استغنت الأندية ال13 التي تلعب في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم (الهواة) عن 10 مدربين حتى الآن، بعد مرور ست جولات فقط على البطولة، وصرفت على هذا البند ما يقارب مليوني درهم، واعتبر محللون أن الرقم سيرتفع مع استمرار البطولة، ويدل على أخطاء إدارية وسوء اختيار هذه الأندية للمدربين وتحميلهم المسؤولية، رغم وجود اطراف أخرى للإخفاقات. ورغم ان إقالات المدربين لم تحمل السبب نفسه في الحالات ال10، لأن بعضهم استقالوا وآخرين أقيلوا، ومنهم من ابتعد لظروف عدم توافر الأجواء الملائمة، فإن الرقم يبقى كبيراً ومبالغاً فيه، ويدل على وجود مشكلة تبحث عن حل في بطولة بحجم دوري الهواة تعاني أنديتها شح الموارد المالية. ولم يفشل جميع المدربين المقالين كما حدث مع مدرب الفجيرة الإيطالي ستيفانو كوزين الذي عانى سوء الحظ، أو كما حدث مع مدرب الجزيرة الحمراء المواطن خلفان حليس، الذي عانى مشكلات عدم تفرغ لاعبيه أو الظروف الخاصة لمدربين آخرين، منهم مدرب حتا المصري شاكر عبدالفتاح. ويبرز إلى الواجهة استغناء نادي اتحاد كلباء عن المدرب الصربي غوران ميسيفسج قبل ان يباشر الأخير أول تدريباته مع الفريق، واستبداله بالمدرب الفرنسي جيرارد بوشير الذي تم لاحقاً الاستغناء عنه والتعاقد مع المدرب المصري أيمن الرمادي، يليه نادي الجزيرة الحمراء الذي استغنى هو الآخر عن مدربه البرازيلي فابيو، قبل أن يتعاقد مع المدرب المواطن خلفان حليس الذي اعتذر عن عدم مواصلة مهامه التدريبية، ليتعاقد النادي مع البرازيلي سيروس لتدريب الفريق. واستغنت إدارة نادي الخليج عن المدرب التونسي سفيان الحيدوسي وتعاقدت مع المدرب المواطن بدر صالح، ومثلها فعلت أندية الفجيرة بالاستغناء عن الايطالي كوزين لمصلحة البوسني جمال حاجي، والعروبة عن الايطالي ارينا لمصلحة التونسي حاتم السويسي، وحتا عن المصري شاكر عبدالفتاح لمصلحة البرازيلي سيرجيو الكسندر، والذيد عن المدرب المواطن محمد سعيد الطنيجي لمصلحة المالي ابراهيما تراوريه، والتعاون عن التونسي الصحراوي بلحسين لمصلحة المواطن احمد حسن. واعتبر عضو لجنة الدراسات الفنية في الاتحادين الآسيوي والاماراتي لكرة القدم المحاضر عبدالله حسن أن المشكلة ليست جديدة في ملاعبنا، ولا تقتصر على أندية الأولى بل في المحترفين أيضاً، لكنها تبدو كبيرة في الموسم الحالي لأندية الهواة، وهي مرهقة لميزانيات الاندية، وان المبلغ التقريبي المصروف كبير جدا قياسا بالفترة الزمنية المذكورة وامكانات الاندية. وقال «يكشف ذلك ان إدارات الاندية تعيش حالة من عدم الاستقرار في طموحاتها والتخطيط الدقيق لتحقيقها، بمعنى انها في كل يوم لها أهداف، ما يقود للتسرع في الاتفاق مع المدربين المعروضين في الوقت الذي تحتاج الى التريث عند اتخاذ قرارات انتداب المدربين مستقبلاً». وتابع عبدالله حسن «ليس من المؤكد أن يكون السبب في المدربين المقالين أنفسهم، بل ربما في نوعية اللاعبين المنضمين الى الفريق، إذ لا يمكننا إلقاء المسؤولية على المدربين». وأوضح عضو مجلس ادارة نادي الفجيرة سلطان الشرع ل«الإمارات اليوم» أن «تطلعات الفريق للظهور بشكل فني جيد تؤمن هدف الصعود الى الاضواء، لكن عدم ظهور الفريق بشكل مناسب مطلع الموسم قاد للاستعانة بمدرب جديد هو البوسني جمال حاجي»، مؤكداً ان «الدعم الكبير الذي يلقاه النادي من قبل سمو الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس النادي، يمكّنه من تنفيذ كل تطلعاته». من جهة ثانية، ذكر عضو مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء خلفان الدرمكي، ان تغيير اثنين من المدربين لا يعني ان مدربي الفريق السابقين لم يظهرا بشكل جيد، وأن الادارة كانت مضطرة للتغيير بسبب عدم التوفيق التي رافقت عمل المدرب الفرنسي، وأن الحديث عن تحقيق تطلعات النادي والحفاظ على تاريخه الناصع من خلال وجوده في دوري الدرجة الاولى أهم من الحديث عن المبالغ المصروفة. يذكر ان معدل رواتب مدرب الفريق الاول في أندية اتحاد كلباء والفجيرة وحتا التقريبية تبلغ بين (30-45) ألف درهم شهرياً، بينما يبلغ معدل الرواتب الشهرية لأندية العروبة والخليج والذيد (25-28) ألف درهم، والجزيرة الحمراء والتعاون نحو 13 ألف درهم، أي ان الرقم التقديري للمبالغ التي تم هدرها بسبب التعاقد مع المدربين والاستغناء عنهم، فضلاً عن مبالغ الشرط الجزائي منذ انطلاق الاستعدادات للموسم الحالي في الشهر السابع من العام الجاري 2013 حتى الآن نحو مليوني درهم. بالمقابل، استقرت خمسة أندية فقط على اجهزتها الفنية دون تغيير، والمدربون هم: التونسي غازي الغرايري مع دبا الفجيرة، والمواطن جاسم البوت مع الرمس، والبرازيلي لووسيانو مع العربي، والبرازيلي فرناندو غريس مع دبا الحصن، والمصري فتحي سليم مع مسافي، رغم تفاوت النتائج، وذلك في خطوة نحو تمكين فرقهم من عيش مرحلة الاستقرار الفني المطلوب. من جهته، ذكر رئيس مجلس إدارة حتا علي البدواوي، أن مدرب الفريق السابق شاكر عبدالفتاح غادر الفريق بسبب أمور عائلية خاصة، وان ادارة النادي توصلت معه الى تسوية مالية مناسبة، بحيث ان النادي لم يتضرر مادياً، وان الفترة التي قضاها معه كانت مفيدة لأن المدرب أتم تجهيز الفريق للمرحلة الحالية بشكل جيد. وقال رئيس مجلس إدارة نادي الجزيرة الحمراء علي الشريف «نحن لم نُقل المدرب خلفان حليس بل هو من تقدم بالاعتذار، ونحن وافقنا لذلك». وبعد مضي ست جولات من دوري الدرجة الأولى تصدر نادي دبا الفجيرة جدول الترتيب برصيد 14 نقطة، يليه اتحاد كلباء والفجيرة ب11 نقطة لكل منهما، فيما يتذيل التعاون الترتيب برصيد (صفر) من النقاط مقابل نقطتين فقط للجزيرة الحمراء وثلاث نقاط للذيد.