افتتح مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، أمس، في جنيف، بحضور ممثلين عن الولاياتالمتحدةوروسيا، الاجتماع التحضيري لمؤتمر «جنيف 2» الدولي حول سورية، فيما أعلن رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، أحمد الجربا، أن أكراد سورية سيشاركون في «جنيف 2» ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام. في وقت تخلت الولاياتالمتحدة عن السعي للحصول على موافقة مجلس الأمن على بيان يدين تصاعد أعمال القصف ضد مدينة حلب بسبب معارضة روسيا. افتتح الإبراهيمي في قصر الأمم، في جنيف، الاجتماع التحضيري لمؤتمر «جنيف 2» الدولي حول سورية الذي سيعقد في 22 يناير المقبل في بلدة مونترو السويسرية. ويهدف الاجتماع إلى وضع اللمسات الأخيرة على قائمة الوفود المدعوة إلى المؤتمر، حيث يمثل هذا الموضوع مشكلة لرعاة المؤتمر. وكان وفد من الائتلاف الوطني السوري وصل إلى جنيف لكنه لا يشارك في الاجتماع التحضيري في قصر الأمم، حيث يجري لقاءات ثنائية مع الوفود الحاضرة. وطلب الائتلاف موعداً مع الإبراهيمي الذي وافق على لقاء الوفد، حسبما أفادت الناطقة باسم المبعوث الأممي، خولة مطر. وسيبحث المشاركون في مشكلة وفود المعارضة التي ستشارك في المؤتمر. وسيعمل دبلوماسيون كبار من الولاياتالمتحدةوروسياوالأممالمتحدة أيضاً على معالجة مسألة المشاركة المثيرة الجدل لإيران التي تعد الداعم الاقتصادي والعسكري الأكبر للنظام السوري، والسعودية التي تساعد بعض الفصائل المعارضة. ووفقاً لمصادر دبلوماسية فإن ما يسهل مشاركة إيران في المؤتمر هو إبرامها اتفاقاً مع الدول العظمى حول برنامجها النووي. وفي هذا الإطار، تعقد في أربيل، منذ الثلاثاء الماضي، اجتماعات المجلس الوطني الكردي السوري المعارض، المدعوم من قبل إقليم كردستان العراق، ومجلس الشعب لغربي كردستان، الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، المعروفة عنه علاقته مع النظام السوري، للوصول إلى رؤية موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الأكراد في المؤتمر. وأعلن رئيس الائتلاف السوري، أحمد الجربا، ل« فرانس برس» في أربيل، أمس، أن أكراد سورية سيشاركون في «جنيف 2» ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام. وقال الجربا، على هامش زيارة لمخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة اربيل «الأكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين، وفد من ضمن الائتلاف، ووفد النظام»، مشدداً على أن «الأمر منتهٍ». بدوره قال سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سورية والمتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي في سوري، نصرالدين إبراهيم، ل«فرانس برس»، أمس «عقدنا سلسلة من الاجتماعات مع الإخوة في مجلس الشعب لغربي كردستان بهدف توحيد الموقف الكردي، واتفقنا على توحيد الرؤية». وعلى الرغم من تأكيد الجربا أن الأكراد سيشاركون في وفدين وان «الأمر منتهٍ»، أضاف إبراهيم «اتفقنا على تشكيل هيئة استشارية لمتابعة عقد المؤتمر والعمل من اجل حضور وفد كردي مستقل، وفي حال إذا تعذر ذلك، سنتحدث بالرؤية المشتركة ونحرص أن يمثل الوفدان إرادة الشعب الكردي في سورية من اجل سورية ديمقراطية». ويهدف «جنيف 2» إلى تشكيل حكومة انتقالية للإعداد للانتخابات الرئاسية. لكن تلك الخطة لم تشر إلى مصير الرئيس الرئيس، بشار الأسد، ما يجعل هذا الموضوع إحدى نقاط الجدل الرئيسة في المؤتمر. وفي نيويورك، أعلن دبلوماسيون أن الولاياتالمتحدة تخلت عن السعي للحصول على موافقة مجلس الأمن على بيان يدين تصاعد أعمال القصف ضد مدينة حلب بسبب معارضة روسيا. وكان البيان الأميركي يعبر عن «سخط» مجلس الأمن أمام الهجوم الذي يشنه سلاح الجو السوري، الذي يقصف منذ خمسة أيام الأحياء التي يسيطر عليها المتمردون في حلب. وكان يجب أن يحصل هذا الإعلان غير الملزم على موافقة أعضاء مجلس الأمن ال15 لتبنيه، لكن موسكو حمت مجدداً حليفها السوري رافضة اتهام النظام في الإعلان، وعمدت واشنطن إلى سحب النص. وقال مساعد المتحدث باسم البعثة الأميركية في الأممالمتحدة، كورتيس كوبر «نحن محبطون جداً من رفض إعلان يعبر عن سخطنا الجماعي أمام الوسائل الوحشية التي يستعملها النظام السوري ضد مدنيين»، وأضاف أن استعمال براميل متفجرة «يشير أيضاً إلى مزيد من الوحشية من قبل نظام الأسد»، مضيفاً أن «أقل ما يمكن أن يفعله مجلس الأمن هو إدانة هذه الأعمال الوحشية».