القاهرة - 22 - 12 (كونا)-- نعى رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي هنا اليوم عميد الدبلوماسية المصرية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق الدكتور عصمت عبدالمجيد الذي وافته المنية أمس السبت. وذكرت رئاسة مجلس الوزراء في بيان أن الببلاوي تقدم بخالص العزاء الى عائلة الفقيد سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. كما نعى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي "ببالغ الحزن والآسى والألم" رحيل عبدالمجيد واصفا الراحل بأنه "قيمة وقامة دبلوماسية وقانونية وسياسية كبيرة فضلا عن كونه رمزا وطنيا فريدا". وذكر بيان لوزارة الخارجية اليوم أن فهمي عدد مآثر الفقيد الكبير وتاريخه الحافل في العمل العام على المستويين الوطني والقومي وتفانيه على مدى عقود طويلة بالجهد الخلاق والعمل الدؤوب من أجل رفعة الوطن والأمة العربية خلال لحظات تاريخية فارقة. وأشار الى دور عبدالمجيد في اثراء علاقات مصر الخارجية واسهامه في تعزيز العمل العربي المشترك خلال فترة قيادته للمؤسسة الدبلوماسية وللجامعة العربية. وتقدم الوزير فهمي وجميع اعضاء السلك الدبلوماسي وأبناء الوزارة لأسرة فقيد الوطن والأمة العربية بخالص التعازي. وعلى صعيد متصل نعت الكنيسة القبطية الارثوذكسية الدكتور عصمت عبدالمجيد معربة عن خالص عزائها لأسرته. وقال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية القمص بولس حليم في بيان اليوم ان بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني أرسل برقية عزاء الى أسرة الفقيد موضحا أن البرقية تضمنت أيضا العزاء الى الحكومة المصرية والمصريين. ولم يكن الامين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الدكتور الراحل احمد عصمت عبدالمجيد شخصا مسؤولا فحسب بل لعب دورا محوريا في تشكيل الموقف العربي المساند للحق الكويتي ابان الغزو العراقي للكويت في عام 1990. وحافظ الراحل عبدالمجيد الذي توفاه الأجل مساء يوم امس عن عمر يناهز التسعين عاما خلال السنوات العشر التي قضاها في تولي أمانة الجامعة العربية على هيكل منظومة العمل العربي المشترك ومؤسساته من الانقسام الذي ساد المنطقة بعد ذلك الغزو. وفي هذا الشأن قال طلعت حامد المستشار السياسي للراحل خلال ترؤسه الجامعة العربية لعشر سنوات منذ مايو 1991 ان اهم ما ميز الراحل وصفه برجل الدبلوماسية الهادئة "واستطاع من خلال هذه الدبلوماسية الحفاظ على الحد الأدنى من التضامن العربي". واستذكر حامد في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ما قام به الراحل عندما كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية مصر بعد الغزو العراقي مباشرة حين طلب منه الاعداد لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة بعد قرار القمة العربية بعودة الأمانة العامة من تونس. واشار الى طلب رئيس الوفد العراقي في الاجتماع آنذاك عقد لقاء منفرد مع الامين العام "وابلغه استعداد العراق بمد مصر بكل ما تحتاجه من أموال وبترول" وتأكيد المسؤول العراقي ان شمسا جديدة ستشرق على المنطقة بقيادة العراق. وأوضح حامد ان الراحل عصمت عبدالمجيد قال كلمته المشهورة لرئيس الوفد العراقي ان "مصر لا تساوم على مبادئها والمطلوب فورا هو الانسحاب العراقي الكامل من الأراضي الكويتية" مؤكدا ان موقف الراحل جاء عن قناعة شخصية دون الرجوع للقيادة الرسمية في مصر في ذلك الوقت. وأضاف أن الدكتور عبدالمجيد قدم حينها طلبات محددة لرئيس وفد العراق بضرورة الانسحاب الفوري من الكويت والاعتراف بحكم اسرة الصباح وتقديم التعويضات اللازمة عن الأضرار التي لحقت بدولة الكويت. وأعاد حامد الى الأذهان الشعار الذي رفعه الراحل عبدالمجيد "المصارحة قبل المصالحة" ردا على الدعوات التي اطلقها البعض في ذلك الوقت لتحقيق المصالحة بين الكويتوالعراق. واشار الى اهم المحطات العملية في حياة الراحل ابان رئاسته للجامعة العربية وغيرها من المناصب السياسية التي تقلدها منها اقرار آلية دورية لانعقاد القمة العربية في عام 2000 والمشاركة في اول قمة بعدها في الأردن عام 2001 كما أنشأ في عهده منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى عام 1996 لمواجهة التكتلات الاقتصادية الاقليمية والدولية. واضاف ان الراحل حاول انشاء محكمة العدل العربية وقطع شوطا كبيرا في هذا الشأن "الا ان الفكرة لم تر النور حتى الآن بسبب اعتراض بعض الدول عليها بشكل مفاجئ" مشيرا الى ان هناك مساعي لانشاء محكمة الاستثمار وحقوق الانسان بديلا عن محكمة العدل العربية. وكشف حامد عن ان الراحل كان اول من أدخل اللغة العربية كلغة رسمية في الأممالمتحدة عندما كان مندوبا دائما لمصر في المنظمة الدولية "وكان كذلك رئيس وفد مصر المفوض الذي أعاد طابا الى أحضان الوطن من اسرائيل". يذكر أن الراحل الدكتور عصمت عبد المجيد الذي توفي عن عمر يناهز التسعين عاما قد تولى خلال فترة عمله عدة مناصب بدأها عام 1972 كسفير لمصر لدى الأممالمتحدة حتى عام 1983 ثم وزيرا للخارجية المصرية خلال الفترة من 1984 الى 1991 ثم أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلال الفترة من 1991 الى 2001. وشارك الراحل الدكتور عبدالمجيد في المفاوضات المصرية - البريطانية حول جلاء القوات البريطانية عن مصر عام 1954. كما شارك الراحل أيضا عام 1957 ضمن الوفد المصري الذي تفاوض مع الفرنسيين لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وفرنسا بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي توج بالتوصل الى اتفاقية زيورخ لاستئناف العلاقات بين القاهرة وباريس. ومن المقرر ان يوارى جثمان الراحل الدكتور عبدالمجيد الثرى في مسقط رأسه بالاسكندرية اليوم من مسجد ومستشفى المواساة التي أسسها والده الراحل. (النهاية) ج ز / م ش / م ف م / م ع ع كونا221444 جمت ديس 13