بيروت (الاتحاد) - يجتمع الكثير من الأصحاب والأهل في سهرات الشتاء ضمن حلقات إذا وجدت ثمرة الكستناء، التي تغزو الأسواق في موسم الشتاء. وتعيش الكستناء بصورة طبيعية في المناطق الجبلية متوسطة الارتفاعات وتتحمّل أشعة الشمس، وتعتبر من الأشجار النافرة من الكلس الفعال إذ لا تناسبها الأتربة الغنية بكربونات الكالسيوم والتي تقترب فيها نسبة الكلس الفعال من 2 إلى 3%. وتعتبر شجرة الكستناء بالإضافة لكونها شجرة مثمرة شجرة خشبية إنتاجية. خشبها يشبه خشب البلوط غير أنه يختلف عنه بكون الأشعة الخشبية عند الكستناء تكون رفيعة جدا بدلا من أن تكون سميكة. ويصلح خشب الكستناء لصنع الركائز وألواح البراميل الخشبية وألواح الخشب المضغوط. وتثمر شجرة الكستناء بصورة منتظمة في كل سنة اعتباراً من عمر 25 سنة إذا كانت الأشجار منفردة وابتداء من 40 سنة إذا كانت الأشجار بشكل مجموعة كثيفة. وأبوفروة أو الكستناء أو الكستنة تعرف في بلاد المغرب العربي بالقسطل أو القسطلة الشاه بلوط، وكانت ثمار الكستناء تؤكل أحياناً كحلوى بعد أن تغمر في ماء الورد إلا أن طريقة أكلها العامة أو المشهورة هي بالشوي وكانت تقدم مشوية حتى على ولائم الملوك. ويقال إنه في القرن الثامن عشر، ظهرت الكستناء المثلجة كحلوى وسرعان ما عم انتشارها ووجدها الناس مستساغة فأخذت مكانتها على أفخم الموائد. كانت الكستناء حتى بضعة قرون خلت ليس غير الغذاء الرئيسي لأكثر بلاد الدنيا القديمة منذ أيام الإغريق والرومان وحتى اكتشاف البطاطس واحتلالها المكان الذي كانت الكستناء تتمتع به. تستعمل ثمارها في التغذية وهي لا تقل أهمية من حيث القيمة الغذائية عن القمح والذرة. في الشتاء، تُشوى ثمار الكستناء على الجمر أو داخل الفرن حتى تنضج، ومن ثم يتم تقشير غلافها وتؤكل ساخنة. وتعتبر أوروبا الجنوبية وشمال إفريقيا الموطن الأصلي لشجرة الكستناء وهي تصادف من البرتغال إلى القوقاز، غير أنه من الصعب تحديد المناطق التي توجد فيها هذه الشجرة في الحالة الطبيعية تماما إذ إن الإنسان قد ساعد على انتشارها في مناطق عديدة نظراً لفائدتها، وقد تكيفت في هذه المناطق. وتقول أخصائية التغذية إيمان عواضة "تختلف الكستناء عن باقي المكسرات بنسبة مرتفعة من النشويات. كما تؤمن نسبة من الفيتامينات A و B و C، والكالسيوم، كما تحتوي على كمية من الدهون، البروتين والنشويات. بالإضافة إلى كل هذه الفوائد تحتوي على كمية قليلة من الوحدات الحرارية والدهون، مقارنة بأنواع المكسرات المتبقية. فمثلاً يؤمن كل 100 جرام من الجوز 691 وحدة حرارية، و75 جرام من الدهون بمقابل 170 وحدة حرارية، وجرامين من الدهون لكل 100 جرام من الكستناء". وتتابع "تعتبر الكستناء مصدراً مهماً للألياف إذ يؤمن كل 100 جرام من الكستناء من 6 إلى 8 ملجرام من الألياف. ومن الجيد أن الكستناء خالية من الكولستيرول، فمن الممكن تناول وجبة خفيفة صحية وإضافة القليل من الكستناء مع المكسرات النيئة". وتلفت عواضة إلى أن ثمرة الكستناء تحتوي على نسب جيدة من المعادن كالصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكبريت والكلور والنحاس والزنك والحديد والفسفور. ذكرت دراسات أن الكستناء النيئة تساعد على خفض الكولسترول الضار في الدم وتحمي من أمراض القلب، كما أنّها تقوّي جهاز الجسم المناعي وتمنع الإصابة بنزلات البرد بفضل كمية "الفيتامين سي" العالية التي تحتويها، وهي تساعد على تنشيط الجسم وتهدئة الأعصاب بسبب كمية الفيتامينات والمعادن العالية المتوافرة فيها. والجدير بالذكر، أنّه يمكن استخدام قشور حبة الكستناء لخفض الحرارة المرتفعة من خلال وضعها على الرأس، كما أنّ قشور الكستناء توضع على الجروح لأنّها تسهم في التئامها بشكل أفضل، ويمكن وضعها أيضاً على المفاصل الملتهبة لأنّها تخفف من الالتهاب بشكل كبير. غذاء مكمل ذكر في الطب العربي أن الكستناء أو شاه بلوط هو القسطل يقطع القيء والغثيان، وينفع الأمعاء ويقوي المعدة ويدر البول، وإذا أكثر من أكله أخرج الدود وحب القرع ومضرته يولد الريح والنفخ. ويعتبر الكستناء غذاء مكملاً ولذا فهي توصف للأطفال وهزيلي الأجسام بالإضافة إلى أغذيتهم الأخرى، كما تعطى للنباتيين للتقليل من تأثير الأطعمة الخضراء في أجسامهم وتوصف خصيصاً للمصابين بالتهاب الكلى بما تقدمه لهم من بوتاسيوم يساعدهم على طرد الفائض من الصوديوم الضار بالكليتين وذلك عن طريق البول".