وسط أنباء متضاربة بشأن الأوضاع الميدانية، أعلنت عشائر محافظة الأنبار غربي العراق، أنها هزمت قوات حكومية عراقية وصفتها بأنها «ميليشيات» طائفية تابعة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حاولت أمس الأول اقتحام مدينتي الرمادي والفلوجة، متعهدة بمواجهة وصد تعزيزات قادمة من بغداد، فيما واصلت مساندة الشرطة المحلية في اشتباكات مع مسلحي الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة» المعروف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» واختصاره (داعش)، أسفرت مع هجمات لقوات الجيش العراقي عن مقتل 70 على الأقل منهم. وقال زعيم إحدى كبريات العشائر في الأنبار، الشيخ عدنان المهنا لوكالة «رويترز» الليلة قبل الماضية «ماذا يفعل الجيش في مدن الأنبار ولماذا يأتي إليها». وأضاف «رجال العشائر ألحقوا هزيمة بالجيش وأنهم مستعدون إذا أرسلت الحكومة أي قوة أخرى». وقال أحد شيوخ العشائر البارزين «توجد قوات معززة بقوة أرسلتها الحكومة من بغداد، ويجري نشر رجال العشائر في أنحاء الرمادي لمحاربة هذه القوات، وقطع طريقها». وأضاف «لا يمكن أن نسمح لهذا الجيش بدخول مدننا. هذه ميليشيات شيعية وليست جيشاً وطنياً، وهم موالون للمالكي وليس للشعب العراقي». وذكر شهود عيان أن مقاتلي العشائر شكلوا جماعة جديدة باسم «ثوار العشائر». ونشروا قناصة فوق أسطح المنازل المطلة على طريق المرور السريع الدولي المار بالرمادي بعد إخلائها من السكان لمنع الجيش من العودة إلى المدينة. وقال مسؤولو أمن محليون، إن قناصة من العشائر تمكنوا من التصدي للجيش وإجباره على التراجع. وشهدت الرمادي والفلوجة أمس اشتباكات جديدة بين قوات الشرطة العشائر و(داعش)، بينما تواصل قوات الأمن العراقية مطاردة مسلحي التنظيم في أنحاء الأنبار. وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة، «إن اشتباكات مسلحة اندلعت صباحاً في الرمادي وترافقت مع انتشار إضافي للتنظيم وسط وشرق المدينة». وأضاف «يواصل عناصر الشرطة ومسلحو العشائر انتشارهم في عموم مدينة الرمادي». وذكرت وكالة «رويترز»، نقلاً عن شهود عيان ومسؤولين أمنيين ومصادر عشائرية، أن مئات المسلحين الذين يرتدون ملابس سوداء ويرفعون أعلام القاعدة ويستخدمون أسلحة آلية وشاحنات مزودة بمدافع مضادة للطائرات، اشتبكوا مع رجال عشائر في شوارع الرمادي، ونسبت إلى شيوخ عشائر قولهم، إن نشر مسلحي العشائر تم بموجب اتفاق توصل إليه شيوخ العشائر مع الحكومة العراقية مساء أمس الأول في مسعى لمواجهة «القاعدة». ونقلت عن شيخ عشيرة طلب عدم ذكر اسمه قوله «لا مجال للسماح للقاعدة بالاحتفاظ بأي موطئ قدم في الأبار». وأضاف «المعركة ضارية وليست سهلة نظراً لأنهم يختبئون في مناطق سكنية». لكن قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج، أكد استعادة السيطرة الكاملة على الرمادي وضواحيها، فيما أعلن أن قوات الأمن ستبدأ خلال الساعات المقبلة «معركة فاصلة» ضد المسلحين الخارجين عن القانون في بعض مدن الأنبار. ... المزيد الاتحاد الاماراتية