تواصل دار السويدي العمل على استكمال مشروعها الثقافي الرائد في إحياء مجال فريد من التراث الأدبي، وهو المجال الخاص بمدونات الرحالة العرب والمسلمين خلال الألفية الأخيرة من تاريخ الأمة، وقد توجت الدار هذا المشروع الكبير بمبادرة هامة تتمثل بنشر 100 رحلة مهداة إلى روح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الحديثة. وآخر كتاب صدر عن الدار في هذه السلسلة الكتاب الحائز على جائزة ابن بطوطة وعنوانه «الرحلة الحجازية»، تأليف أبي عبدالله محمد بن الطيب الشرقي الفاسي، القرن السابع عشر الميلادي، وقد قام بتحقيقها الباحث المغربي نور الدين شوبد، وتعد هذه الرحلة من أمهات الكنوز العربية التي ألفها العلماء المغاربة في رحلاتهم، وهي حافلة بوصف معالم الأمكنة التي زارها العلامة، بدءاً من مغادرة فاس في الرابع من رجب 1139 حتى عودته بعد 16 شهراً. يشار إلى أن دار السويدي، وهي ماضية في طريقها لتحقيق هذا المشروع الوطني والثقافي والروحاني، تستلهم في عملها قبساً من سيرة الشيخ زايد، وتسترشد بجهوده الميمونة التي حولت الصحراء إلى واحات نخيل مباركة، وجعلت من أبوظبي عاصمة تعتز بحضورها المشرق الوهاج على المسرح العالمي، تراثا وثقافة وعمرانا.