أكد الشيخ صالح بن محمد الجبري خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة في خطبة الجمعة يوم أمس أن إجابة الأم أو الأب أولى من صلاة التطوع، وقال إذا نادتك أمك وأنت تصلي نافلة أقطعها ولب النداء، ويجيبها وان كانت صلاة فريضة خففها، وأشار الى قصة جريج قائلا انها مليئة بالعبر والعظات تبين خطورة عقوق الوالدين وتركِ الاستجابة لأمرهما، وأنه سبب لحلول المصائب على الإنسان، وأن كل هذه المحن والابتلاءات التي تعرض لها ذلك العبد الصالح، كانت بسبب عدم استجابته لنداء أمه. وحذر من دعاء الأم قائلا ان دعاء الأم مستجاب ولو كان بالضرر للابن، ولو كان الابن معذورا، فليحذر أولئك الذين يسيئون للأم بالقول والمعاملة، ولا يحسنون صحبتها وبرها. وقال ان قصة جريج تؤكد على ضرورة الصلة بالله ومعرفته في زمن الرخاء، لينجيه الله به في زمن الشدائد والأزمات، كما أنجى جريجا وبرأه من التهمة بسبب صلاحه وتقاه كما أن هذه القصة تبين وقع المصيبة، وعظم الفاجعة عند الناس، عندما يفقدون ثقتهم فيمن اعتبروه محلًا للأسوة والقدوة، وعنوانًا للصلاح والاستقامة، وقال ان القصة فيها أكثر من دلالة ومن هذه الدلائل أنها تصف بني إسرائيل بفساد القلوب وخراب الذمم، وقصة جريج تكشف عن جزء من مخططاتهم في استخدامهم لسلاح المرأة والشهوة، لشغل الأمة وتضييع شبابها، ووأد روح الغيرة والتدين، وهو مخطط قديم وإن تنوعت وسائل الفتنة والإغراء، وقد قال صلى الله عليه وسلم «فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»، وانظر كيف كان مجرد النظر إلى وجوه الفاجرات والعاهرات يؤذي قلوب الأولياء والصالحين، ويعتبرونه نوعا من البلاء والعقوبة، فكان أقصى ما تدعو به المرأة على ولدها أن يرى وجوه المومسات كما فعلت أم جريج، وقارنه بحال البعض في هذا العصر الذي انفتح الناس فيه على العالم عبر وسائل الاتصال الحديثة، فأصبحوا بمحض اختيارهم وطوع إرادتهم يتمتعون بالنظر الحرام، لا إلى وجوه المومسات فقط، بل إلى ما هو أعظم من ذلك!!، ولا شك أن ذلك من العقوبات العامة التي تستوجب من المسلم أن يكون أشد حذرا على نفسه من الوقوع في فتنة النظر، فضلا عن ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله.