تجبر طفرة الغاز الصخري الأميركية، منتجي البتروكيماويات الأوروبيين على التحول من إنتاج المواد البتروكيماوية منخفضة الربح إلى منتجات تخصصية عالية الربح. ويخشى مصنعو البتروكيماويات الأوروبيون من أزمة صعبة تحشرهم بين منتجي الشرق الأوسط منخفضي التكلفة وصناعة كيماويات ناهضة بالولاياتالمتحدة التي هبطت بها أسعار الخامات المغذية والطاقة عقب اكتشافات الغاز الصخري. وبعد عقد من شبه انعدام توسعات البتروكيماويات بالولاياتالمتحدة شجع الغاز الصخري شركات من أمثال داو كيميكال وليوندلباسل وشيفرون فيليبس واكسون موبل كيميكال على استثمار مليارات الدولارات في زيادة سعة تصنيع الايثلين على ساحل الخليج الأميركي. ومن المنتظر أن تصل إمدادات أميركية جديدة من البتروكيماويات أهمها مشتقات الايثلين مثل البوليثلين وكلوريد البوليفنيل (بي في سي) إلى أسواق التصدير العالمية في السنوات المقبلة. يأتي هذا في وقت ينتظر لشركات الكيماويات بالشرق الأوسط التي طالما كان لديها ميزة توفر الخامات اللازمة والطاقة منخفضة التكلفة مقارنة بأوروبا أن تواجه صعوبة في التصدير إلى الولاياتالمتحدة الأكثر تنافسية وأن تبحث بدلاً من ذلك عن عملاء أوروبيين. منعت المخاوف البيئية وكثافة التلوث المتزايدة أوروبا من تطوير احتياطياتها من الغاز الصخري الأمر الذي ينذر بفقدان قدرة منتجي الكيماويات الأوروبيين على المنافسة في الأجل القريب. يذكر أن أسعار الغاز الطبيعي بالولاياتالمتحدة تبلغ حوالى ثلث سعره في أوروبا. في أوروبا تميل شركات البتروكيماويات إلى تشغيل مصانع النافتا عالية التكلفة المشتقة من النفط الخام. ورغم اعتقاد بعض الاقتصاديين بأن فوارق السعر بين النفط والغاز الطبيعي ستضيق مستقبلاً إلا أن الشركات الأميركية في الوقت الحالي تستفيد كثيراً من هذه الفوارق. وقالت مؤسسة برنستاين البحثية إن كلاً من أسعار النفط المرتفعة والغاز الرخيص عملا على زيادة أرباح شركات الكيماويات الأميركية التي تستخدم مصانع الايثين بمقدار 6 مليارات دولار أو نحو 14% من إجمالي أرباح هذه الصناعة في الولاياتالمتحدة في عام 2011. ... المزيد