أثار تصويت البرتغالي كريستيانو رونالدو وغريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي لجائزة الكرة الذهبية دهشة واسعة النطاق إذ منحا أصواتهما لأسماء كروية لم تبرز بشدة في عام 2013 وتغاضوا عن آخرين تألقوا في ملاعب القارة العجوز. حازم يوسف-إيلاف: بدأ الغبار ينقشع شيئاً فشيئاً عن حفل الفيفا الصاخب الذي أقيم في مدينة زيوريخ السويسرية لإعلان اللاعب الفائز بجائزة "الكرة الذهبية" لعام 2013 إذ أماطت تقارير صحافية عن تصويت بعض اللاعبين الكبار الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم. ويحق لقادة المنتخبات العالمية ومدربيها التصويت ل"الكرة الذهبية" بالإضافة إلى صحافيين متخصصين معتمدين من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية التي تمنح الجائزة المرموقة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وكشفت تلك التقارير الصحافية عن أسماء اللاعبين الذين صوّت لهم النجم كريستيانو رونالدو بصفته قائداً للمنتخب البرتغالي وهي الكولومبي رادميل فالكاو مهاجم موناكو الفرنسي المنتقل في فترة الانتقالات الصيفية الماضية آتياً من أتليتكو مدريد الإسباني والويلزي غاريث بيل المنضم إلى صفوف ريال مدريد قادماً من توتنهام هوتسبير الإنكليزي والألماني مسعود أوزيل أغلى صفقات أرسنال في الميركاتو الصيفي الفائت. في الجانب المقابل، حصر البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد التانغو خياراته الثلاثة في زملائه في نادي برشلونة الإسباني إذ جاء الرسام أندريس إنييستا في المقام الأول ثم يليه مواطنه تشافي هيرنانديز ثانياً وحلّ زميله البرازيلي نيمار داسيلفا ثالثاً. وأثارت تلك الأسماء دهشة واسعة وحيرة بالغة لدى عشاق الساحرة المستديرة والمراقبين والمحللين المهتمين بالشأن الكروي في العالم حيث رأى البعض أن كريستيانو رونالدو حاول تقليل فرص منافسيه الأبرز على الجائزة الفردية الأرفع في العالم باختيار لاعبين "مميزين" لكنهم بعيدين كل البُعد عن المنافسة بقوة ولا يمتلكون حظوظاً فعلية للفوز ب"الكرة الذهبية". كما انحاز النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى زملائه في برشلونة ولم يقم بتصويت منطقي إذ لم يترك ثنائي خط وسط البلوغرانا تشافي وإنييستا بصمة حقيقية في عام 2013 بخروجهم "المُذل" أمام بايرن ميونيخ الألماني في نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في النسخة الماضية. وباستثناء الفوز بكأس العالم للقارات مع السيليساو في صيف العام الماضي، لم يقدم النجم الشاب نيمار دا سيلفا ما يشفع لإعطائه صوتاً في جائزة "الكرة الذهبية" خاصة أن النصف الأول من السنة الفارطة كان يدافع فيه عن ألوان قميص سانتوس البرازيلي. ويعيب مراقبون ومحللون على كريستيانو رونالدو وميسي عدم تصويتهما للفرنسي فرانك ريبيري الفائز بخماسية نادرة مع بايرن ميونيخ في 2013 والسويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش نجم خط هجوم باريس سان جيرمان الفرنسي مع تفهم كامل لرفض النجمين منح أصواتهما لبعضهما البعض في ظل المنافسة الشرسة والمحتدمة بينهما. وأنهى كريستيانو رونالدو هيمنة الأرجنتيني ميسي الذي يملك الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالكرة الذهبية من خلال تتويجه باللقب في أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 على التوالي ورصّع سجله بكرة ذهبية ثانية. ويُمثل فوز رونالدو بالكرة الذهبية تتويجاً فعلياً لعام استثنائي لنجم الكرة البرتغالية من خلال أهدافه الغزيرة وبصمته الكروية الخاصة في كل لقاء تقريباً مع "الميرنغي" و"برازيل أوروبا". وتوجّ كريستيانو بعديد الجوائز الفردية في عام 2013 منها حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم من قبل صحيفتين إنكليزيتيّن إلى جانب فوزه بجائزة مشابهة على هامش مشاركته في مؤتمر دبي الرياضي الدولي الثامن أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي. كما حصد كريستيانو رونالدو جائزة "شخصية العام الرياضية" وفقاً لصحيفة "أبولا" البرتغالية فضلاً عن منحه وسام "الضابط الأعظم" أرفع الأوسمة في بلاده من قبل رئاسة الجمهورية. وقاد رونالدو منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل بعدما تكفل بإزاحة السويد في مباراتيّ الملحق الأوروبي في لشبونة وستوكهولم بتسجيله هدف الانتصار في مباراة الذهاب و"هاتريك" في معقل "السلطان" زلاتان إبراهيموفيتش. ايلاف
