قال العضو القيادي في "ائتلاف الحرية والعدالة" بالمنطقة الشرقية في السعودية، حمزة الشاخوري، أن المؤسسة الدينية في المملكة تابعة للأمراء في توجيهها، مبيناً أن إعلان مفتي المملكة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بان الهجمات الانتحارية "جريمة كبرى" للاستهلاك الإعلامي. السعودية (فارس) وبين الناشط حمزة الشاخوري في حوار مع وكالة أنباء فارس أن "تصريحات المفتي لا تنبئ نهائيا عن تغيير في الموقف السعودي تجاه أحداث المنطقة"، مضيفاً أن "مثل هذه الفتاوى تضمر خشية النظام من ارتداد الارهاب الذي صنعه وصدّره للخارج أن يرتد عليه ويعود الى الداخل السعودي". وتابع الناشط والقيادي في ائتلاف الحرية والعدالة المناهض للنظام في السعودية أن لديه قناعة تامة أن النظام السعودي يشعر بالاختناق والخوف والرهبة على مصيره، فالأمراء الفاعلون كلهم رحلوا ومن بقي منهم فهو عاجز عن العمل والتأثير، ومن يقود الدولة يتخبط في مواجهة استحقاقات الداخل ومطالب الشعب المتصاعدة. وفيما يلي نص الحوار ؛ فارس: هل يمكن القول ان السعودية مقبلة على تغيير مواقفها تجاه أحداث المنطقة؟ حمزة الشاخوري: السؤال يستبطن إشارة ذكية لتبعية المؤسسة الدينية السعودية وخضوعها للنظام السياسي، غير أن تصريحات المفتي لا تنبئ نهائيا عن تغيير في الموقف السعودي تجاه أحداث المنطقة؛ تصريح المفتي للاستهلاك الاعلامي ليس أكثر ويستهدف درء وتفنيد الاتهامات الدولية للسعودية برعاية الارهاب والقتل في دول المنطقة سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها. فارس: السعودية وعبر فتاوى علمائها كانت تدعم العمليات الإرهابية في العديد من البلدان الاسلامية، فلماذا هذا التغير في الموقف؟ حمزة الشاخوري: قلت لا أجد أن هناك تبدلا، موقف المؤسسة الدينية الرسمية كان ضد العمليات الانتحارية على عهد الشيخ بن باز، حتى أن كبار مشايخ الوهابية أدانوا العمليات الاستشهادية التي نفذها مجاهدون فلسطينيون ضد العدو الاسرائيلي. هذه التصريحات لا تأثير لها على سياسات وممارسات النظام السعودي فنحن لا نلحظ أية تبدلات في الموقف الفعلي على الأرض. فالجناح الذي يقوده بندر بن سلطان مستمر في صناعة وتجييش وتمويل الارهاب في المنطقة. كما أود الاشارة هنا أن مثل هذه الفتاوى تضمر خشية النظام من ارتداد الارهاب الذي صنعه وصدّره للخارج أن يرتد عليه ويعود الى الداخل السعودي، لتعود العمليات التفجيرية ضد مؤسسات النظام نفسه كما شهدنا في منتصف التسعينات ومطلع الألفية الثانية. فارس: هل يمكن القول ان المؤسسة الدينية في السعودية تابعة للسلطة في كل فتاواها وتصرفاتها؟ حمزة الشاخوري: نعم المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في هيئة كبار العلماء تابعة وخاضعة لتوجيهات وأوامر وتعليمات السلطات السعودية، وسبق أن أقال الملك السعودي الحالي في أكتوبر العام 2009 العضو السابق في الهيئة الشيخ سعد بن ناصر الشثري بعد اعتراضه على مسألة الاختلاط بين الجنسين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) وهذا دليل واضح بأن أي عضو في الهيئة وهي أعلى سلطة دينية في البلاد لا يلتزم بتعليمات السلطة يفقد منصبه ويستبعد. فالمؤسسة الدينية السعودية ليست سوى ناطق باسم الامراء والنظام الحاكم. فارس: ما هو تعليقكم على اقرار مجلس الوزراء لقانون الارهاب في المملكة؟ حمزة الشاخوري: شخصيا لدي قناعة تامة بأن النظام السعودي يشعر بالاختناق والخوف والرهبة على مصيره، فالأمراء الفاعلون كلهم رحلوا ومن بقي منهم فهو عاجز عن العمل والتأثير، ومن يقود الدولة يتخبط في مواجهة استحقاقات الداخل ومطالب الشعب المتصاعدة، وكذلك على المستوى الخارجي فالنظام بات محاصراً دوليا وخسرت السعودية خلال عقد، مكانتها اقليميا ودوليا، وهذا بعض ما يفسر جنون وهستيريا الخارجية السعودية بعد توقيع اتفاق التفاهم بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والغرب. ضمن هذا السياق، علينا أن نفهم لجوء النظام لوضع "قانون مكافحة الارهاب" الذي شكل فضيحة كبرى للسلطة السعودية. وسبق أن وصفته منظمة العفو الدولية بأنه أدارة لخنق الاحتجاج السلمي، وطالبت منظمة هيومن رايت ووتش بسحبه من النظر في مجلس الوزراء معتبرة أنه يشرع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ان نظرة خاطفة على هذا القانون الذي تم إقراره مطلع الاسبوع تصيب الانسان بالدهشة والذهول لمدى انعدام المنطق والموضوعية والاستخفاف بقيم ومبادئ حقوق الانسان، انه يمنح الشرعية المطلقة للسلطة ممثلة في أجهزة الأمن ومؤسسة العدل والقضاء ليمارسوا خنق الحريات وانتهاك حقوق النشطاء وتجريم كل فعل احتجاجي ينتقد أداء السلطات الحاكمة. يكفي أن نشير الى أن القانون يعتبر التظاهر جريمة، ورفع شعار ضد الملك والأمراء إرهابا، والكتابة والاتصال مع الاعلام للكشف عن أية مخالفات وتجاوزات ترتكبها السلطات جريمة ارهابية. ملخص القانون أنه يكبل المواطنين ويكمّم أفواههم ويقيدهم عن أي نشاط معارض أو مطالب بالإصلاح والتغيير، وهذا ما قاد الى موجة سخط وغضب عارم بين النشطاء في السعودية، عبر عنها أغلبهم بالتندر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و "الفيس بوك". /2336/ 2819/