الجزائر: قيادات الاحزاب الفائزة والخاسرة في الانتخابات على موعد مع استمرار الانشقاقات والصراعات الداخليةالجزائر 'القدس العربي': أسفرت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت الخميس الماضي عن تكريس للوضع القائم، إذ حافظت أحزاب السلطة على الأغلبية، رغم احتجاج المعارضة، واتهامها السلطة بالتزوير لصالح هذه الأحزاب. ورغم أن هذه النتائج كان من المفروض أن تدخل قيادات الأحزاب الفائزة في فترة استراحة واحتفال بالانتصار، الا أن الصراعات الداخلية التي كانت تعاني منها لم تهدأ، على اعتبار أن الخصوم غير مقتنعين بأن قيادة الأحزاب يعود لها الفضل في تحقيق الفوز. وتتواصل متاعب قيادة جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) وعلى رأسها الأمين العام عبد العزيز بلخادم، على الرغم من أن الجبهة بقيت القوة السياسية الأولى في البلاد، لكن بلخادم مطالب حسب خصومه بالرحيل، لأنه وعد بالفوز ب1000 بلدية من أصل 1541 ، لكنه لم يحصل على الأغلبية المطلقة، إلا في 159 بلدية، ويسجد نفسه مجبرا على عقد تحالفات في أكثر من 600 'بلدية. والشيء نفسه بالنسبة للتجمع الوطني الذي يقوده رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، فالحزب رغم محافظته على مكانته كثاني قوة سياسية في البلاد، إلا الحركة التصحيحية التي يقودها قياديون من داخل الحزب يتقدمهم الوزير السابق يحيى قيدوم، والرئيس السابق لبلدية الجزائر الوسطى الطيب زيتوني، مصرة على الإطاحة به، بصرف النظر عن النتائج المسجلة في الانتخابات. من جهتهم سجل الإسلاميون عموما تراجعا، حتى وإن قالوا العكس، وحتى لو قاطع عدد منهم هذه الانتخابات، مثلما هو الأمر بالنسبة لجبهة العدالة والتنمية التي يقودها عبد الله جاب الله، أو جبهة التغيير التي يتزعمها عبد المجيد مناصرة. وتعتبر حركة مجتمع السلم (اخوان) أكبر الخاسرين في الانتخابات، حتى وإن حاول رئيسها أبو جرة سلطاني تحويل هذه الهزيمة الجديدة إلى حالة من الرضا على النتائج المسجلة، والتأكيد على أن الحركة حققت الأهداف السياسية التي سطرتها. وكرست النتائج التي خرجت بها الحركة من الانتخابات حالة الغضب على القيادة، إذ يتزايد يوميا عدد الذين يعتقدون أن السياسة التي يطبقها سلطاني أفقدت الحركة مكانتها ومكاسبها، كما أن خروجها إلى المعارضة، بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم يحقق لها الالتفاف الجماهيري الذي وعد به الذين دفعوا الحركة نحو القيام بهذه الخطوة. والجديد هو إصدار شباب حركة مجتمع السلم بيانا طالبوا فيه أبو جرة سلطاني بالاستقالة، مشددين على أن النكسات تتوالى والانشقاقات تعددت، وسلطاني باق في منصبه، وتساءلوا متى يتحمل هذا الأخير مسؤولياته ويرحل، فاسحا المجال أمام قيادة جديدة، وهي دعوة رفضها رئيس ' إخوان الجزائر'، مؤكدا على أن هؤلاء ' شباب تايوان'، أي أنه لا يعترف بوجودهم وبتنظيمهم.