القاهرة -أ ش أ- استطاع المخرج التونسي- شوقي الماجري، إبهار جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بفيلمه "مملكة النمل"، حيث حرص الجمهور والنقاد على حضور الندوة الخاصة بالفيلم، والتي أقيمت مساء أمس الأحد، على المسرح الكبير بدار الأوبرا؛ لمناقشه صناعه عن التفاصيل والأسرار الخاصة به. وأشاد الناقد السينمائي- رفيق الصبان، الذي أدار الندوة بالمخرج التونسي شوقي الماجري، وببصماته المؤثرة في الفيلم، مشيراً إلي امتلاك "الماجري" أدوات خاصة جعلت المشاهد يشعر وأنه مواطن فلسطيني بالفعل، كما أشاد بأداء النجم الأردني- منذر رياحنة. وأكد المخرج شوقي الماجري، أنه وجد صعوبة كبيرة في تنفيذ الفيلم؛ نظراً لعدم وجود ممول للفيلم لعدم تحمس العديد من المنتجين في تناول القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من ذلك لم نسع إلي أي جهات أجنبية لتمويل إنتاج الفيلم. وأشار الماجري، إلي أن عملية التصوير تمت في سوريا وتونس، التي تم تصوير مشاهد الأنفاق والكهوف في باطن الأرض فيها، واصفاً عملية تنفيذ الفيلم بأنها كانت صعبة للغاية. وقال الماجري، إن "ما دفعه لتنفيذ الفيلم هو إيمانه بالقضية الفلسطينية، وبمعاناة شعبها، وضرورة نقل صورة حقيقية للعالم ببشاعة ما يرتكبه الاحتلال من أعمال غير إنسانية ليس فقط في قتل الأبرياء، وإنما قتل الحيوان وحرق الطبيعة وقصف المقابر وغيرها من الأمثلة، لافتاً إلي أن الفيلم كان يحمل بين طياته العديد من المعاني المجازية المفتوحة". من جانبها،أعربت بطلة الفيلم "صبا مبارك" عن سعادتها بالتعاون مع المخرج التونسي- شوقي الماجري، وعرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعد عرضه في الأردن وتونس ولبنان، وتفاعل الجمهور المصري معه بشكل منقطع النظير. وعن دورها في الفيلم، قالت "صبا مبارك": "كم تعذبت كثيراً وتأثرت بشخصية "جليلة" التي جسدتها خلال أحداث الفيلم، حيث أرهقتني للغاية، لحرصي أن يشعر بها المشاهد"، مشيرة إلي أنها لم تجد صعوبة في أداء الشخصية في مختلف مراحل العمر المختلفة، ولكن الصعوبة تكمن في فرضية هل سيعود ابني "سالم" إلي المنزل أم لا في كل مرة يخرج فيها، حيث أن الأمهات الفلسطينيات يحرصن دائما على توديع أبنائهم عند توجههم إلي مدارسهم لإحساسهن بأنهم قد لا يعودون مرة أخرى". كما أعرب النجم الأردني- منذر رياحنة، عن سعادته بعرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، وخاصة أنه فيلم يناقش القضية الفلسطينية برؤية خاصة وإحساس مختلف، لافتاً إلي أن شخصية "طارق" التي جسدها في الفيلم تطلبت منه استعداداً خاصاً. وبسؤال المنتج نجيب عياد عن إمكانية نجاح الفيلم تجارياً، قال "عياد" إن الفيلم تجاري بمعناه النبيل غير المبني على تحقيق الربح في المقام الأول، مشيراً إلي أن الفيلم الصادق الذي يمس الجمهور هو الفيلم التجاري الناجح. وعلى الرغم من أن نقاد رأوا أن المخرج شوقي "الماجري" تأثر كثيراً بالتليفزيون وأن المشاهد شعر وكأنه يشاهد مسلسل تليفزيوني؛ لتكرار العديد من المشاهد ولم يشعر بأنه يشاهد فيلماً سينمائياً، علق الناقد السينمائي رفيق الصبان قائلا: "هناك تكرار في بعض المشاهد بالفعل، والفيلم يحتاج إلي مونتاج بعض المشاهد المتكررة، ولكن هناك العديد من المشاهد السينمائية التي يصعب توصيفها بأنها مشاهد تليفزيونية، مدللاً بمشهد لقاء الزوج بزوجته بعد غياب 12 عاماً ومشهد موت الحصان متأثرا بنيران العدو الصهيوني وغيرها من المشاهد".