الخرطوم - "الخليج": عقد رئيس كينيا أوهور كينياتا ورئيس وزراء إثيوبيا هيليماريام ديسيلين اجتماعاً مغلقاً مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ضمن مساع حميدة يقوم بها الرجلان تضاف إلى جهود أمريكية وأوروبية وصينية لوقف النزاع . وفيما استمرت المعارك في المناطق النفطية، أظهرت صور من بور مشاهد جثث في الشوارع وخراب واسع، وطالبت الأممالمتحدة بمزيد من الأموال لمواجهة أعباء اللاجئين . وتوجه كينياتا وديسيلين، أمس الخميس، إلى جوبا في وساطة جديدة بين سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار . وقال وزير الخارجية الإثيوبي إن تقدماً كبيراً أحرز خلال هذه الزيارة التي ستعقبها اليوم الجمعة في نيروبي قمة "الايقاد" التي سبق أن سعت للتوصل إلى اتفاق سلام بين التمرد الجنوبيوالخرطوم أنهى في 2005 حرباً أهلية بين الشمال والجنوب وأفسح المجال لاستقلال جوبا في تموز/يوليو 2011 . وتوقع المسؤول بالخارجية الكينية كارانجا كيبيشو حضور سلفاكير القمة اليوم . وأصدر الاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيقاد" بياناً مشتركاً للحث على الحوار ووضع حد للصراع . وقالت المنظمتان إنهما يشعران بقلق عميق إزاء التقارير الخاصة بتعبئة المليشيات القبلية بجنوب السودان، والتي تهدد بمزيد من تصعيد النزاع وتحويله إلى عنف عرقي استثنائي مدمر يعرض وجود جنوب السودان للخطر . وبينما قرر الاتحاد الأوروبي إيفاد موفد خاص ينضم إلى موفد أمريكي، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس الخميس أن الصين تستعد لإرسال موفد دبلوماسي إلى جنوب السودان . وأفادت الوزارة في بيان نقلاً عن وزير الخارجية وانغ يي، أن موفداً خاصاً للشؤون الإفريقية سيتوجه "قريباً" إلى جنوب السودان للاتصال بمختلف الاطراف والمساعدة على التفاوض . ولا يزال الصراع دائراً في حقول النفط الواقعة شمالي البلاد، حيث نجحت القوات الحكومية في استعادة سيطرتها على بعض المدن، بينما وردت تقارير تشير إلى أن جثث القتلى لا تزال ملقاة في شوارع مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي فيما تعرضت المتاجر للسرقة والمنازل للتدمير بما فيها مكتب حاكم الولاية . وخلف العنف، الذي شارف الأسبوع الثاني، بضعة آلاف من القتلى . وتطاول المعارك نصف الولايات العشر للدولة الوليدة التي نالت استقلالها العام ،2011 أي جونقلي والوحدة ووسط الاستوائية وأعالي النيل وشرق الاستوائية . وطلبت الأممالمتحدة أموالاً لمواجهة الوضع الإنساني الملح في جنوب السودان، حيث فر عشرات آلاف المدنيين من المعارك وأعمال العنف الإثنية في الأيام الأخيرة . ولفت منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر، إلى أن 90 ألف شخص على الأقل نزحوا منذ عشرة أيام بينهم 58 ألفاً لجأوا إلى قواعد الأممالمتحدة في البلاد . وأعلنت الأممالمتحدة، أن الوكالات الإنسانية تحتاج إلى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان حتى مارس المقبل .