جميلة هي الشاشات، عندما تزدان بفرحة الوطن، وتزهو بمعاني الفرح والانتماء والولاء، هكذا بدت الشاشات المحلية في الدولة، خلال الأيام الماضية، لتتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيومها الوطني ال41، حيث جندت هذه القنوات كل طاقاتها للاحتفاء بالوطن ورموزه، وقصة الاتحاد وحكاية الشعب، الذي لايزال يسطر كل يوم المزيد من الإنجازات والنجاحات خلف قيادته. خلال الاحتفالات باليوم الوطني، كشفت الشاشات الإماراتية عن العديد من الأعمال والمبادرات، التي تستحق الإشادة والتقدير، ومن الضروري متابعتها والاهتمام بها وبالقائمين عليها، من مواهب مبشرة وعقولة تسعى لتقديم أعمال مبتكرة، من بينها مبادرة تلفزيونية، بعنوان «نَهْمة وطن»، التي أطلقتها رابطة خريجات جامعة زايد أبوظبي، استلهاما من مبادرة «الشباب روح الوطن»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وانطلقت المبادرة الشابة عبر قناة رابطة خريجات جامعة زايد أبوظبي على «اليوتيوب»، وتقوم على عرض أفلام وثائقية وقصيرة من إنتاج طلاب وهواة من أعضاء «نادي الأفلام» بالجامعة، تستعرض مفردات ومضامين التراث الشعبي الوطني، الذي تناقله الإماراتيون عبر الأجيال. أهمية هذه المبادرة تكمن في اعتمادها على وسائل الاتصال غير التقليدية، مثل القنوات التلفزيونية على «اليوتيوب»، والتي تتزايد بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وهناك العديد من الهيئات والمؤسسات وكذلك الشخصيات العامة على مستوى العالم لهذه القنوات، كوسيلة للاتصال مع الجمهور، خصوصا الشباب الذي يمثل الفئة الأكثر إقبالا على هذه القنوات، أيضا تكتسب المبادرة أهمية إضافية من طابعها التفاعلي، إذ توجه دعوة مفتوحة من رابطة الخريجات إلى مواطني الدولة، للقيام بتوثيق ذكرياتهم وتذكاراتهم، عن العادات والتقاليد التي شهدوها على مدى الأجيال الماضية، عبر فيديو قصير يتم تصويره خلال عطلة العيد الوطني الحالية، وسيُمنح الفائزون في هذه المسابقة فرصة المشاركة في إنجاز فيلم كبير تنتجه جامعة زايد في استوديو «دو» الاحترافي بمقر جامعة زايد في أبوظبي. فهذه التفاعلية تمثل سمة أساسية للعمل الإعلامي في الفترة المقبلة، وحيث لم يعد مقبولا أن تكون الرسالة الإعلامية أحادية التوجه، أي أنها تتوجه من المرسل إلى المشاهد، من دون حدوث تفاعل بينهما. هناك مبادرة أخرى برزت بمناسبة احتفالات العيد الوطني ال41، وهي أغنية «يا خليفتنا»، التي أنتجها المختبر الإبداعي في «تو فور 54»، التي عرضت على القنوات المحلية، كما تم توزيعها على نطاق واسع على أسطوانات مدمجة مع صحف محلية تصدر في الدولة، ورغم اهمية الأغنية التي كتبها الشاعر عارف الخاجة، ولحنها الفنان فايز السعيد، إلا أن المبادرة هنا تمثلت في إسناد إخراج العمل إلى المخرج الشاب عبدالعزيز أحمد، لتكون الأغنية أولى تجاربه في عالم إخراج الفيديو كليب، بعد فوزه في مسابقة تم إطلاقها لاختيار مخرج شاب، وهو ما قد تتردد كثير من الجهات في القيام بها، مفضلة الاعتماد على مخرج معروف، يمتلك تجارب سابقة ورصيداً من النجاح في هذا المجال، وهو قرار يحسب ل«تو فور 54»، ويؤكد توجهها الذي يسعى لاحتضان المواهب الشابة، وإتاحة فرص حقيقية لها، إضافة إلى ترحيبها بكل ما يحمل طابعا ابتكاريا بعيدا عن التكرار والاستنساخ، كما حدث في «ياخليفتنا»، حيث استند اختيار المخرج إلى جدة الفكرة التي طرحها لتصوير الأغنية، وابتعادها عن التقليد والنمطية التي قد يتصف بها عدد غير قليل من الأغنيات الوطنية المصورة. من جانبها؛ قامت القنوات المحلية بمجهود مميز، للتعبير عن «فرحة الوطن و«روح الاتحاد»، عبر نقل مباشر للفعاليات والاحتفالات الرئيسة، التي أقيمت في مختلف إمارات الدولة، إلى جانب عرض العديد من الفقرات والبرامج التي تستدعي روح الاتحاد، وأجواء إعلان الدولة، وجهود مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في إرساء دعائم الدولة، كما فتحت القنوات المحلية المجال أمام استضافة العديد من الشخصيات الوطنية من أجيال مختلفة، فاكتسبت طابعا إماراتيا وهوية وطنية، طالما اشتاق إليها المشاهد الإماراتي على شاشات بلده. في تعليقه؛ أشار المدير العام لقنوات مؤسسة دبي للإعلام أحمد المنصوري، إلى أن احتفالات مؤسسة دبي للإعلام باليوم الوطني، تحمل تجديدا للولاء لمبادئ الاتحاد وأصحاب السمو حكام الإمارات، والشعب الإماراتي الذي يعمل على رفع راية التميز على الدوام، وفخرا بالماضي للوصول إلى المستقبل القائم على التجديد في الراهن الحالي، ضمن الرسالة الموكلة، كل في مجال عمله وتخصصه. لافتا إلى أن قنوات مؤسسة دبي للإعلام عملت على نقل نبض الشارع الإماراتي في هذه المناسبة، من خلال إبراز الوجوه الإماراتية من الإعلاميين والعناصر الفعالة، إلى جانب النقل والتوثيق والمتابعة بالتنسيق مع القنوات العاملة في الدولة في بث موحد، يبرز أهمية هذه المناسبة على المستويات كافة، لما يمثله هذا اليوم للمواطنين والمقيمين من ذكرى غالية، ومحطة فاصلة تعكس عظمة إنجاز المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما حكام الإمارات، الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لصرح الاتحاد. بينما قال مدير قناة «أبوظبيالإمارات» عيسى الميل، إن الذكرى ال41 للعيد الوطني هي ذكرى غالية على قلوب الإماراتيين جميعا،ً إذ تأسست دولة الإمارات، وحققت طوال 41 عاماً العديد من الإنجازات التي لا تعد ولا تحصى، لذا اهتم تلفزيون أبوظبي بتقديم أعمال ومتابعات تتواكب مع الاحتفالات بهذه المناسبة المهمة، حيث ركزت احتفالات تلفزيون أبوظبي على روح الاتحاد وقيمة المناسبة الغالية، ومآثر باني دولة الإمارات ومؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ومسيرة العطاء المتواصلة، التي يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود.