تعبر الرعاية التلطيفية عن فلسفة إنسانية عميقة كونها منهجا متمما للطب التقليدي وتعنى بتوفير أقصى درجات الراحة الأسرية والعناية الطبية والدعم النفسي للمرضى الذين تأخر بهم المرض. وقامت لجنة الأورام في الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان بخطوات مهمة لتحويل فكرة العلاج التلطيفي إلى واقع ملموس من خلال إجرائها اتصالات مع وزارة الصحة لتوفير مقر لإقامته بغية إمداد المرضى بالدعم الطبي والروحي في الوقت نفسه كعامل من عوامل تخفيف آثار معاناتهم ومن حولهم من أهلهم وذويهم. وبالفعل خصصت الوزارة قطعة أرض بمساحة نحو 6600 متر مربع في منطقة الصباح الصحية، لتنفيذ هذا المشروع وصولا إلى إنشاء مركز الرعاية التلطيفية في الكويتو والذي بات حاليا أحد أهم المراكز المتخصصة التي تستهدف أصحاب الأمراض المزمنة ومنها الأورام السرطانية. وقال رئيس اللجنة د.خالد الصالح ل «كونا» أمس إن الجمعية تقدم خدمتها من خلال فريق طبي ونفسي متكامل يمتلك خبرة خاصة في التعامل مع الذين يعانون أمراضا مزمنة وخصوصا المصابين بالأورام السرطانية. وأضاف د.الصالح أن الفريق يولي اهتماما بالغا بمهارات الاتصال مع المريض من خلال الجلسات الودية معه وللحديث عن نفسه من أجل تقديم الدعم المعنوي والنفسي له وللمريض الحق في المساهمة بوضع الخطة العلاجية له وتحديدها في وقت يوفر مركز الرعاية التلطيفية فريقا متخصصا لدعم ذوي المريض نفسيا. وذكر أنه تم تسجيل ما يقارب 202 حالة بنسبة 1% من المرضى في المركز منذ افتتاحه عام 2011 وسط تزايد الاستشارات لتحويل المرضى إلى المركز من 89 طلب استشارة عام 2011 إلى 127 عام 2012 والى 156 عام 2013 وجاءت النسبة الكبرى من هذه الاستشارات من مركز الكويت لمكافحة السرطان بنسبة تراوحت بين 25 و84%. وبين أن العلاج التلطيفي لا يقتصر على حالات المرض المتقدم جدا، بل تعنى الرعاية التلطيفية ببعض الحالات التي لا يمكن معالجتها بالأدوية المضادة للسرطان والجراحة أو الإشعاع وأيضا حالات السرطان غير القابلة للشفاء، حيث يكون العلاج التلطيفي هو الأنجع. وذكر أن العلاج التلطيفي يبدأ منذ اليوم الأول لاكتشاف المرض باستخدام عدة طرق الأولى الاستشارات ومن ثم الدخول إلى مركز العناية التلطيفية وبعدها المتابعة في العيادة الخارجية ليتسنى لفريق الرعاية متابعة حالة المريض وتزويده بالأدوية اللازمة. ولفت إلى أن الطب الحديث وكونه لم يتوصل بعد إلى معرفة الدواء لبعض الأمراض فإن ذلك «لا يعني ترك المريض ليعاني آثار المرض وأعراضه دون محاولة للتخفيف عنه»، مبينا أن عدم اطلاع الكثيرين على ما يقوم به المركز مرده إلى أن المعالجة التلطيفية حديثة العهد ولم يعرفها العالم قبل ثمانينيات القرن الماضي. وأشار د.الصالح في هذا الشأن إلى أن معظم الأطباء يركزون في عملية علاج المرضى على شكله التقليدي، خصوصا أن الطب التلطيفي لم يصنف بعد كأحد الاختصاصات الأساسية في المنطقة بشكل عام.