بسخرية وتهكم شديدين، استقبل الثوار السوريون خبر انشقاق المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي. وتناقل الناشطون السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي أغنية بعنوان "فجأة انشق" تسخر من مقدسي ومن انشقاقه الذي اعتبر متأخرًا. بيروت: استقبل الثوار في سوريا خبر انشقاق المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي بسخرية وتهكم، ونشروا على الانترنت أغنية تسخر من انشقاق مقدسي تقول "لما يركب بلش يغرق خاف الباشا وبلش يقلق، قلك بكرا بصفي برا... خلينا على شط الثورة... فجأة انشق". أغنية "فجأة انشق" من كلمات الشاعرة الدمشقية ومن ألحان وغناء صقر حمص. وتتحدث الأغنية عن خوف مقدسي من قرب نهاية نظام الأسد، الأمر الذي دفعه للهروب. ويعتبر صقر حمص مطرب الثورة السورية. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الثلاثاء أنها تتحرى عن المعلومات التي تحدث عن وصول المتحدث باسم الخارجية السورية إلى لندن. وأضافت الخارجية البريطانية أنها تلقت أنباء عن فرار مقدسي إلى لندن وانه انشق عن النظام السوري. وأكدت مصادر دبلوماسية ل "رويترز" أمس الاثنين، انشقاق جهاد مقدسي. ودأب مقدسي على الحديث في مؤتمرات صحافية في دمشق لشرح تعامل سوريا مع الانتفاضة ضد بشار الأسد، لكنه نادراً ما شوهد في وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة مما أثار تكهنات باحتمال انشقاقه عن النظام السوري. من جانبه، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنّ مقدسي استقال من منصبه، وغادر دمشق متجها الى لندن، وأضاف أنه "تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري بشار الاسد لكن ليس من الرئيس نفسه"، مشيرا الى انه غادر الى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي. واشار عبد الرحمن الى ان هؤلاء كانوا منزعجين من الظهور الاعلامي المتكرر لمقدسي وبعض التصريحات التي كان يطلقها. وكانت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله ابرز حلفاء دمشق اللبنانيين، نقلت في شريط عاجل عن مصادر سورية "اعفاء المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي من منصبه لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري". ولم تعلق وسائل الاعلام السورية الرسمية على الموضوع. ومقدسي هو مسيحي من دمشق، وأعد أطروحة الدكتوراه في لندن عن الاعلام خلال عمله في السفارة السورية. واستدعي الى دمشق في فترة اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار (مارس) 2011. وفي الفترة الاخيرة، تعرض لانتقادات من المسؤولين عن الاعلام في القصر الرئاسي واعضاء في وزارة الخارجية السورية. واسر الى اصدقائه في الايام الماضي عن امتعاضه من هذا الامر، لكنه بقي مقربا من الرئيس الاسد. ويتحدث مقدسي اللغات العربية والفرنسية والانكليزية بطلاقة، وهو اب لطفلين. وكان يزور عائلته المقيمة في بيروت خلال عطل نهاية الاسبوع، بحسب ما ينقل اصدقاء له.