قالت مصادر طبية وأمنية: إن هجوما انتحاريا على قاعدة للجيش خارج بنغازي بشرق ليبيا أدى إلى قتل ما لا يقل عن 7 وإصابة 15 أمس، وقال مصدر أمني: إن المهاجم فجر نفسه في سيارة أمام قاعدة برسيس الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا خارج بنغازي. وقالت مصادر طبية: إن كل القتلى جنود، ولكن المصادر الأمنية قالت: إن المهاجم كان من بين القتلى، وأشارت هذه المصادر إلى أن الانفجار أحدث حفرة عميقة في الأرض وسمع دويه في المناطق المحيطة، وقام انتحاري، ليل السبت، بتفجير نفسه داخل سيارته عند إيقافه للتفتيش في بوابة «برسس» (60 كيلومترًا شرق بنغازي)، خلف بحسب إحصائيات أولية 7 قتلى، وأكثر من 15 جريحًا. وتعيش مستشفيات بنغازي حالة من الاستنفار وحراسة مشددة لقوات الجيش، وكانت بوابة «برسس» قد شهدت قبل أيام اشتباكات بين قوات الجيش ومهاجمين بهدف «تحرير» موقوفين محسوبين على التيار الجهادي، كما قامت القوات المتمركزة بالبوابة في وقت سابق بضبط مواد غذائية فاسدة كانت متوجهة إلى بنغازي، وتحولت مدينة بنغازي إلى مدينة الاغتيالات السياسية والأمنية، حيث تضاعفت مؤخرًا عمليات الاغتيال آخرها عملية العقيد في المخابرات ببنغازي الجمعة، ويضاف الاغتيال الجديد في مدينة بنغازي، أول أمس الجمعة، لما يقارب السبعين اغتيالًا في صفوف قيادات أمنية وسياسية في المدينة منذ نهاية الثورة، وبدأت سلسلة الاغتيالات بدأت في بنغازي منذ الثامن والعشرين يوليو ألفين وأحد عشر عند مقتل عبدالفتاح يونس، رئيس أركان الجيش الليبي سابقًا، الذي قاد الثورة بعد انشقاقه على القذافي، وتبعه بأشهر مقتل القاضي الليبي جمعة حسن الجازوي الذي أمر باعتقال اللواء عبدالفتاح يونس قبل مقتله، وطالت أهم الاغتيالات أيضًا عبدالسلام المسماري، أحد أهم المعارضين لنظام القذافي وأحد مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي، إضافة لمقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنس بعد الهجوم على السفارة الأميركية.الاغتيالات التي استهدفت خصوصًا قيادات عسكرية أغلبها كانت ضمن جيش القذافي، طالت أيضًا العميد محمد هدية الفيتوري آمر الذخيرة والتسليح بالجيش الليبي قبل اغتيال العميد جمعة الكاديكي في سبتمبر الماضي، وهو القيادي في جهاز الاستخبارات الليبية، وآخر الاغتيالات طالت أيضًا آمر قوات درع ليبيا في مدينة درنه العقيد عدنان النويصري، وتزامنت الاغتيالات مع تحول مدينة بنغازي في المقابل لبيئة حاضنة لعدد كبير من الجماعات المتطرفة، أهمها جماعات تابعة للقاعدة وأخرى لأنصار الشريعة، حيث كانت وسائل إعلام قد كشفت قبل أيام احتضان بنغازي لأكبر تجمع تسيقي لقيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعات أخرى مرتبطة بأنصار الشريعة في بلدان مغاربية.