ حب الوطن تحتفل بلادنا غدا بيومها الوطني وسط مظاهر الفرح والسرور التي شملت كافة أنحاء قطر، كبيرها وصغيرها، رجالا ونساء، شيبا وشبابا وصغارا، مواطنين ومقيمين. فرحة واضحة ظاهرة للعيان، الكل يفرح ويهنئ في يوم جعلت منه القيادة الحكيمة مناسبة بامتياز لتخليد ذكرى مؤسس قطر الحديثة المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه. تحتفل بلادنا هذه المرة بذكرى مؤسسها تحت شعار عنوانه " قلوبنا موارد عزنا" وقد تم استنباطه من إحدى قصائد المؤسس والتي يقول فيها: قلب يوردني ونفس تسوقني لموارد عز حولهن اخطار وتتناول القصيدة في مجملها معاني الإيمان بالمبادئ الوطنية والفداء للوطن وتحدي كل المخاطر التي تحيط بالوطن من أجل مستقبل مشرق ركائزه العزة والكرامة. هكذا هو المؤسس وهذه روحه الوثابة المليئة بعز وشموخ قطر والدفاع عنها بكل غال ونفيس في وقت كانت تعصف به الأحداث والعصبيات بالمنطقة من كل جنباتها وتحيط بدولها المخاطر والأزمات من كل حدب وصوب، فأبى رحمه الله، إلا أن يجسد، بل يخلد كل هذه الجسارة والشجاعة والإقدام من أجل قطر، في قصيدة أصبح بعض من أبياتها، شعار احتفائنا بالمؤسس في ذكراه العطرة هذا العام. إن الذود عن حياض الوطن والتضحية في سبيله أمور ليست بمستغربة عن الشيخ جاسم طيب الله ثراه، والذي عرف بحبه للفروسية منذ صغره وبشدة حرصه للدفاع عن الوطن، فكانت أبيات شعره، عنوان احتفالاتنا، التي تؤكد هذا الحب واستعداده لركوب وخوض المخاطر في سبيل الوطن حيث يقول في الفروسية كما أسلفت: أعالج بها نفس وقلب توافقن بطرق المعالي النايفات أصغار قلب يوردني ونفس تسوقني لموارد عز حولهن اخطار إنه الشعور والإحساس بقيمة الوطن وبنبل الولاء إليه والتضحية في سبيل رفعته وعزته ولو أدى بلوغ هذا العز والشموخ إلى مجابهة الأخطار وخوض غمارها لدك حصون الطغاة والمعتدين والطامعين وكل من يتجرأ على الوطن، بعزيمة الأبطال التي لا تلين، وإيمان قوي بالله، وبوطننا قطر الذي نعيش فيه ونتشرف بالانتماء إليه، وبالتالي كل شيء يهون في سبيله. وبالطبع ليس ذلك بمستغرب عن الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، لأنه جمع كل مميزات القيادة والزعامة التي أهلته لإدارة شؤون وطنه وقيادة ملحمة التأسيس بكل تحدياتها، بصلابة وشجاعة وقوة شكيمة، إبان حقبة تاريخية تكالبت فيها قوى النفوذ الأجنبي على المنطقة واتسعت رقعة التوترات والعداوات والتنافس وحالات الاستقطاب القبلي والاستعماري والولاءات المتبدلة. فالشيخ جاسم، رحمه الله، هو القائد الورع، المتواضع، الحافظ لكتاب الله، المعلم، القاضي، الفقيه، التقي، رجل السياسة والاقتصاد، صاحب المواقف والقرارات الصائبة ذو العلم والإيمان وهمة الرجال وقوة وجاذبية الشخصية والثبات على المواقف. كما أنه خطيب مفوه، طَلْق اللسان، عذب الحديث، حاد الذكاء، سريع البديهة، كريم جواد، عارف بشؤون وطنه ومواطنيه، فكان رجل الدولة المتفرد الذي استطاع بحكمة قيادته أن يحافظ على قطر بلدا عزيزا موحدا متماسكا، معروفا على خريطة المنطقة وعلى الصعيد العالمي، فبناها وأسسها ورفع شأنها وتركها لنا دولة عريقة عتيدة ليكتب اسمه في صفحات التاريخ وذاكرة الأجيال بمداد من نور. في ظل كل هذه المعاني النبيلة والمظاهر المجيدة والسيرة العطرة للمؤسس الأول، تحتفل قطر بيومها الوطني الذي أصبح بلا شك يومًا يتباهى فيه أبناء قطر بكل فخر وإعزاز بذكرى مؤسس قطر الحديثة. ففي مثل هذا اليوم من عام 1878، تولى المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مقاليد الحكم، واستطاع بحنكة الرجال ونفاذ بصيرة القادة أن يؤسس لدولة أصبحت تحتل الآن مكانة مرموقة ومؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية. ونحن إذ نستعيد في هذه المناسبة الوطنية المجيدة ذكرى المؤسس الأول وعطاءه الثر وتضحياته المشرقة وروح العزيمة والإصرار التي تحلى وثبَّت بها أركان الدولة الحديثة، حري بنا أن نستذكر أيضا تضحيات الآباء والأجداد وإخلاصهم لقائدهم وأميرهم ووفاءهم له، ذلك الوفاء الذي سَمَت ولا تزال تسمو به بلادي، بما يجعل من احتفالاتنا هذه تعبيرًا وتجسيدًا صادقًا لوفاء قائد حمل همّ شعبه وتفانى في خدمته ورعى أمانة التكليف وأدّاها على وجهها ليؤسس لنا وطنًا يمضي بكل الثقة على طريق التقدم والبناء. وفى غمرة احتفالاتنا باليوم الوطني، يحق لنا أن نقف وقفة إجلال وإعزاز وإكبار لما حققته قطر في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسلفه الميمون صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، من إنجازات لا يمكن اختزالها في هذه السطور، شملت كافة مناحي الحياة بلا استثناء سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ورياضيًا وصحيًا وثقافيًا وإعلاميًا، ومن أهمها بلا شك بناء الإنسان القطري المسؤول القادر على تحمل المسؤولية والاعتماد عليه في أي موقع يشغله، فأصبحت قطر، بفضل كل ذلك، رقماً لا يمكن تجاوزه أو تجاهله وهي تسجل كل يوم حضورا فاعلاً ومؤثرًا على الساحة الإقليمية والدولية وفي محيطها الخليجي والعربي وتكون في الوقت نفسه قِبلة للفرقاء والمتخاصمين، إسهاماً منها في إشاعة أجواء السلم والأمن العالميين. إن ما نعايشه اليوم في قطر من رخاء ونعمة وأمن وطمأنينة، وما نستشرفه لنا ولأجيالنا من مستقبل واعد بالخير الوفير إنما يعود للسياسة السديدة لقيادتنا الرشيدة، وفاءً للوطن والمواطن الذي يبادلها حبًا بحبٍ ووفاءً بوفاءٍ، إنها بذرة المؤسس المباركة التي تؤتي أكلها حتى اليوم وإلى ما شاء الله بإذنه تعالى، خيرا عميما ونفعا وفيرا. وفي ذكرى التأسيس لدولة عصرية حديثة، ومرحلة مهمة من تاريخنا المعاصر، يحق لنا أن نحتفل ويعمنا الفرح والسرور، دون أن ينسينا ذلك العمل الجاد لترسيخ حب الوطن وقيمته في نفوس أبنائنا وتأصيل الانتماء إليه وتعزيز الهوية الوطنية وجعل كل هذه المعاني السامية متجسدة بالفطرة فيهم، وأن نحافظ بكل قوة على هذه القيم والتقاليد النبيلة والإرث الكبير لحقبة حكم الشيخ جاسم، طيب الله ثراه. تهنئة خالصة وصادقة أسوقها وأزفها باسمي وباسم جميع العاملين في الراية لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد "حفظهما الله ورعاهما" وللحكومة الرشيدة والشعب القطري الكريم بحلول هذه المناسبة المباركة، سائلين الله تعالى أن يحفظ قيادتنا وأن يعيد علينا هذه الذكرى المجيدة وبلادنا ترفل في حلل السعادة والعطاء والإنجازات التي نفتخر ونفاخر بها، لتنقلنا من التأسيس إلى روح العصر والانطلاق نحو التقدم بخطى متأنية، واثقة ومدروسة. ويجدر بي في هذه المناسبة الوطنية المتجددة، التي نسترجع فيها تضحيات الآباء والأجداد وحجم ما حققناه، أن أهيب بالجميع أن يتحلوا بروح المسؤولية والإخلاص في العمل ومضاعفة الإنتاج ومقابلة وفاء الدولة الذي لا تحده حدود لأبنائها، بوفاء أكبر، وأن يكرس الجميع وقتهم وجهودهم كل في موقعه بهمة عالية لا تعرف الملل والاتكال، لا سيما أن كل الفرص متاحة لتتفجر طاقات العمل والبناء والإبداع، من أجل رقي ورفعة قطر الحبيبة وتعزيز المسيرة المباركة وقيم الحرية والعدالة والوفاء المتأصلة فينا، لتمضي قطر على طريق التطوير والتحديث من عز إلى عز، ونحو مزيد من الرفعة والشموخ المطرز بالإنجازات في ظل قيادتها الرشيدة. [email protected]