تونس - 17 - 12 (كونا) -- في ظل غياب الرئاسات الثلاث في تونس أحيت مدينة سيدي بوزيد اليوم الذكرى الثالثة لاحداث ال17 من ديسمبر 2010 التي أدت لاحقا الى سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في ال14 من يناير 2011. وتجمعت جماهير شعبية وسط المدينة فيما عزت تقارير اعلامية تغيب قادة السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية عن احياء هذه الذكرى في سيدي بوزيد والاكتفاء باحيائها رسميا في قصر قرطاج الى أسباب أمنية. وأشارت في هذا الصدد إلى أن قطاعات واسعة من سكان هذه المنطقة عبروا عن غضبهم من الحكومة الحالية واعلانهم مسبقا عن القيام بتحركات احتجاجية واسعة في حالة قدوم رموز السلطة الى مدينتهم. ونقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية عن عضو هيئة المهرجان الدولي (17 ديسمبر 2010) بسيدي بوزيد محمد الهادي منصري قوله ان "غياب الرؤساء الثلاثة الذي حتمته ظروف عبرت عنها أمس السلطة الامنية تحسبا لاي أحداث يمكن أن تفسد الاحتفالات لا ينقص من الحدث شيئا". وأوضح منصري أن برنامج احياء هذه الذكرى تضمن كل الفقرات الاحتفالية والتنشيطية والفكرية المبرمجة باستثناء الفقرات الرسمية التي كانت تتضمن كلمات للرؤساء الثلاثة ولممثلي الرباعي للحوار الوطني. على صعيد متصل وفي اطار التظاهرات الشعبية لاحياء هذه الذكرى تدخلت وحدات الامن لفض مهرجان خطابي أقيم اليوم بساحة القصبة بالعاصمة تونس اثر اندلاع مشادات ومناوشات كلامية بين المشاركين في هذا المهرجان تحت شعار (مجلس دعم الثورة) وعناصر متشددة دينيا أصرت على رفع الرايات السوداء. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت في بيان أصدرته يوم أمس عن قرارها بمنع مشاركة أي تنظيمات محظورة ورفع شعاراتها خلال التظاهرات المبرمجة لهذا اليوم بساحة القصبة لاحياء ذكرى انطلاق الشرارة الاولى للثورة التونسية. وقد اتسمت أجواء الاحتفالات بالذكرى الثالثة لاندلاع الاحداث الدامية التي أطاحت بالنظام السباق في تونس هذا العام بمناخ متشجنج من الانقسامات والتجاذبات والرؤى المتباينة بشأن الاحتفالات وطبيعتها وجدواها. وبينما أكدت أطراف على الطابع الاحتفالي لاحياء هذه الذكرى وجدت أطراف أخرى لاسيما من العاطلين عن العمل في هذه المناسبة فرصة للتعبير في مداخلاتهم في عديد البرامج الحوارية الاذاعية والتلفزيونية بالمناسبة عن اجتجاجاتهم على الحكومة الحالية وخيبة أملهم في الثورة التي لم تحقق شيئا. في هذه الأثناء أقيم بهذه المناسبة اليوم بالقصر الرئاسي بقرطاج موكب رسمي بحضور كل من الرئيس المؤقت منصف المرزوقي ورئيس الحكومة المؤقتة علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر. وأكد المرزوقي في كلمة ألقاها بالمناسبة أن "وصول تونس لبر النجاة وحفظ وحدتها الوطنية مسؤولية جماعية" مشيرا الى أن "الحكومة الجديدة مدعوة الى استكمال المسار الديمقراطي وفرض الامن وتنشيط الاقتصاد وتنظيم انتخابات تنهي المرحلة الانتقالية في أقرب الاجال". من جانبه أعرب رئيس الحكومة الحالية علي العريض عن الامل في أن "تأتي الذكرى الرابعة للثورة وقد أنجزت تونس دستورا جديدا وانتخابات حرة وشفافة تعبر بهما التجربة الديمقراطية الى مرحلة الاستقرار والبناء". (النهاية) ن م / خ س ج كونا172126 جمت ديس 13