بلغ عدد قتلى "مجزرة عدرا" الذين تم توثيقهم حتى الاثنين، 91 جثة، 20 منهم من اهل السنة؛ المجزرة التي نفذها عناصر وهابية تابعة للمجموعات المسلحة المدعومة سعوديا. سوريا (الحقيقة) وواصلت قوات الجيش السوري، تؤازرها قوات من "جيش التحرير الفلسطيني" تتمركز في المنطقة منذ سنوات، تقدمها في منطقة عدرا، استمرت عمليات إحصاء شهداء مجزرة مساكن عدرا العمالية، ليصل التعداد إلى 91 شهيدا جميعهم من المدنيين باستثناء عدد من عناصر مخفر الشرطة الذي كان أول من تلقى الضربة على أيدي عصابات "جيش الإسلام" و"جبهة النصرة". وقد تمكن الجيش السوري من استعادة منطقة المستوصف ومخفر الشرطة، في وقت قصف فيه الطيران الحربي محيط المدينة لتسهيل عملية اقتحام القوات البرية. كما وأغار الطيران الحربي ايضا على محيط مدينة يبرود ومزارع ريما أيضا، إلا أن تقدم الجيش لا يزال بطيئا جدا في مساكن عدرا العمالية بسبب الأعداد الهائلة من المدنيين الذين اتخذهم المسلحون رهائن ودروعا بشرية في المنازل التي احتلوها وفي المنشآت والمرافق العامة، والذين يقدر عددهم بعشرة آلاف في الحد الأدنى. بالتزامن مع ذلك، ومع تقدم القوات وعثورها على المزيد من جثث الضحايا المغدورين، تمكنت الجهات المعنية من إحصاء 91 جثة كان أصحابها استشهدوا قتلا وذبحا مع الساعات الأولى للغزوة الوهابية، باستثناء عائلة المهندس نزار محلا التي قررت تفجير نفسها لحظة دخول الغزاة إلى شقتهم لذبحهم. وقالت مصادر ميدانية متابعة للجهات الصحية إن 11 جثة على الأقل من بين الجثث ال 91 ثبت أن أصحابها قتلوا ذبحا بأدوات حادة. كما وتأكد ما كانت "الحقيقة" سباقة إلى الكشف عنه، وهو أن "الغزاة القتلة" لم يوفروا طائفة من الطوائف، فقتلوا كل من طالته أيديهم، بدعوى أن جميع العاملين في المنطقة هم "أنصار النظام وروافض" (!) فقد عثر حتى الآن على جثث 20 من العمال والموظفين من أبناء الطائفة "السنية"، واحد منهم على الأقل جرى ذبحه من الوريد إلى الوريد. واللافت أن جميع هؤلاء الشهداء من الفقراء وصغار الكسبة وعمال المطاحن وعناصر الشرطة وبعض الموظفين والأطباء والمهندسين العاملين في القطاع العام، فضلا عن عدد من الأطفال والنساء. وفيما يلي قائمة قتلى "السنة" الذين سقطوا في المذبحة: الطفل لؤي مصطفى الحاصباني، الطفلة ولاء الحاصباني، السيدة بديعة مجركش، المهندس سالم المحمود، عمر المحمود، جلال ابو وطفة، خالد الرحيباني، وحيد الحاج احمد ( ناطور مصنع، عمره 65 عاما)، السيدة صبحية المعسعس، الطفل علي احمد العمر، صفوت العموري، نجدت العموري، الدكتور سليم غندور، الممرض وجيه الفوال، وائل خالد الادهم، سليمان عمر الخالد، علي احمد عثمان، جاسم احمد عثمان، سيف مخللاتي، رباب الحاج علي ( طفلة في الشهر العاشر من عمرها). وما يجمع هؤلاء جميعا، قبل الطائفة وبعدها، هو أنهم فقراء على غرار جيرانهم "العلويين" الذين قتلوا معهم في مذبحة "الثورة الوهابية الجديدة". وكانت الجماعات التكفيرية المسلحة شنت هجوما عنيفا على ضاحية "مساكن عدرا العمالية"، الاربعاء الماضي 11 ديسمبر في ريف دمشق الشمالي الشرقي، فأقدمت على طرد سكانها من بيوتهم، بعد أن قتلت وذبحت العشرات منهم، فيما روى ناجون وفارون من المنطقة، وهي تجمع سكاني كبير للعمال والموظفين، أن ما يتراوح بين 1000 إلى 1500 من مسلحي "الجبهة الإسلامية" (لاسيما "جيش الإسلام" الذي يقوده زهران علوش) و"جبهة النصرة" ، فضلا عن مئات آخرين "مندسين" في المساكن باعتبارهم "نازحين ضيوفا من مناطق مجاورة"، شنوا فجر الاربعاء 11 ديسمبر، هجوما على المنطقة السكنية المذكورة ومرافقها، لاسيما المستوصف ومخفر الشرطة والمخبز الآلي، قبل أن يعملوا بنادقهم وحرابهم قتلا وذبحا وطعنا بالأهالي والموظفين في المرافق العامة، ويعلقوا رؤوس بعضهم بعد جزها بالسكاكين على الأعمدة في ساحة السوق التجاري. /2336/