تريد فرنسا أن تبسط نفوذها العسكري في إفريقيا السمراء بشتى الوسائل، إلا أن السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند باتت على المحك. ويقول مسؤولون في باريس إن فرنسا تضطر للتدخل في مستعمراتها القديمة لمعرفتها الجيدة بالمنطقة، وأيضاً لعزوف المجموعة الدولية عن فعل أي شيء من شأنه إعادة الاستقرار للبلدان المضطربة. وتتردد باريس كثيراً قبل إرسال وحدات قتالية إضافية إلى إفريقيا خشية من الآثار العكسية. وقال هولاند إن رد الفعل إزاء الفوضى في إفريقيا الوسطى أسهم في «تجنب الحرب الأهلية، وربما الإبادة الجماعية». ويعتزم الجيش الفرنسي إرسال المزيد من العتاد، بما في ذلك طائرات الاستطلاع مطلع فبراير المقبل. وأسفرت أعمال العنف بين المسيحيين والمسلمين، في هذا البلد الفقير، عن سقوط نحو 1000 قتيل منذ بداية ديسمبر في بانغي وغيرها من المناطق، حسب منظمة العفو الدولية. وسمح تدخل القوات الفرنسية، بالتعاون مع قوة إفريقية مشتركة بوقف المجازر في العاصمة، فيما تتواصل عملية نزع أسلحة متمردي حركة سيليكا وميليشيات الدفاع الذاتي، لكن الواقع على الأرض لايزال شديد التوتر. وقال عاملون في المجال الإنساني إنهم يواجهون تحدياً كبيراً، إذ تمنعهم حالة العنف والفوضى من القيام بعملهم الإنساني لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.