وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين في براغ "تحذيرا شديدا" إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشأن احتمال استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه. وقالت كلينتون للصحافيين إن استخدام الأسلحة الكيميائية "خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة" مؤكدة أن بلادها "توجه تحذيرا شديدا جدا إلى نظام الأسد بأن سلوكه مشين، وأعماله ضد شعبه مفجعة". وأضافت كلينتون قائلة "لن أتحدث عن أي إجراءات محددة قد نتخذها في حال بروز إثباتات ذات مصداقية على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه، لكن يكفي القول إننا سنتحرك بالتأكيد في حال حدوث هذا الأمر". وتأتي تصريحات كلينتون وسط تحذيرات غربية تقودها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في أوروبا لنظام الأسد لثنيه على عدم استعمال الأسلحة الكيميائية، خصوصا في ظل تقارير أميركية تحدثت عن ما أسمته بنشاط مكثف وتحضيرات لاستعمال الأسلحة الكيميائية. وقال مسؤول أوروبي إن التحذيرات تم نقلها لنظام بشار الأسد بواسطة روسيا وعدد من حلفائه، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. وكانت تقارير أميركية قد تحدثت في اليومين الماضيين حول نشاط غير عادي لنظام الأسد استعدادا لاستعمال محتمل للأسلحة الكيميائية لضرب المعارضة المسلحة التي تقاتل للإطاحة بنظامه. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه التقارير جعلت المسؤولين الأميركيين وحلفاءهم يتحركون لتحضير خطة لتدخل محتمل لمنع الأسد من استعمال أسلحته الكيميائية، مضيفة أن وزارة الدفاع الأميركية ستستعين بقوة قوامها 75 ألف جندي لتنفيذ التدخل المحتمل. وهذه المرة الثانية التي تطلق فيها الدول الغربية تحذيرات شديدة اللهجة لنظام الأسد لمنعه من استعمال أسلحة كيميائية في النزاع المسلح مع المعارضة المسلحة، إذ سبق للرئيس باراك أوباما أن حذر الأسد في شهر أغسطس/آب الماضي من التفكير في استعمال الأسلحة الكيميائية، مشيرا إلى أن ذلك سيدفع بلاده إلى التفكير في تدخل عسكري مباشر في سورية.