تدفقت يوم أمس التبرعات النقدية من مختلف الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة على مراكز وحسابات الهلال الأحمر للتبرع لصالح حملة (قلوبنا مع أهل الشام)، التي حصدت حتى الساعة الثانية من ظهر أمس 18 مليوناً و 100 ألف درهم في الوقت الذي ثمنت فيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المبادرة الإنسانية التي أطلقت بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لتخفيف المعاناة عن اللاجئين السوريين في الدول المتأثرة بموجة الثلوج والبرد. وتتواصل الحملة اليوم وغدا وتبث بشكل مباشر عبر القنوات الرسمية التلفزيونية والإذاعية بعد الظهر لجمع التبرعات النقدية، لاغاثة اللاجئين السوريين وتقديم العون لهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها بسبب الصقيع والثلوج. وكان من ابرز المتبرعين في اليوم الأول للحملة مؤسسة الأنصاري للصرافة مبلغ مليون درهم ومصرف الهلال مبلغ مليون درهم وجمعية دار البر بمبلغ 3 ملايين و600 ألف درهم وخليفة النابودة مبلغ 1,500,000 درهم. وأشاد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتجاوب الواسع من الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال وعامة الجمهور مع الحملة التي تهدف إلى مساعدة اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري التي ضربتها موجة البرد القارس والثلوج والأمطار وأغرقت مخيماتهم وضاعفت من معاناتهم. وأعرب عن ثقته في جمهور الإمارات من المواطنين والمقيمين وتفاعلهم السريع مع حملات الهلال الأحمر الإنسانية خاصة ما يتعلق باللاجئين السوريين وما يكابدونه من ظروف مأساوية تتطلب التدخل السريع من كافة الهيئات الإنسانية لمساعدتهم والتخفيف من معاناتهم ومحنتهم. ودعا الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي الجميع إلى الإسهام في هذا الجهد الإنساني خلال اليومين القادمين للحملة لتحقيق الهدف المرجو منها. وقال ان الحملة ستركز على توفير الاحتياجات الاساسية من تدفئة وكسوة وغذاء وعلاج للاجئين السوريين وبشكل آني لتخفيف المعاناة عن اللاجئين بأسرع وقت ممكن. تثمين إلى ذلك ثمنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة الإنسانية في رفع المعاناة عن المعوزين والمحتاجين والمتضررين حول العالم وبشكل خاص تجاه اللاجئين السوريين. وقال محمد أبو عساكر مسؤول الاعلام والاتصال في مكتب المفوضية بأبوظبي في تصريح ل(البيان) ان هذه المبادرة التي ينفذها الهلال الاحمر بدعم من المحسنين والخيرين بالإمارات تأتي في وقت أحوج ما يكون فيه اللاجئون السوريون الى المساعدة في ظل الاوضاع الانسانية الصعبة التي تفاقمت مؤخرا بسبب الثلوج والصقيع وانخفاض درجات الحرارة في بعض الاحيان الى ما دون الصفر المئوي في المناطق التي تأوي اللاجئين. وأشار أبو عساكر الى ان الحملة تتزامن مع الاحتياجات الانسانية الملحة في هذا الوقت بالذات حيث ان هنالك 2,3 مليون لاجئ سوري يعيشون اوضاعا انسانية صعبة 76% منهم من النساء والاطفال و52% منهم أطفال ويعيشون في مناطق مناخها معروف بانخفاض درجات الحرارة. وأكد ان هذه الحملة ستسهم بلا شك في تخفيف حدة البرد عن الاف اللاجئين السوريين حيث ستوفر لهم الدفء في خيامهم حيث ان اللاجئين يعبرون الحدود بلا شيء سوى ملابسهم. وقال ان الحملة تأتي ضمن الجهود الانسانية الكبيرة التي تقوم بها دولة الإمارات اتجاه الأزمات الإنسانية المختلفة حول العالم وبشكل خاص تجاه اللاجئين السوريين. مساعدات وإغاثات يذكر ان القيمة الإجمالية لما قدمته هيئة الهلال الأحمر من مساعدات وإغاثات مختلفة للاجئين السوريين في الاردن خلال الفترة من يناير 2012 حتى منتصف شهر ديسمبر الحالي 80 مليوناً و848 ألفاً. كما سيرت الهيئة أربع طائرات إلى الأردن نقلت 230 طنا من مواد الإغاثة وأرسلت 101 شاحنة حملت أكثر من ألفين و525 طنا من مواد الإيواء ووفرت الهيئة 270 طنا من المواد الغذائية تم شراؤها من السوق المحلي بالأردن. كما قدمت الهيئة 116 ألف طرد غذائي وصحي ووزعت 167 ألفا و370 قطعة من الملابس والأحذية والبطانيات إضافة إلى الخدمات الصحية التي تقدمها الهيئة عبر المستشفى الميداني في مدينة المفرق الأردنية، حيث استفاد من خدمات المستشفى الطبية حوالي 97 ألف مريض بالإضافة لدعم وتجهيز ثلاثة مستشفيات استقبلت 189 حالة ولادة. بلدية عجمان انطلقت أمس في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان حملة "قلوبنا مع أهل الشام"، بالتعاون والتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر، ولمدة أسبوع لدعم وإغاثة اللاجئين السوريين من موجة البرد القارس، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الدائرة - أنه ترجمة لتوجيهات قيادة الدولة ودعوتها الإنسانية لنصرة أهالي الشام من موجة الشتاء القارسة والأمطار والثلوج التي أغرقت مخيمات اللاجئين مؤخراً، ما تسبب في تفاقم محنتهم، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء وكبار السن - حرصت الدائرة على الاستجابة لما دعت إليه قيادة الدولة، وتلبية نداء الواجب الإنساني لإغاثة الأشقاء وتخفيف معاناتهم في هذه الظروف العصيبة، انطلاقاً من استراتيجيتها ومسؤولياتها المجتمعية التي تتبناها من خلال إطلاق مبادرات مجتمعية تجسد المبادئ الراسخة والسياسة الثابتة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد، طيب الله ثراه، ودعوته لنشر ثقافة العمل التطوعي الاجتماعي ومساعدة المحرومين والمنكوبين والضعفاء في أي مكان في العالم. وأوضح أن الدائرة ستنظم هذه الحملة بالتعاون مع الهلال الأحمر، وبالشراكة مع موظفيها والمتعاملين معها في مختلف مرافقها ومراكز الخدمة.. داعية الجميع للتجاوب مع الحملة، وتقديم ما يستطيعون لإغاثة اللاجئين السوريين في هذه الظروف الصعبة. ولفت إلى أن الدائرة تواكب ما قامت به قيادة دولة الإمارات منذ بداية الأزمة السورية، وقد أولت قضية اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري كل الاهتمام الواجب في محنتهم، وقدمت كافة إمكاناتها لمساعدتهم، بتوجيهات قيادية عليا، وترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودعوته الإنسانية لنصرة أهل الشام. «التعليم العالي» وجّه معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بمشاركة الوزارة في حملة "قلوبنا مع أهل الشام"، من خلال تعاون مشترك مع "الهلال الأحمر الإماراتي"، حيث سيتم استقبال التبرعات من الملابس والأغطية وكل ما هو مناسب في مبنى الوزارة، وستحضر سيارة لنقل التبرعات إلى الهلال الأحمر. وأعربت الوزارة عن اعتزازها بالدور الكبير الذي يوليه المواطنون والمقيمون في مجال العمل الإنساني، والتفاعل مع أنشطة مؤسسات الدولة المختلفة لصالح المحتاجين في الدول الأخرى، خاصة في فصل الشتاء، الذي تكثر فيه الحاجة الماسة إلى الملابس والأغطية لمواجهة الانخفاض الكبير في درجات الحرارة.