GMT 0:04 2013 الأحد 29 ديسمبر GMT 1:30 2013 الأحد 29 ديسمبر :آخر تحديث محمد خروب السجال وحملة الاتهامات والتخوين التي تلت حادث اغتيال الوزير السابق والمستشار المقرب من الحريري الابن, كما الاب الذي استقدمه من البنك الدولي حيث عمل لعقدين كي يكون مستشاره المالي وقريبا من دائرته السياسية ولاعباً على الساحة السُّنية الطرابلسية (كونه من عاصمة الشمال اللبناني) الى ان آلت الامور الى وريثه سعد الدين فاستبقاه الى جانبه بعد ان كان فؤاد السنيورة قد سلّمه وزارة المالية, اثر رفض معظم الافرقاء بقاء حقيبة المالية في يده كما رغب وتمنى. نقول: السجال الذي اندلع, فيما المغدور لم يكن قد بردت جثته, يؤشر الى ان لبنان ما كان اصلاً في حاجة الى حادث بشع ومدان وإرهابي كهذا الذي استهدف شخصية من قوى 14 اذار شاء سوء حظه ان يكون «موكبه» هو الذي مرّ في تلك اللحظة التي قرر القتلة تفجير السيارة المركونة في احد شوارع المنطقة المعروفة ب»ستاركو» القريبة من وسط المدينة, حيث استغلّ فريق 14 اذار المكان لربطه مع منطقة السان جورج (القريبة جداً من ستاركو) كي يستعيدوا التفجير الذي اودى بحياة رفيق الحريري في 14 شباط من العام 2005. لم يعرف أحد بعد من الذي نفذ هذه الجريمة ولا قيمة للبيانات التي صدرت وخصوصاً ذلك الذي تحدث عن مسؤولية تنظيم فتح الاسلام, فالوزير السابق محمد شطح لم يكن رجل ميليشيا ولا أمير حرب, بل ثمة من يصفه بأنه معتدل ورجل حوار وغيرها من الاوصاف التي تُخلع على «الراحلين» في إهمال واضح للدور الاستشاري لزعيم تيار المستقبل سعدالدين الحريري والاقرب الى اذنه في الشأن المذهبي وهو الذي غرّد صبيحة يوم استهدافه ضد الخصم الابرز لتيار المستقبل الذي يسعى لاحتكار النطق باسم الطائفة السّنية واصفا ما يقوم به حزب الله بأنه ضغط وتهويل بهدف استعادة الدور الذي قام به السوريون قبل العام 2005 (عام مصرع رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان في 26 نيسان من العام ذاته). نحن إذاً أمام رياح جديدة وفرتها جريمة اغتيال شطح, يريد فريق 14 اذار توجيهها نحو سفينته علّه يستطيع فرض قواعد لعب جديدة في الاشهر الثلاثة الحاسمة المقبلة التي يستعد لبنان لدفع استحقاقاتها إن لجهة تشكيل حكومة جديدة بعد تسعة اشهر من تكليف تمام سلاّم (المحسوب على فريق 14 اذار اصلاً) تشكيل حكومة لم ينجح في تفصيلها على قياس فريقه (حتى الان) فضلاً عن حكاية «الفراغ» التي يهّول بها فريق 14 اذار ورئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يبدو أنه على وشك فقدان آخر ما في جعبته بعد ان سدّت امامه (أو قل سدّها بنفسه) السُبل للتمديد أو التجديد, بعد ان تنتهي ولايته اخر ليل 24 ايار المقبل. الصراع سياسي بامتياز ولا يعدو اغتيال شطح المفجع, سوى استثمار للدم الذي اهرق وللدمار الذي عمّ منطقة ستاركو كون الجريمة/ التفجير تضاف الى سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي طالت معظم مدن لبنان بدءاً ببيروت وضاحيتها الجنوبية وخصوصا السفارة الايرانية واغتيال رجل حزب الله حسان اللقيس, ومرورا بطرابلس وتفجير المسجدين ناهيك عن تفجيرات صيدا واستهداف حواجز الجيش اللبناني من خلال الانتحاريين (لأول مرة). لن يغيّر السجال الدائر بضراوة هذه الايام شيئاً, في موازين القوى أو في «قوة» الاوراق التي يتوفر عليها أي طرف من الفريقين, وإن كان الذي سيرتفع هو منسوب الشحن الطائفي والمذهبي والاحتمالات المفتوحة لخروج المسألة عن سيطرة الرؤوس الحامية, فالعيون بعد ان يوارى جثمان شطح الثرى, ستشخص من جديد نحو «الفراغ» المضخّم الذي يتحدثون عنه وعمّا إذا كان ميشال سليمان سيُنهي عهده (الخالي من الانجازات بالمناسبة) بإشعال فتنة في البلاد المفخخة والمحتقنة, عبر توقيعه على حكومة سلام مُستفِزة وغير مقبولة من فريق 8 آذار ناهيك عن الصراع المحتدم بين الاقطاب الموارنة في السباق نحو قصر بعبدا, بل ان سمير جعجع «يتاجر» بحادث اغتيال محمد شطح كي يرفع من أسهمه للوصول الى منصب الرئاسة الذي يعلم انه صعب عليه إن لم يكن مستحيلاً.