خرقت اشتباكات عنيفة اندلعت، أمس، الهدنة التي تم التوصل إليها، أمس، بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معضمية الشام قرب دمشق، وفي شمال البلاد، واصل الطيران الحربي والمروحي السوري قصف مدينة حلب وريفها لليوم ال12 على التوالي، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 135 شخصاً قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد، أول من أمس، بينما حذرت منظمة غير حكومية فرنسية من «المخاطر المتعددة»، التي قد تسببها عملية تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، على متن سفينة شحن في عرض البحر، مؤكدة أنه لم يسبق أن تم القيام بمثل هذا العمل في السابق. وتفصيلاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ب«اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في شرق وشمال مدينة معضمية الشام». يأتي ذلك غداة التوصل إلى اتفاق بين النظام ومقاتلي المعارضة في المعضمية دخل حيز التنفيذ، أول من أمس، ونص على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المدينة لمدة 72 ساعة، مقابل وقف القتال وإدخال مواد غذائية إلى المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام، والتي تعاني نقصاً فادحاً في المواد الغذائية والطبية. واتهم ناشط إعلامي يقدم نفسه باسم (أحمد)، في المعضمية قوات النظام بخرق الهدنة. وقال لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت «لقد فتحوا النار بالرشاشات الثقيلة، بينما كنا ملتزمين بالهدنة، ومن دون سبب»، مضيفا أن معارك اندلعت بعد ذلك. لمشاهدة مخطط يوضح عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية في البحر، يرجى الضغط على هذا الرابط. اجتماع مغلق لبحث نقل «الكيماوي» أعلن مدير دائرة الأمن ونزع السلاح في الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف، أن اجتماعاً مغلقاً سيعقد، اليوم، بين بلاده والصين والولايات المتحدة ومنظمة حظر الكيماوي، لمناقشة ملفات فنية تتعلق بنقل السلاح الكيماوي إلى خارج الأراضي السورية كي لا تكون هناك فوضى. ونقل موقع «العربية نت» عن وكالة «انترفاكس» قول اوليانوف إن موسكو وبكين مستعدتان لتأمين عملية تحميل المواد الكيماوية في السفن، وأكد أن مسألة إرسال بعثة أمنية نوقشت مع سورية. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن «حشود عسكرية ضخمة لقوات النظام باتجاه مدينة المعضمية»، مشيرة إلى أن «الجيش الحر يحاول الاشتباك معها في خان الشيخ، للتخفيف عن المعضمية». وقال المرصد السوري إن امرأة وأربعة أطفال من عائلة واحدة، قتلوا «نتيجة قصف جوي بالبراميل المتفجرة، على مناطق في خان الشيخ». وكان بالإمكان، أمس، مشاهدة العلم السوري مرفوعا فوق خزانات المياه بالمعضمية، بحسب ناشطين، إلا أن المساعدات الموعودة لم تدخل. وقال (أحمد)، «لاتزال الاعلام مرفوعة، لكن لم يصل أي تموين». وينص الاتفاق على استمرار وقف النار، حتى بعد انتهاء ال72 ساعة، وعلى عدم دخول الجيش المدينة، بحسب ما ذكر مسؤولون في المجلس المحلي للمعضمية المعارض. وأكد مصدر مقرب من النظام حصول الاتفاق، مشيرا من جهته إلى أنه يشمل تسليم الأسلحة الثقيلة، الموجودة مع المعارضة المسلحة في المدينة. ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «استخدام النظام سياسة التجويع الممنهج، كوسيلة حرب ضد أبناء الشعب السوري»، لاسيما في المعضمية. وأضاف أن «النظام المجرم أجبر أهالي المعضمية على رفع العلم، الذي يتخذه شعارا، في أعلى نقطة بمدينتهم، مقابل إدخال قوافل إغاثة إنسانية تقيهم الموت جوعا وبردا، وهو ما يمثل أشد وسائل أنظمة الاستبداد انحطاطا». وأجلي قبل أكثر من شهرين آلاف المدنيين من المعضمية، بموجب اتفاق غير معلن بين قوات النظام والمعارضين على الأرض في المدينة. وفي حلب، أفاد المرصد بقصف بالبراميل المتفجرة، على حي مساكن هنانو شرق المدينة. كما قتل طفل وامرأة، جراء غارة للطيران الحربي على مناطق في بلدة دارة عزة بريف دمشق. وقال ناشط في بلدة مارع بريف حلب، لوكالة فرانس برس «عندما يبدأ القصف، تشعر بأنك ستموت في أي لحظة، النظام ينظر إلينا جميعا على أننا إرهابيون، سواء كنا مدنيين أم لا، رجالا أم نساء أم أطفالا، كل من يعيش في منطقة محررة هو إرهابي بالنسبة له». سياسياً، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أمس، إن إيران لا تصر على حضور مؤتمر «جنيف 2» حول سورية، في يناير المقبل، إذا كان بإمكان المشاركين فيه حل الأزمة السورية، فيما أعلنت الخارجية الفرنسية أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سورية، لا تنسحب على الاتفاقيات بين موسكوودمشق. من ناحية أخرى، قالت منظمة «روبين دي بوا» المتخصصة بمراقبة السفن في المياه الدولية والمشكلات البيئية التي قد تنشأ عن تفكيكها في بيان، إن سفينة الشحن «إم في كيب راي»، التي هي بطول 200 متر، والتي ستنقل الأسلحة لتدميرها في البحر «مصممة أساساً لحمل المقطورات ومعدات النقل»، وهذا النوع من السفن «هش جداً». وأضافت أنه مع عدم وجود حواجز عرضية لمنع انتشار النيران أو المياه، وبسبب وجود هيكل واحد، فإن هذه السفن «يمكنها أن تغرق في دقائق وبسرعة مع حمولتها». وأوضح البيان أن «عملية التطوير الجارية منذ الأسابيع القليلة الماضية على السفينة، لا يمكنها أن تضمن بقاءها صامدة بما يكفي في حال حدوث ضرر»، مشيرة إلى أن عمر السفينة هو 36 عاماً، وأنه في المتوسط غالباً ما يتم تفكيك السفن بعد 30 عاماً.