تجاوزت حصيلة حملة "قلوبنا مع أهل الشام"، منذ انطلاقها قبل ثلاثة أيام، وحتى الساعة الثامنة من مساء أمس أكثر من 120 مليون درهم، وسط تفاعل وإقبال كبير من قبل أفراد المجتمع ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة الهلال الأحمر أن باب التبرع للحملة، سيبقى مفتوحاً عبر فروعها المنتشرة على مستوى الدولة، وذلك لتلبية الاحتياجات العاجلة والكبيرة للاجئين السوريين، مع وجود توقعات بأن تضرب عاصفة ثلجية أخرى المنطقة يوم غد الاثنين، والتخوف من تفاقم أزمة اللاجئين في دول الجوار السوري. وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر في تصريح لسموه، تضمنه البث التلفزيون الموحد أمس، أن سوريا غالية علينا وأن هذا التبرع يعتبر واجباً علينا في دولة الإمارات، وعلى أي عربي ومسلم، ونتمنى من الله أن نؤدي الأمانة على أفضل وجه. وقال إن أوضاع اللاجئين تعتبر غاية في الصعوبة، وهنالك توقعات بأن تسوء الأوضاع هناك، وبالتالي يجب أن نستعد ونجهز للمرحلة القادمة، وأعرب سموه عن أمنياته بعودة اللاجئين إلى بلدهم وأن نرى سوريا بأحسن حال. أبرز المتبرعين ومن أبرز المتبرعين للحملة خلال الأيام الثلاثة الماضية، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام 10 ملايين درهم، ومؤسسة دبي الإسلامية الإنسانية 10 ملايين درهم، ومؤسسة إعمار العقارية 5 ملايين درهم، ومبادرة المنال الإنسانية ب 3 ملايين درهم، وبنك أبوظبي الوطني 3 ملايين درهم، والشيخة علياء بنت خليفة آل مكتوم بمبلغ مليون درهم، ومؤسسة سلطان بن خليفة بن زايد العلمية الإنسانية مليون درهم، والشيخ محمد بن سلطان بن سرور الظاهري بمبلغ مليون درهم. ومؤسسة الأنصاري للصرافة بمبلغ مليون درهم، ومصرف الهلال مبلغ مليون درهم، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وجمعية دار البر مبلغ 3,6 ملايين درهم، وخليفة النابودة مبلغ 1,5 مليون درهم، ومصرف الشارقة الإسلامي مليون درهم، وتبرع نادي العين بإيرادات مباراته مع نادي الشارقة لصالح الحملة. كما تبرع للحملة مكتب الشيخة شيخة بنت سعيد آل مكتوم بمليون درهم، ومركز المرحوم سهيل بن عويضة الخيلي بمليون درهم، وجمعية الفجيرة الخيرية بمليون درهم، وأحمد صديقي وأولاده بمليون درهم، وفرج بن حمودة ب 1,5 مليون درهم، ومؤسسة مصبح الفتان مليون درهم، ودرويش بن احمد وأولاده بمليوني درهم، وجمعية دبي الخيرية بمليون درهم، وشركة سيف بن درويش بمليون درهم، ومؤسسة بينونة للتجهيزات الطبية بمليون درهم، إضافة إلى آلاف المتبرعين من المؤسسات والأفراد. وتبرع فاعل خير ب 100 طن من البطانيات لصالح الحملة، كما تبرعت طفلتان من العين ب 20 ألف درهم هي مكافأة من والدهما لحفظهن أجزاء من القران الكريم، وتبرع علي خلفان وأولاده بمبلغ مليون درهم، والمرابع العربية بمليون درهم. وشاركت في الحملة التي تم تمديدها أمس إلى الساعة الثامنة مساء، قنوات أبوظبيودبي والشارقة والإذاعات المحلية، في بث مباشر يومي الجمعة والسبت. برنامج مساعدات دائم للمخيمات. حملة إعلامية وقدم الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي الشكر لكل الذين أسهموا في الحملة، مثمناً إسهاماتهم في إنجاح الحملة، لتحقيق الهدف المرجو منها. وقال الفلاحي إن الحملة الإعلامية انتهت يوم أمس السبت، ولكن حملتنا الإنسانية لصالح اللاجئين السوريين مستمرة طوال العام، وإن باب التبرع مفتوح على الدوام، فهيئة الهلال الأحمر لديها برنامج مساعدات دائم لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردنولبنان سواء من ناحية المواد الإغاثية أو الأدوية وغيرها بما يكفل كرامة هؤلاء الأشقاء في محنتهم. وأكد الأمين العام للهلال الأحمر أن الحصيلة الإجمالية للحملة سيتم تحويلها إلى المستفيدين، من خلال توفير كافة احتياجاتهم من السوق المحلية، لضمان سرعة التنفيذ ومراعاة طبيعة الاحتياجات وفق التقييم، الذي أجرته وفود الهيئة، التي توجهت إلى هناك لدراسة الوضع على الطبيعة، وتحديد الاحتياجات اللازمة. وأشار الفلاحي إلى أن وفداً من الهلال الأحمر برئاسة الدكتور حمدان المزروعي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر، سيتوجه إلى الأردن للإشراف على توزيع المساعدات على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الهلال مستعد على الدوام بموظفيه ومتطوعيه، لتنفيذ المهام الإنسانية العديدة، لإغاثة ومساعدة المنكوبين من جراء النزاعات والكوارث الطبيعية. وخاصة اللاجئين منهم، الذين يتركون ديارهم وممتلكاتهم، ويعيشون في مخيمات إيواء لا يمكن أن تكون بديلاً عن أوطانهم، ومع ذلك يعمل الهلال الحمر الإماراتي على التخفيف قدر الإمكان من غربة اللاجئين، والحفاظ على نسق حياة طبيعية لهم أو شبه طبيعية، مع الحرص على ضمان كرامتهم، وتوفير كافة احتياجاتهم. احتياجات كبيرة من جانبه قال راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام للشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر، إن الحملة وجدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور في الإمارات وهنالك إقبال كبير من قبل المتبرعين في المراكز التجارية المنتشرة على مستوى الدولة. وأكد أنه مع انتهاء البث المباشر للحملة عبر القنوات التلفزيونية، فإن أبواب الهلال ستبقى مفتوحة لاستقبال التبرعات لصالح الحملة خلال الأيام المقبلة حتى نستطيع الوصول إلى ما نطمح إليه من تبرعات تسهم في الحد من الأزمة الإنسانية، التي يعيشها اللاجئون في دول الشتات. وأشار إلى أن الاحتياجات للاجئين في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة والأحوال الجوية كبيرة جداً، وتتطلب تضافر الأفراد والمؤسسات ورجال الأعمال، للتبرع لصالح الحملة استجابة للواجب الديني والأخلاقي، وتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة. وقال مصطفى العواملة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن عبر البث الموحد، إنه تم الإعلان أمس عن دخول ما يطلق عليه في الأردن ( المربعانية)، وهي بداية فصل الشتاء في الأردن، الأمر الذي يمكن أن يفاقم من الأزمة الإنسانية للاجئين السوريين في المخيمات. وأشار إلى أن المفوضية لبت نداء الإغاثة منذ فترة وقدمت الإغاثة ل 110 آلاف لاجئ سوري في المخيمات بالأردن خلال عاصفة أليكسا، من خلال توفير احتياجات التدفئة وتخصيص مبالغ مالية لبعض الحالات الإنسانية الصعبة. الداعية طالب الشحي في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف اكد خلال البث التلفزيوني الموحد أن التبرع لصالح الحملة واجب ديني وأخلاقي وإنساني وأن شعب الإمارات والمقيمين على ارضه عودونا أن يسارعوا إلى المساهمة في الحملات الخيرية، لصالح الشعوب المنكوبة، وبشكل خاص للاجئين السوريين في ازمتهم الحالية التي وصفت بأنها من أسوأ الأزمات الإنسانية، منذ الحرب العالمية الثانية. وحث أفراد المجتمع والخيرين والمؤسسات إلى الإسراع في التبرع الذي يؤجرون عليه، فما نقص مال من صدقة أو من خلال تعجيل زكاتهم في ظل ما يعانيه اللاجئون السوريون في المخيمات. حملة مباركة وقال حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: نحن مطالبون بأن نسهم في هذه الحملة المباركة التي وجه صاحب السمو رئيس الدولة بتنفيذها، وتحظى بمتابعة دقيقة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر. وأشار إلى أن تفاعل المجتمع مع الحملة يعتبر امتداداً لغرس المغفور له، بإذن الله، زايد مؤسس الدولة وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة. الداخلية الأردنية تثمن مواقف رئيس الدولة الإنسانية. فرق جاهزة وقال حميد بن راشد الشامسي مدير إدارة الإغاثة في الهلال الأحمر إن فرق الهلال الأحمر الموجودة في الأردن جاهزة لتوصيل المساعدات إلى اللاجئين السوريين، هناك حيث انتهت من حصر الاحتياجات الآنية وتم التعاقد مع التجار لشراء المواد العاجلة لتوفيرها للاجئين. وأوضح أن أهم الاحتياجات الملحة حاليا تتمثل في التدفئة والكساء والعلاج والكرافانات للأسر الذين تضررت خيامهم بفعل العوامل الجوية وغيرها من الاحتياجات التي سيتم إيصالها بشكل آني، تزامنا مع توقعات عاصفة جديدة، ستضرب المنطقة خلال اليومين القادمين. وحول اللاجئين السوريين في لبنان قال إن هنالك نحو 800 ألف لاجئ سوري في لبنان وإن هناك مكتباً للهلال الأحمر هناك يقدم المساعدات للاجئين، بالتعاون مع سفارة الإمارات في لبنان والصليب الأحمر اللبناني. 200 موقع استحدثت هيئة الهلال الأحمر مراكز جديدة خاصة بتلقي التبرعات للحملة خلال الأيام الماضية، حيث وصل مواقع التبرعات إلى 200 موقع على مستوى الدولة منها 50 موقعاً في أبوظبي وحدها. كما استقبلت الهيئة التبرعات العينية في مراكزها، ومنها البطانيات والألبسة الشتوية وغيرها من التبرعات، التي تسهم في رفع المعاناة عن اللاجئين في ظل الظروف الجوية القاسية، التي يعيشونها. 4 آلاف لاجئ في »مريجيب الفهود« يضم المخيم الإماراتي - الأردني (مريجيب الفهود) 4 آلاف لاجئ ينعمون بالدفء والأمان في ظل الامكانات المتقدمة التي وفرتها الإمارات للأسر، التي تقيم في المخيم بالتعاون مع الحكومة الأردنية. وتم تجهيز المخيم لاستقبال 25 ألف لاجئ على خمس مراحل، ويجري العمل فيه، بالتعاون مع الجانب الأردني، بعد أن وفرت الإمارات فيه 2770 كرفاناً، منها 777 جهزت للمرحلة الأولى. ويتواجد في المخيم الواقع على مسافة 20 كيلو متراً شرقي مدينة الزرقاء حاليا قرابة 4 آلاف لاجئ سوري، بدأ باستقبالهم في العاشر من أبريل الماضي، وجرى تنفيذه طبقا لأعلى المواصفات والمعايير الدولية، ويشتمل على عدد كبير من الأبنية الجاهزة للإيواء، و4 مدارس للذكور والإناث ومستودعات رئيسة وفرعية ومكاتب إدارية، إضافة إلى بنية تحتية من الطرق والساحات وشبكات المياه والكهرباء ومحطة تنقية مياه عادمة. وتم إنشاء المستشفى الإماراتي الميداني ليكون بمواصفات متميزة، ويقدم خدمات علاجية عالية المستوى، تشمل كافة اللاجئين السوريين داخل المخيم، كما "أن إدارة المخيم تقوم بالتواصل معهم بشكل مستمر لضمان تقديم أفضل الخدمات لهم". كفاءات وخبرات كما تم تشكيل طواقم المخيم من ذوي الكفاءات والخبرات والتجارب الدولية، التي أدارت العديد من المخيمات الإماراتية في الخارج، موضحاً أنه تم إنشاء منطقة استقبال، فضلاً عن قيام كوادر المستشفى الإماراتي، بإجراء فحوص طبية للكشف عن الأمراض المعدية بين اللاجئين قبل توزيعهم إلى الكرافانات. وأسهم المخيم في تخفف الضغط على مخيم الزعتري، (80 كلم شمال شرقي عمان)، الذي تجاوز عدد لاجئيه 150 ألف سوري من إجمالي 520 ألف لاجئ، يتواجدون في الأردن. وتم إقامة المخيم بتكلفة وصلت إلى 36 مليون درهم بتمويل من الإمارات ويستقبل 100 لاجئ سوري يومياً من الأطفال والحالات الخاصة والأرامل، وتم بناء بئر ماء تابعة للقوات المسلحة، إلى جانب محطة لتنقية المياه ومدرسة نموذجية، ومستشفى نموذجي لتقديم الرعاية الصحية الأولية للاجئين. وأشاد عدد من المسؤولين من المنظمات الإنسانية، الذين زاروا المخيم بالخدمات المقدمة للاجئين السوريين، وتواصل إدارة المخيم استقبال الحالات الأكثر تأثراً من اللاجئين السوريين وبخاصة الأرامل والأطفال الأيتام والمرضى، وأبدى لاجئون سوريون ارتياحهم للمعاملة والخدمات، التي تقدمها إدارة المخيم، لاسيما توفر البنى التحتية والكرافانات المجهزة بكافة الخدمات، فضلاً عن توفر المياه الساخنة والباردة. يذكر أن هيئة الهلال الأحمر سارعت منذ اندلاع الأزمة في سوريا، وتزايد تدفقات اللاجئين السوريين على دول الجوار، إلى فتح قنوات اتصال مع الأطراف المعنية بهذه الدول، كجمعيات الهلال الأحمر، وبعثات ووكالات الغوث الدولية، وقدمت مساعدات إنسانية للاجئين السوريين. تقدير أردني ثمن العميد وضاح الحمود مدير ادارة شؤون اللاجئين السوريين في الداخلية الأردنية المواقف الإنسانية لصاحب السمو رئيس الدولة تجاه اللاجئين السوريين في محنتهم وتوجه بالشكر لهيئة الهلال الأحمر وسفارة دولة الإمارات في الأردن وفرق الإغاثة الإماراتية الموجودة حاليا في الأردن. وقال إن جهود دولة الإمارات أثمرت عن إنشاء المخيم الإماراتي -الأردني ومخيم الزعتري، إضافة إلى إنشاء المستشفى الإماراتي - الأردني الذي قدم المساعدات والعلاج الطبي لنحو 27 ألف لاجئ، كما ثمن وضاح مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإيفاد 22 آلية ثقيلة لإزالة الثلوج في الأردن، مؤكدا أن هذه المبادرة ليست جديدة على سموه، وهي مبادرة هامة للتيسير على فرق الإغاثة في توصيل المساعدات إلى اللاجئين بأسرع وقت ممكن.
