بدأ السلفيون في محافظة صعدة الاستعداد لمغادرة معقلهم الرئيسي في منطقة دماج باتجاه محافظة الحديدة غرب البلاد ومناطق أخرى تاركين صعدة للحوثيين، الذين يرون أنهم انتزعوا خنجراً من خاصرتهم وهو معهد دار الحديث السلفى الذى أنشأه زعيم السلفيين فى اليمن الشيخ الراحل مقبل الوادعي، قبل 37 عاماً. وبث ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورا تظهر اللحظات الأولى لرحيل أبناء دماج من المنطقة. وأظهرت الصور مركبات ضخمة تحمل على متنها أثاث سكان دماج وهم في طريقهم إلى محافظة الحديدة وذكرت صحيفة «السياسة» الكويتية في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن خروج السلفيين من دماج «يأتي إثر موافقة الرئيس عبد ربه منصور هادى على مطلب زعيم السلفيين الشيخ يحيى الحجوري بإيقاف الحرب ورفع الحوثيين الحصار عن دماج وتبادل جثث القتلى ومنحه مهلة أربعة أيام لخروجه ومن معه من طلاب العلم، بشكل آمن إلى الحديدة وحصوله على ضمانة من عبد الملك الحوثي وهادى بعدم ملاحقته من قبل الحوثي مستقبلاً والتعويض العادل لبناء مساجد وحفر آبار واعتبار قتلى السلفيين شهداء من قبل الدولة والاهتمام بالجرحى». وبحسب الصحيفة فإن ممثلي محافظة الحديدة في مؤتمر الحوار أعلنوا ،أمس الأحد، رفضهم استقبال مهجري دماج في منطقة تهامة. ونقلت الصحيفة عن عضو الحوار محمد عياش قحيم قوله : «نرفض أن تكون الحديدة صفقة لأى أعمال سياسية أو فرز مناطقي كما نرفض أي محاولة لنقل الحجوري مع أسلحته إلى الحديدة لأن ذلك يعنى جعلها موقعاً للفتن». من جانبه، قال المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعى لذات الصحيفة إن «سكان دماج البالغ عددهم ثلاثة آلاف إضافة إلى 12 ألف طالب فى معهد دار الحديث سيغادرونها ، بعضهم إلى الحديدة ، وبعضهم الآخر إلى مناطق متفرقة فى اليمن». واعتبر أن خروجهم من دماج بمثابة «إعدام لهم» ، مؤكدا أنَّ هادى ضحى بدماج مع سكانها وسلمها للحوثيين بعد أن تأخر في قراره الذى كان يفترض أن يتخذه قبل أن يقتل 208 أشخاص ويجرح 650 آخرين. ورأى أنه «كان الأفضل لهادى بقاء الطلاب الأجانب في دماج بدلاً من أن ينتشروا في أرجاء اليمن ويبدأ الثأر لما حصل في دماج». من جانبه قال رئيس حزب الرشاد الشيخ محمد بن موسى العامري إنَّ اللجنة الرئاسية أمهلت السلفيين في دماج أربعة أيام فقط للخروج من المنطقة. وأضاف : «الحصار مستمر أكثر من شهرين وفي الأخير تأتي هذه اللجان وتقول لأبناء دماج خذوا مهلة أربعة أيام إما أن تخرجوا وإلا فنحن لا نستطيع أن نعمل لكم شيئا». وبالنسبة للمنطقة التي سيتوجه إليها سلفيو دماج قال العامري إن الفكرة هي «أنهم يخرجون يعني تهجير ، وبالنسبة للمنطقة فاختيار الحديدة ربما لأنها منطقة يحيى الحجوري وربما هو من اختار وادي مور» ، بحسب يومية «اليمن اليوم». خليج عدن