الناصرة 'القدس العربي' من زهير أندراوس: قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ومستشار رئيس الوزراء للأمن القومي البروفيسور عوزي أراد إن من يعتقد أنه يمكن تحقيق قوة ردع أمام العمليات ضد إسرائيل، أو إيجاد حل لإطلاق الصورايخ، فهو لا يعلم عما يتحدث عنه، على حد تعبيره. وأضاف أراد خلال محاضرة له في مركز الدراسات والأمن القومي في جامعة حيفا إنه يمكن الحديث عن قوة ردع فعالة فقط مع الدول النووية، أما في حالة المواجهات التقليدية لا يمكن الحديث عن قوة ردع، ومن يعتقد أنه بالإمكان تحقيق قوة ردع أمام العمليات ضد إسرائيل، أو إيجاد حل لإطلاق الصورايخ، فهو لا يعلم عما يتحدث عنه، على حد قوله. وتابع البروفيسور الإسرائيلي قائلاً، كما أفاد موقع صحيفة 'معاريف' على الإنترنت أمس إن قيام إسرائيل بنشر الجنود الاحتياط بالقرب من حدود غزة أثناء العملية العسكرية الأخيرة، المسماة (عامود السحاب)، لم تكن سوى خطوة تهديديه تضر بمصداقية إسرائيل، ولا تمس سوى بقدراتها على الردع، على حد قوله.. وحول الطرف الرابح من العملية العسكرية على قطاع غزة قال أراد إنه من الصعب تحديد الطرف الرابح من الطرف الخاسر، ولكن على كل حال لم تكن هناك خسارة أو انتصار مطلقان لأي من الجانبين، إسرائيل أوْ حماس، ولا يمكن معرفة الرابح أو الخاسر إلا من خلال ما يحمله المستقبل، علاوة على ذلك، قال أراد إن الدولة العبرية تمكنت من تحقيق أهداف العملية العسكرية لأنها حددت مسبقًا أهدافًا متواضعة، وهو الأمر الذي لم يكن في العدوان على لبنان في العام 2006، وفي العدوان على غزة أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009. وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن أراد خصص الجزء الأكبر من المحاضرة لقضية الردع، وقال إن العالم لن يسمح لإسرائيل بالرد على استفزازات حماس أوْ التنظيمات الفلسطينية الأخرى بشكل شديدٍ وغير متناسب، وحتى المحكمة العليا الإسرائيلية لن تسمح بذلك، قال أراد وأضاف إنه من المستحيل وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وبالتالي اقترح على صناع القرار في تل أبيب أنْ يبذلوا جل جهودهم في منع كلٍ من حركة حماس ومنظمة حزب الله اللبنانية من مواصلة اقتناء الأسلحة المتطورة والمتقدمة لمنعهما من تهديد الدولة العبرية في المستقبل القريب والبعيد أيضًا، وتحديدا منعهما من الحصول على صواريخ متطورة تُهدد العمق الإسرائيلي، على حد تعبيره. يشار في هذا السياق إلى أن وزارة الأمن الإسرائيلية كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الدولة العبرية أجرت بنجاح أول اختبار على منظومة (العصا السحرية) للدفاع الصاروخي. وذكرت المصادر الأمنية في تل أبيب أن منظومة العصا السحرية هي قيد التطوير برعاية شركتي (رافائيل) الإسرائيلية (سلطة تطوير الأسلحة) للأنظمة الدفاعية المتقدمة و(ريثيون) الأمريكية المتخصصة في أنظمة الدفاع. وأضافت المصادر عينها أن المنظومة يمكنها اعتراض الصواريخ الإيرانية من طراز (إم 600) و(زلزال) و(فجر) و(فاتح 110) التي ينشرها حزب الله في لبنان بكثافة، فضلاً عن أنواع أخرى من الصواريخ التي يتراوح مداها بين 70 و300 كيلومتر. يذكر أنه من المقرر أن تصبح تلك المنظومة جاهزة للعمل في عام 2014. وتسرع إسرائيل الخطى لتطوير درعها الصاروخي متعدد الطبقات بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية وسط شعور بالقلق من تدهور الأمن على حدودها مع غزةولبنان وسورية والمواجهة الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه. وذكرت المصادر عينها أن المنظومة الجديدة، التي تعرف أيضا باسم (مقلاع داود)، تستخدم تكنولوجيا مماثلة لمنظومة (القبة الحديدية) التي تقول إسرائيل إنها حققت معدل نجاح بنسبة 90 في المئة حيث اعترضت 421 صاروخا من الصواريخ التي أطلقت من غزة خلال ثمانية أيام من القتال الذي انتهى بالتوصل إلى تهدئة بين حماس وإسرائيل بوساطة أمريكية، من ناحيته قال وزير الأمن الإسرائيلي إن اكتمال البرنامج سيكون جزءا مهما لمنظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ ذات الطبقات المتعددة. يُشار إلى أنه بحسب المصادر الأمنية في تل أبيب، فإن القبة الحديدية هي الطبقة الدنيا من المنظومة وصممت للتصدي لصواريخ الجماعات المسلحة في غزة ومقاتلي حزب الله اللبناني. وكانت تهدف في بادئ الأمر للتعامل مع صواريخ يصل مداها إلى 70 كيلومتراً لكن المصممين يقولون إنه تم تطويرها للتعامل مع صواريخ مداها نحو 250 كيلومتراً. من ناحيته قال الخبير الإسرائيلي في المجال العسكري، عمير راببروت، هل منظومة الدفاع متعددة الطبقات هي الحل المطلق لمشاكل إسرائيل الأمنية؟ وتابع: كما يظهر الواقع الإشكالي في منطقة قطاع غزة بعد حملة (عامود السحاب)، فإن الدفاع الجيد لا يمكنه أن يأتي على حساب القدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي، وخلص إلى القول إن التحديات التي سيقف أمامها الجيش الإسرائيلي قد تكون أكثر تعقيدًا بأضعاف من التحدي الذي شكلته حماس في غزة، على حد تعبيره.