تصاعدت حدة الحرب التي يخوضها الجيش العراقي وكتائب سورية معارضة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، أمس، إذ قصف الطيران العراقي مناطق يتحصن فيها مقاتلو التنظيم في الفلوجة، ودارت معارك واشتباكات متفرقة، وتواترت الأحاديث عن انضمام مقاتلين قبليين ناقمين على الحكومة العراقية إلى صفوف التنظيم الإرهابي، فيما أسفرت المعارك المتواصلة بين معارضين سوريين وعناصر "داعش" في إدلب ومناطق أخرى من شمال وشرق سوريا، عن مقتل عشرات من عناصر التنظيم، وبادر زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني إلى مطالبة المتقاتلين بوقف المعارك، واقترح تشكيل "هيئة شرعية" لضبط سلوكيات وممارسات الكتائب المقاتلة . (ص 30 و33) وقرر مجلس الوزراء العراقي مواصلة العمليات العسكرية في محافظة الأنبار "حتى تطهير أرض العراق من الإرهاب"، وطالب رئيس الوزراء نوري المالكي العراقيين بمساندة العمليات العسكرية، فيما أكدت مصادر وقوع اشتباكات بين قوات الجيش المدعومة بالطيران الحربي ومسلحين يعتقد أنهم من رجال العشائر جنوب الفلوجة، بعدما أشارت أنباء إلى مساندة بعض العشائر الساخطة على الحكومة لعناصر "داعش" منذ سيطرتها على الفلوجة قبل أسبوع . وقالت المصادر إن "اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت بين الجيش ومسلحين يعتقد بأنهم من رجال العشائر عند طريق عامرية الفلوجة بالقرب من منطقة الحبانية السياحية"، وذكر تلفزيون "الفلوجة" أن مروحيات للجيش العراقي قصفت منطقة إبراهيم بن علي والكرمة أعقبتها اشتباكات مسلحة"، ولم يتضح ما إذا كان رجال العشائر يساندون مسلحي القاعدة أو يقاتلون للحيلولة دون دخول قوات الجيش لمركز المدينة فقط . في الرمادي، أعلن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع محمد العسكري أن ضربة جوية قتلت 25 مسلحاً، وقال "تمكنت القوة الجوية العراقية من رصد عدد من المركبات المحملة بالأسلحة الثقيلة في ساحة الملعب بالرمادي وتم استهدافهم بضربات صاروخية، ما أدى إلى مقتل 25 مسلحاً وتدمير أسلحتهم" . وعبر جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي عن قلقه حيال الأحداث في الأنبار، داعياً إلى ضرورة الحفاظ على التعاون المشترك بين الحكومة العراقية وعشائر المحافظة في محاربة الإرهاب، وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث إلى المالكي للتعبير عن مساندة الولاياتالمتحدة لجهود العراق في محاربة الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت الأحد، أنها تقوم بتسريع مبيعاتها من العتاد العسكري وتعجل بتسليمها للعراق لمساعدته على محاربة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة لتنظيم القاعدة . في سوريا، قتل 34 "جهادياً" على الأقل من عناصر "داعش"، ومجموعة متحالفة معها، على أيدي مقاتلين معارضين في إدلب (شمال غرب)، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "لقي ما لا يقل عن 34 مقاتلاً من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجند الأقصى مصرعهم، وجميعهم من جنسيات غير سورية، جرى إعدامهم من كتائب مقاتلة ومسلحين خلال الأيام الماضية في مناطق بجبل الزاوية" . ودعا زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني إلى وقف المعارك الدائرة منذ أيام، واتهم "الدولة الإسلامية" بارتكاب "سياسة خاطئة" أدت إلى تأجيج هذا الصراع، محذراً من أن استمراره قد "ينعش" النظام، وقال "إن هذه الحال المؤسفة دفعتنا أن نقوم بمبادرة لإنقاذ الساحة من الضياع، وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجع مستقل، ووقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين من كل الأطراف "حيث تحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية" . الخليج الامارتية