فضيحة فساد أردنية كبرى على الهواء قريبايستطيع أي مراقب متوسط الذكاء إلتقاط ما هو جوهري في الأسباب التي تدفع بعض قادة حركة حماس وبعدهم النظام الرسمي العربي للشعور دوما بوجود مشكلة أمام طموحاتهم السياسية إسمها محمود الزهار فالرجل في إطلالته الأخيرة عبر فضائية الميادين ظهر يملك، أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا، جوابا على كل الأسئلة التي كان يطرحها ببرود ونعومة المذيع اللبناني. الزهار يؤمن بان الأوطان لا تتحرر بالشكوى واللجوء إلى الأممالمتحدة بل بالبندقية فقط وهي مقولة تاريخية قديمة إرتبطت فعلا بكل الشعوب التي إحتلت أرضها لكن خفة ظل الزهار ذو الملامح الصارمة والد الشهيدين تجلت عندما تعهد بإرسال (المناديل) للرئيس عباس ولجماعة السلطة ولكل من يقترح تحرير الوطن بالشكوى والتذمر. طبعا حصل ذلك قبل تحقيق الإنجاز الدبلوماسي الأخير وظهور الرئيس عباس في مشهد وطني مؤثر وهي يناكف في الأممالمتحدة إتجاهات الأمريكيين الإسرائيليين. اللافت أن مذيع الميادين قصف الزهار بعشرات الأسئلة حول علاقة حركة حماس بحزب إلله وعلى طريقة الإعلام الشمولي وفضائية السودان أيام النميري كان اللاعب الخفي في الكونترول يفاجئنا بصيغة (آخر خبر) أسفل الشاشة حتى نتهيأ لخبر دسم للغاية وإذا بالمسألة تتعلق بمجاملات الزهار لحزب إلله. انا شخصيا لا يحتاج إحترام حزب إلله عندي لمجاملات .. يكفيه شرفا أنه قصف الكيان الصهيوني ومكانة المقاومة اللبنانية عندي كمواطن عربي مقدرة ومحترمة وإن كان لدي تساؤلات معلقة بعنوان سياسة الإكراه التي تضطر بسببها جبهات المقاومة الشريفة للإنحراف عن البوصلة عندما يتعلق بالشعب السوري الشقيق ومعركته ضد النظام الدموي. قبر تحت السيادة وعلى سيرة الدم شاهدت توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق بإغتيال الشهيد ياسر عرفات امام مايكروفونات عشرات الفضائيات ومبينها إم بي سي وسكاي وهو يتمسك بصلابة بما وصفه بالبعد (السيادي) في مسألة نبش قبر الرئيس الراحل. الطيراوي لا يستطيع لا هو ولا قادة السلطة مغادرة رام ألله بدون تصريح إسرائيلي ويمكن لأي مجندة صهيونية شمطاء أن تعيدهم عن الحاجز بإشارة من أصبعها. رغم ذلك يعتبر صاحبنا حفر قبر عرفات مسألة سيادية ويتعهد بان لا تتنازل السلطة عن حقها (السيادي) في تلقي المعلومات والتقارير الفرنسية أولا حول السم المستخدم ولا عن حقها في أن تحجب المعلومات عن الجمهور . أنا شخصيا أريد ممارسة حقي كعربي وكفلسطيني وكأردني وكمسلم بمعرفة التفاصيل وإقترح على الطيراوي البحث عن السيادة في مكانها الصحيح على الحواجز والمعابر وفي مساحات التنسيق الأمني. كاميرا حرة تماما زميلنا محمد النجار لاحظ في مسيرة الجمعة الأخيرة بوسط عمان أن كاميرا تلفزيون الحكومة كانت موجودة في المكان وركزت في تقريرها المصور المعاد على يافطة واحدة من عشرات اليافطات التي زرعت في المكان. اليافطة علقت على جدار أحد المستشفيات كانت تلك التي تحمل العبارة التالية: الجمعة يوم عيادة لا يوم إزعاج. .. طبعا هذه الموضوعية لتلفزيون الحكومة يمكن الثناء عليها فعلى الأقل نقلت صورة من مسرح التظاهرة الضخمة وهذا لم يكن يحصل في الماضي وإن كان قصد الزميل أن ألاف الأردنيين الذين خرجوا للشارع يتظاهرون في الواقع من اجل توفير العلاج لجميع الأردنيين. فضيحة على الهواء لسبب أو لآخر قرر مالك الفضائية الأردنية المقبورة في مهدها (آي .تي في) كشف كل الأوراق والإستعداد بطريقة لافتة لكشف فضيحة فساد كبرى وقفت وراء تأسيس ثم إعاقة وأخيرا قبر تلك المحطة التي كان يمكنها أن تكون أول فضائية خاصة وحرة في تاريخ الشعب الأردني بإمكانات مالية كبيرة. المالك وهو رجل الأعمال المتخصص بالبث التلفزيوني طلال العواملة قرر البوح ومكاشفة الرأي العام وعرض ما لديه من وثائق وبينات امام الرأي العام بعدما (طفح الكيل) كما قال وقد شارف على الإنتهاء من إعداد برنامج تلفزيوني متكامل سيشكف عن ملابسات هذه الفضيحة. أسماء كبيرة ومن الوزن الثقيل سيتحدث عنها العواملة وهو يكشف المستور والبينات ستتعلق بالأموال التي خصتتها الإستخبارات الأمريكية لتأسيس المحطة ضمن مشروع شهير بعد الحرب الأخيرة على العراق لتحسين صورة أمريكا لدى عدة شعوب في المنطقة من بينها الأردن. صاحبنا بعدما طفح كيله سيكشف كما أسر ثم صرح لبعض المقربين منه عن دور مدراء مخابرات ورؤساء وزارات سابقون ليس فقط في تأسيس المحطة لكن في (سرقتها) لاحقا ومنعها من البث والتغطية على الفساد المالي الكبير التي طالها حيث خطفت عشرات الملايين من الدولارات وفسدت كاميرات ثمنها الشيء الفلاني. ويفترض أن يكشف إذا لم يتدارك القوم المسألة ويدفعونه للصمت- عن جوارات ساخنة جرت معه في مؤسسات سيادية ومهمة في البلاد بعدما طلب منه شراء المحطة مما كلفه نحو 60 مليونا من الدنانير وفقا للأرقام التي نشرها صديقه موسى برهومه علنا عن المستور الذي سيتفجر قريبا في قصة (إم. تي في). المفارقة في قضية هذه المحطة التي قمعت في مهدها أن الإستخبارات الأمريكية ودعم القصر الملكي وبعده دعم المؤسسة الأمنية الأردنية ولاحقا ملايين الدولارات التي تم ضخها لم تفلح ولا مرة واحدة في إقناع صناع القرار بإحتمال كاميرا حرة تتجول في الشوارع. لذلك سبب بطبيعة الحال فكاميرا آي تي في عندما تأسست عام 2007 وأثناء البث التجريبي إعتقدت أنها حرة فعلا أو في بلد حر فبثت تقريرا عن صناديق الإقتراع التي ألقيت بالقمامة في الإنتخابات البلدية حتى يتم إستبدالها. عندها فقط أدرك القوم أن القوى العظمى وبعدها القوى الداخلية الأعظم لا تستطيع قبول فكرة كاميرا حرة ترفع من سوية المهنة وتخبر الأردنيين كيف تزورت إنتخاباتهم فبعد ذلك بساعة واحدة فقط إنقطعت المياه والكهرباء عن المحطة وتغيرت الخطط. العوامله يهدد ويتوعد و(سيبق البحصة) كما يقول علنا وعمان تترقب بصبر ما سيكشفه الرجل من فظائع وفضائح .. إنتظرونا. قصة أي تي في سيرويها بطلها الحقيقي للرأي العام قريبا وبطريقة لافتة ومثيرة وعبر برنامج وثائقي نتأمل أن لا تتدخل قوى غامضة لمنعه من البث . مدير مكتب 'القدس العربي' في عمّان