بيروت - أ ش أ صدر كتاب جديد عن "دور روسيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .. من بطرس الأكبر حتى فلاديمير بوتين"، أعده المؤلف ناصر زيدان، ويتناول فيه الفترة الزمنية من بطرس الأكبر حتى فلاديمير بوتين وكلاهما له بصمات كبيرة على صفحة السياسة الروسية. وخاض في تفاصيل أحداث تلك الفترة، لمعرفة مدى التشابه والاختلاف بين أدوار روسيا بالشرق الأوسط، عبر المراحل المختلفة، ومعرفة أسباب الاهتمام الروسي بالشرق الأوسط وإشكالياته، وهل يعود إلى خلفية مصالح اقتصادية، أم جيوبوليتيكية، أم لأغراض دينية، أم لهذه الأسباب مجتمعة؟. ويهدف المؤلف إلى معرفة مدى التأثير الروسي في ملفات وأحداث الشرق الأوسط، وهل لروسيا تأثير فاعل في مجرى الأحداث، وما هي الأسس والقواعد الجديدة التي اعتمدتها موسكو في رسم سياستها الشرق أوسطية، ووفق أي اعتبارات. وتأتي أهمية هذا الكتاب لكون مؤلفه قد ضم فيه خلاصة أبحاث واسعة شملت حقبة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثمائة عام، لم تعالج موضوعاته قبل اليوم خصوصا أن التواصل والترابط بين روسيا والشرق الأوسط بكل مكوناته لم تنقطع طيلة تلك الفترة، والتى تمتد من المغرب العربى حتى شرق سيبريا. تكاد أن تختصر تاريخ العلاقات بين الدول لاسيما العظمى منها، وكانت مسرحا لأهم الأحداث عبر ثلاثة قرون وعلى وجه التحديد بدايات الاستعمار وحروب الإمبراطوريات الواسعة، وثورة ِأكتوبرالبلشفية عام 1917 والحربين العالميتن، وانفراط عقد الاتحاد السوفيتى وصولا إلى نسق الإحادية القطبية، والفوضى الدولية التى لن تستمر. ويعطى الكتاب الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، صورة واضحة عن مسار السياسة الدولية، وتُعالج خلفيات مواقف موسكو من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والاطلاع عليها ضرورة لكل متابع ومثقف وباحث، لتكوين صورة واضحة وشاملة عن خلفيات المواقف الروسية، في الحقبات الثلاث: القيصرية والسوفياتية والاتحادية في يومنا هذا.