بدأت، أمس الجمعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مفاوضات غير مباشرة بين طرفي النزاع في جنوب السودان، وسط آمال ضعيفة بالتوصل إلى اتفاق، في حين قال الجيش الشعبي إن قواته تحركت باتجاه بور لعرقلة تقدم المتمردين إلى العاصمة جوبا، في حين رصدت المنظمات الإنسانية تهجير أكثر من 200 ألف شخص بسبب القتال، وأعلنت الولاياتالمتحدة تقليص عدد أعضاء دبلوماسييها في جوبا . وقالت مصادر في أديس أبابا إن المفاوضات التي بدأت برعاية منظمة "إيغاد" تنتظر الاتفاق على أرضية مشروطة بوجود المرونة والتنازلات المطلوبة من طرفي النزاع لبدء المفاوضات المباشرة، وأشارت إلى أن الآمال المعلقة على هذه المفاوضات لا تبشر بوقف قريب للقتال . وذكرت وزارة الخارجية الإثيوبية أن المحادثات التي تجرى بمشاركة ممثلي الدول الثلاث (السودان، كينيا، إثيوبيا) تهدف إلى التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق نار ينهي الاقتتال الدائر في دولة جنوب السودان، الذي اقترب من أسبوعه الثالث . وأوضح البيان أن الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا "ايغاد" ملتزمة بتقديم الدعم اللازم بكل الوسائل الممكنة، منوهاً بأن وفدي التفاوض لطرفي النزاع في دولة جنوب السودان اكتمل وصولهما، ما يمهد الطريق للمفاوضات المباشرة التي من المتوقع أن تتم اليوم السبت إذا تم الاتفاق سريعاً على تجاوز العقبات الراهنة المتمثلة في التعنت على الأجندة والمواقف والشروط المسبقة . وتزامن هذا التطور السياسي مع قتال شديد شهدته بعض المناطق، وأعلن رئيس هيئة أركان الجيش الحكومي لدولة جنوب السودان الفريق أول جيمس هوث أن قواته حققت تقدماً نحو مدينة "بور" لاستعادتها من المتمردين، وعرقلة تقدمهم نحو جوبا العاصمة التي تبعد عنها 190 كلم . وكشف أن القوات الحكومية بدأت التوجه لمناطق الصراع لاستعادتها . وقال الناطق باسم الجيش فيليب اغوير للصحفيين إن "المتمردين يندحرون" من المدينة التي استعادوا السيطرة عليها الثلاثاء الماضي . وأفادت معلومات أن معارك عنيفة بمشاركة الدبابات والمدفعية جرت في محيط بور . كما سجلت الأممالمتحدة أعمال عنف إثنية بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي يتحدر منها مشار . وتحدثت معلومات عن مقتل آلاف الأشخاص في القتال بين وحدات الجيش الموالية للرئيس سلفا كير وتحالف ميليشيات من إثنية منافسة وقادة متمردين في الجيش بزعامة النائب السابق للرئيس رياك مشار . وامتدت رقعة القتال في كافة أنحاء البلاد واستولى المتمردون على عدة مناطق في الشمال الغني بالنفط . وكثف العاملون في الوكالات الإنسانية التحذيرات من تدهور الأزمة بالنسبة للمدنيين المتضررين من النزاع . وقال لانزر منسق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة "كل أطراف النزاع تتحمل مسؤولية تجنيب المدنيين القتال" . وأضاف "ندعو كل الأطراف إلى تسهيل عمل وكالات المساعدة الإنسانية والوصول إلى المدنيين وحماية واحترام الأنشطة المدنية" . وإثر ثلاثة أسابيع من أعمال العنف اضطر نحو 200 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم . ولجأ نحو 57 ألفاً إلى مقار قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فيما هرب عشرات الآلاف إلى الغابات والمستنقعات . في الأثناء، دعت سفارة الولاياتالمتحدة في جوبا، أمس الجمعة، كل الأمريكيين الموجودين في جنوب السودان إلى مغادرة هذا البلد بسبب تدهور الوضع الأمني ونظمت عملية إجلاء جواً . وقالت في بيان "نواصل دعوة المواطنين الأمريكيين إلى مغادرة البلاد"، فيما ستغلق الخدمات القنصلية في السفارة اعتباراً من اليوم السبت . وقال البيان إن "وزارة الخارجية أمرت بخفض جديد لعدد موظفي سفارة الولاياتالمتحدة في جوبا بسبب تدهور الوضع الأمني" . ووسط استمرار القتال، قامت اللجنة الفنية العليا للعون الإنساني في السودان الخاصة بالأوضاع في دولة جنوب السودان، بتحديد مواقع للمعسكرات في المحليات المتاخمة للحدود مع دولة الجنوب، موضحة أن المعسكرات التي تم إنشاؤها بمحليات "الجبلين والسلام" لاستضافة اللاجئين مطابقة للمعايير الدولية . وقال مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض إسماعيل إبراهيم كنو في تصريح أمس، إن المفوضية قامت بتشكيل فريق ضم مفوضية اللاجئين بجانب ضباط الحماية وممثل المفوضية، مبيناً أن الفريق قام بمعاينة المعسكرات التي سيتم استضافة اللاجئين فيها . (وكالات) الخليج الامارتية