في كنف الكثبان الرملية المترامية الأطراف، يتجدد لقاء العائلات والزوار في مهرجان عوافي الذي يثبت تألقه سنوياً على الرمال الذهبية، كاشفاً المزيد من ملامح الجمال ومعالم رأس الخيمة السياحية، لتكون منطقة عوافي ساحرة بجدارة، برونقها الخاص الذي يؤهلها للمنافسة في سباق الجمال السياحي، بعد أن أصبحت أخيراً دائبة الحركة نظراً لموقعها الجغرافي ومناخها المعتدل والبارد شتاءً. فعاليات دسمة شهدت عوافي إقبالاً منقطع النظير نسبة إلى ما تحتضنها من فعاليات ترفيهية دسمة استقطبت العائلات والأسر من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، إذ مزجت ضمن برامجها بين ألعاب الأطفال والأجنحة التراثية المتنوعة، لتكون بذلك وجهة مثالية تتسابق نحوها العائلات مع أطفالها، بل ساهم حسن التنظيم في صنع حضور جماهيري حاشد، خاصة بعد تكلله بالنجاح والتألق على مدى السنوات الماضية. تضم عوافي كتلاً وكثباناً رملية مهدت الطريق أمام الزوار لخوض تجربة متعة القيادة بالسيارات والدراجات النارية، ويمكن للزوار استئجار الدراجات النارية عبر منافذ عدة مخصصة لهذا الغرض، لاسيما وأن رمال عوافي الذهبية الناعمة، تستفز حتماً معظم السياح والزوار كي يخوضوا هذه التجربة الاستثنائية، ولعل هذه الميزة دفعت الشباب كذلك إلى ارتياد المنطقة لخوض تجربة القيادة لتشكل الدراجات النارية لوحة رائعة بألوانها وأحجامها المختلفة. انسجمت الفعاليات التراثية مع الطبيعة الجغرافية الهادئة والسكينة التي تنعم بها عوافي، إذ توفرت فرص استثنائية أمام الزوار كي يتناولوا مذاق الطعام الإماراتي الشهي بأصنافه المختلفة، ويرتشفون من القهوة العربية مع التمر عبر بساط ممتد على الأرض في الهواء الطلق يجلس عليه بعض الرجال من إمارة رأس الخيمة، مرحبين بالضيوف والزوار حسب العادات والتقاليد الإماراتية الحريصة على إكرام الضيف، كذلك للتعريف بما تضمه الإمارة من معالم سياحية بشكل عام والفعاليات التي يتضمنها المهرجان بصفة خاصة. لم تكن الأكلات الشعبية بمفردها الركن التراثي الوحيد الذي لمع بريقه في المهرجان، بل ثمة أهازيج ورقصات شعبية بانتظار الجميع صدحت بها الفرق الشعبية المشاركة على مدار أيام المهرجان، لكن المفاجآت كانت مستمرة لتكون الألعاب الشعبية واحدة من أهم الساحات التي عج بها الأطفال، إلى جانب ساحات رملية كانت بمثابة معاهد للأطفال نظراً لما تمنحهم من فرص لركوب الخيول السوداء والبيضاء. تضمن مهرجان عوافي العديد من البوابات، كُتب على بعضها «التراث البدوي»، وبوابة أخرى بعنوان «التراث الجبلي»، إلى جانب التراث البحري والزراعي، ليسهل على الزوار التوجه إلى الفعاليات والبرامج التراثية التي تتضمنها كل منطقة على حدة، ما يؤكد أن مهرجان عوافي كان منصة مهمة لتعريف النشء بالتراث والماضي لدولة الإمارات، مؤدياً دوره التعليمي والتثقيفي الذي يهدف إلى تعزيز دور التراث في مختلف المحافل والمهرجانات، فضلاً عن محاضرات التوعية التي حرص على إقامتها المنظمون في مهرجان عوافي ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة.