رام الله: نصبت حلقات الدبكة والرقص في الساحة الرئيسية لمقر الرئيس محمود عباس مساء الاثنين قبل ساعات من موعد اطلاق سراح دفعة جديدة من المعتقلين الفلسطينيين لدى اسرائيل، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وبدأت اعداد كبيرة من الفلسطينيين بالتوافد الى مقر الرئيس عباس، حيث سيتم استقبال دفعة جديدة من المعتقلين القدامى لدى اسرائيل. واطلقت حافلات ومركبات ابواقها، فيما اطلقت العاب نارية في الهواء، وحمل عشرات الفلسطينيين الاعلام الفلسطينية. وتحسبًا لهطول الامطار، فتحت الرئاسة الفلسطينيةابواب قاعة ضخمة لاهالي المعتقلين، خاصة الكبار في السن، حيث تواصلت حفلات الرقص والغناء داخل القاعة، فيما حمل اهالي المعتقلين صور ابنائهم. ويتجمع المئات من الفلسطينيين على معبر ايرز المؤدي الى غزة، في انتظار ثلاثة معتقلين من القطاع سيطلق سراحهم ضمن الدفعة نفسها. وستفرج اسرائيل منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء عن 26 اسيرًا فلسطينيًا تعتقلهم قبل توقيع اتفاقية السلام عام 1993، وذلك ضمن تفاهمات ساهمت في العودة الى المفاوضات مع اسرائيل. وهذه هي الدفعة الثالثة من الاسرى، حيث اطلقت اسرائيل سراح 52 اسيرًا على دفعتين خلال الشهور القليلة الماضية. ورفضت المحكمة العليا الاسرائيلية طعنا ضد قرار اطلاق هذه الدفعة الثالثة قدمته عائلات ضحايا اسرائيليين لهجمات نفذها هؤلاء المعتقلون الفلسطينيون، على ما اعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية. واعتبرت المحكمة العليا انها لا تستطيع التدخل في قرار الحكومة السياسي بالافراج عن هؤلاء المعتقلين، بحسب الاذاعة. وكانت اسرائيل اعلنت انها ستفرج عن 26 معتقلا فلسطينيا ليل الاثنين الثلاثاء بعد رفض المحكمة العليا طعنًا ضد هذا القرار قدمته عائلات ضحايا اسرائيليين لهجمات نفذها هؤلاء المعتقلون الفلسطينيون، على ما اعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية. واعتبرت المحكمة العليا انها لا تستطيع التدخل في قرار الحكومة السياسي بالافراج عن هؤلاء المعتقلين، بحسب الاذاعة. ياتي هذا الافراج نتيجة التزام اتخذته اسرائيل في اواخر تموز/يوليو امام الولاياتالمتحدةوالفلسطينيين من اجل انعاش مفاوضات السلام. ويصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس الى الشرق الاوسط في عاشر زيارة له الى المنطقة منذ اذار/مارس 2013 في مسعى إلى دفع المفاوضات. وبرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هذه الافراجات بالقول ان "القيادة السياسية تحاكم على اساس قدرتها على اتخاذ قرارات صعبة" بحسب اقوال بثتها الاذاعة العامة. وتابع ان "المفاوضات (مع الفلسطينيين) تخدم مصالح اسرائيل الاستراتيجية". وسيتم الافراج عن المعتقلين الذين ينتظرهم ذووهم واقاربهم بفارغ الصبر من سجن عوفر العسكري بالقرب من القدس قبل نقلهم الى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله حيث سيستقبلهم الرئيس محمود عباس. وسينقل 18 من هؤلاء الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو (1993) وجميعهم تقريبا محكومون بالسجن مدى الحياة لقتل مدنيين وجنود اسرائيليين الى الضفة الغربية وثلاثة الى غزة وخمسة الى القدس الشرقية. وقالت الحكومة الاسرائيلية في بيان مساء السبت ان "كل المعتقلين الذين يتم الافراج عنهم ارتكبوا اعمالًا قبل اتفاقات اوسلو (1993) وامضوا في السجن بين 19 و28 عامًا"، محذرًا من ان "كل الذين يستأنفون نشاطاتهم العدائية" سيتم توقيفهم وسيمضون كل مدة العقوبات الصادرة بحقهم. واثار اطلاق سراح معتقلين من القدس الشرقية جدلًا، اذ اشارت عائلات ضحايا اسرائيليين الى ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تراجع عن وعده بعدم اطلاق سراح اسرى يحملون بطاقة اقامة في القدس تسمح لهم خصوصا بالحصول على الخدمات الاجتماعية الاسرائيلية. غير ان المحكمة العليا رفضت طعنا مقدما حول هذه المسألة بحسب الاذاعة. واجازت الشرطة الاسرائيلية لحوالى 150 متظاهرا تنفيذ مسيرة من مقر رئيس الوزراء الى حائط المبكى في القدس القديمة، حيث يقيم احد المعتقلين الذين سيفرج عنهم. ولتجنب الحوادث اجيز ل15 متظاهرا فحسب الاقتراب من منزل المعتقل المذكور. وهذه المرحلة الثالثة من الافراج عن معتقلين فلسطينيين التي تندرج في اطار الالتزامات التي قطعتها اسرائيل في اواخر تموز/يوليو، بعد مرحلتي 13 اب/اغسطس و30 تشرين الاول/اكتوبر. والاتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين قضى باطلاق سراح جميع الاسرى الذين تعتقلهم اسرائيل منذ ما قبل توقيع اتفاقية اوسلو بين الحكومة الاسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، والبالغ عددهم 104 معتقلين. ومقابل التزام اسرائيل باطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، تلتزم السلطة الفلسطينية بعدم التوجه للانضمام الى اي منظمة دولية في الاممالمتحدة خاصة بعد قبول فلسطين في الاممالمتحدة بصفة دولة غير كاملة العضوية. ولم تتضمن الدفعات الثلاث ايا من المعتقلين الفلسطينيين من داخل الخط الاخضر البالغ عددهم 14 معتقلا، وهو الامر الذي دفع مسؤولين فلسطينيين الى الاعتقاد بان اسرائيل ابقتهم للدفعة الاخيرة لمساومة الجانب الاميركي على الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد المحتجز لدى الولاياتالمتحدة. وقال رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس لوكالة فرانس "ان التقديرات تشير الى ان اشكالية ستواجه اطلاق الدفعة الرابعة والاخيرة". واضاف "اسرائيل من اليوم الاول كانت اعلنت بان اطلاق سراح الاسرى من الضفة الغربيةوغزة سيتم بناء على قرار يصدر من لجنة وزارية خاصة، لكن الدفعة الرابعة ستخضع لقرار صادر من الحكومة الاسرائيلية برمتها". وهناك حوالى 5000 معتقل فلسطيني في اسرائيل.