عواصم (وكالات) - أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجدداً أمس إمكانية عقد لقاء بين مسؤولين أميركيين و«الجبهة الإسلامية» التي أعلنت انشقاقها مؤخراً عن «الجيش السوري الحر»، وذلك سعياً لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة في مؤتمر السلام بشأن سوريا الذي أعلنت الأممالمتحدة انه سيعقد في موعده 22 يناير المقبل في بلدة مونترو السويسرية وليس في جنيف، كما كان مقرراً أصلاً بسبب عدم وجود فنادق شاغرة. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي في مانيلا«لم تجتمع الولاياتالمتحدة حتى الآن مع الجبهة الإسلامية لكن من الممكن أن يحدث هذا»، وأضاف «تبذل جهود حالياً من قبل كل الدول الداعمة للمعارضة السورية التي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف 2». في وقت قال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية، إن المحادثات مع الجبهة الإسلامية قد تضم مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين من مستوى أقل. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف في وقت سابق «لن نستبعد إمكانية الاجتماع مع الجبهة الإسلامية، وأول اجتماع يجب أن يركز على إعادة الإمدادات غير المميتة إلى وجهتها المقصودة، وهو المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر». وشددت على أن ذلك لا يعني أن واشنطن ستتخلى عن دعمها للمجلس، غير أنها قالت «إنه قد يكون منطقياً الاجتماع مع الجبهة في وقت قريب، لكن لم تتخذ أي قرارات بخصوص مشاركة الجبهة في مؤتمر جنيف 2». وكانت الجبهة الإسلامية التي تضم ست جماعات رئيسية لمقاتلي المعارضة تفوقت على ألوية الجيش السوري الحر الذي يقوده المجلس العسكري الأعلى، وسيطرت قبل أسبوع على مستودعات أسلحة شمال سوريا، لكن لم تتضح أسباب ذلك. في وقت ذكرت صحيفة «ديلي تلجراف» أمس أن الائتلاف الوطني المعارض يسعى لكسب الدعم من الجهات الدولية لإنشاء قوة مسلحة جديدة، بعد أن فقد الثقة باللواء سليم إدريس رئيس المجلس العسكري الأعلى، ورئيس هيئة أركان الجيش الحر. ونسبت إلى مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف منذر آقبيق قوله «إن الائتلاف يأمل في إجراء إصلاحات جذرية بعد الانتكاسات الأخيرة التي لحقت بالفصائل الموالية للواء إدريس في جبهات المعركة الرئيسية على أيدي المقاتلين المتشددين». وأضاف أن الائتلاف سعى لتأمين مئات الملايين من الدولارات لتمويل خطة لإنشاء وزارة للدفاع من أجل دمج جميع المقاتلين المناهضين لنظام الأسد في قوة واحدة. وأشار آقبيق إلى أن وزارة الدفاع المقترحة يجب أن تكون المستفيد الوحيد من المساعدات العسكرية من جميع الجهات الأجنبية المانحة. وقال إن تحويل البنية الفضفاضة للجيش السوري الحر إلى جيش تقليدي ستكون وسيلة أكثر استدامة لمحاربة النظام؛ لأن الثورة بنيت على رمال متحركة، ونحن لا نريد أن تكون سوريا دولة فاشلة أو ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة، والطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي إنشاء جيش معتدل. وأضاف أن أسعد مصطفى وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للائتلاف، سيتخذ في نهاية المطاف قراراً بشأن إدريس جراء عدم تمكنه من توفير القيادة للمئات من الكتائب المقاتلة التي انتفضت ضد نظام الأسد وفشله في تحويلها إلى مؤسسة، ولا أعتقد أن كل شيء يمكن أن يستمر بالطريقة نفسها. وقال إن الائتلاف ينظر إلى إنشاء جناح مسلح كمفتاح لمصداقيته مع استعداده للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الشهر المقبل؛ لأن هناك دائماً احتمالاً بأن الدبلوماسية ستنجح في حال كان هناك تهديد حقيقي للنظام. ... المزيد