يعد «كرسي الأمير مشعل بن ماجد لدراسات وأبحاث قضايا التستر التجاري» من الكراسي العلمية المهمة والمميزة في جامعة الملك عبدالعزيز، ذلك أنه مشروع علمي وطني واقعي، وبفهم مُبسّط جدًا، فإن التستر التجاري يعني تمكين الوافد غير السعودي ممارسة أي نشاط تجاري لحسابه أو بالاشتراك مع غيره محظور عليه ممارسته من خلال استخدام اسم المواطن أو ترخيصه أو سجل تجارته، أو قد يكون هناك متستر أجنبي حاصل على ترخيص استثمار أجنبي وقام بتمكين وافد آخر من العمل لحسابه خلافًا للنظام، ولعل من أبرز إفرازات التستر التجاري هو الاستحواذ على الوظائف، وإقصاء توظيف الشباب السعودي، إن حملة وزارة العمل الأخيرة كشفت الحجاب عن التستر التجاري، وأظهرت آلاف الوظائف التي يمكن من خلالها توظيف أبناء وبنات الوطن، كما أن بلادنا ووطننا غني بفرص العمل التي من خلالها يمكن أن نحارب البطالة ونرفع مستوى المعيشة. إن وجود عمالة غير سعودية شيء مطلوب وحتمي ومفيد للوطن، لكن أن يصل عددها إلى أرقام كبيرة ومذهلة وفي نفس الوقت تسيطر على معظم مفاصل العمل التجاري في الوطن، فذلك استعمار تجاري، وهو يدق ناقوس الخطر من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتركيبة السكانية، ناهيك عن حجب فرص العمل عن شباب وشابات الوطن، وهو ما أود أن أُشير إليه هنا، كنجاح للحملة إن هي تمكّنت بالأرقام من توظيف السعوديين والسعوديات. إن دراسات وأبحاث قضايا التستر التجاري المتمثلة في كرسي الأمير مشعل بن ماجد جاءت في وقتها لتسلط الضوء على أحد مضار ذلك التستر، وما تمثله العمالة السائبة أو غير النظامية من وسيلة في إمكانية الاضرار وحجب التوظيف خاصة إذا علمنا أن عدد القوى العاملة غير السعودية تُقدّر بآخر الدراسات الإحصائية بحوالي تسعة ملايين، إن هناك علاقة وثيقة بين مشروع السعودة والتستر التجاري، فنجاح الجهات الرسمية (وزارة العمل، إدارة الجوازات، الغرف التجارية......) في أداء مهامها التصحيحية لوضع العمالة الأجنبية يفسح المجال لفرص العمل أمام الشباب والشابات، فهناك وظائف إدارية ومهنية ومحاسبية و...... «متستر» عليها، فعند الحزم واللزم والمضي في المشروع الوطني للتصحيح في الشركات والمؤسسات سينقشع الغبار عن التستر التجاري الذي هو محل الدراسة البحثية الجادة التي يقودها كرسي الأمير مشعل بن ماجد في جامعة الملك عبدالعزيز، وتلقى دعمًا شخصيًا كبيرًا من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد ويقوم عليها علميًا الأستاذ الدكتور عبدالعزيز دياب أستاذ الكرسي، ويتابعها إشرافًا الدكتور أيمن فاضل عميد كلية الاقتصاد والإدارة. [email protected]