الدوحة - الراية : رصدت الراية قطيعا من الأغنام يرعى في روضة الماجدة التي تعد من أهم الروض الواقعة على طريق الشمال والتي تشهد في مثل هذه الفترة من كل عام اقبالا كبيرا من المواطنين بحثا عن الفقع. يأتي ذلك على الرغم من اصدار وزارة البيئة قرارًا بتمديد القرار الوزاري بشأن حظر الرعي بجميع مناطق الدولة لمدّة عامين، بعدما تحقق من إيجابيات كثيرة انعكست على البيئة البرية ولمزيد من المحافظة على الأشجار والنباتات البرية والروض حتى تكمل ازدهارها. ودعت ملاك العزب وأصحاب الحلال لضرورة الالتزام بهذا القرار حفاظًا على البيئة الطبيعية والثروة الحيوانية والمساهمة في الجهود التي تضطلع بها وزارة البيئة لإثراء الحياة البريّة عامة والروض خاصة في قطر. كان رواد البر أشادوا بالانعكاسات الإيجابية لقرار حظر الرعي الذي تطبقه وزارة البيئة على الروض والنباتات البرية التي اكتست باللون الأخضر على مساحات واسعة لا تخطئها العين. وتبادل المواطنون مؤخرا صورًا جميلة للمساحات الخضراء في روض المناطق الشمالية مثل الهشم والمايدة والقرطات والغويرية ونعمان والغشامية التي استعادت نضرتها وازدهارها من جديد، مشيدين بالجهود الكبيرة التي يبذلها مفتشو البيئة لتطبيق القرار لحماية الروض من الانتهاكات. وقال المواطنون إن قرار تمديد حظر الرعي بدأ يؤتي ثماره من خلال الزيادة الملحوظة في المساحات الخضراء في البرّ القطري. وشكّل تعاون والتزام ملاك العزب وأصحاب الإبل بهذا القرار على مدى سنتين ونصف عاملاً مساعدًا لمساعي وزارة البيئة في الحفاظ على البيئة الطبيعية والثروة الحيوانية والمساهمة في الجهود التي تقوم بها الوزارة ومفتشوها لإثراء الحياة البرية عامة. وأشادت الوزارة بتعاون المواطنين أصحاب الحلال مع قرار حظر الرعي الجائر في البر القطري .. مشيرة الى أن تعاونهم الكبير انعكس اخضرار ونماء لأشجار السدر والسمر والعوسج في كافة مناطق البر القطري خاصة في المنطقتين الوسطى والجنوبية لتميزهما بكثافة الغطاء النباتي والشجري. ويعتبر الغطاء النباتي والشجري في قطر ثروة قومية لكل أبناء قطر وان حماية هذه الثروات والحفاظ عليها أمر ضروي وينم عن سلوك حضاري، والالتزام الكبير من قبل مربي الماشية الذين أبدوا تفهمهم لدواعي إصدار القرار، انعكس بصورة واضحة على البر، حيث عادت الشجيرات والأشجار والنباتات التي كادت أن تموت للحياة للنمو مرة أخرى واكتست سيقانها خضرة. وللغطاء النباتي في قطر فوائد كثيرة تتمثل في منع التصحر، فضلا عن امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون واطلاق الأكسجين في الجو، اضافة الى أن النباتات تشكل منظرا جميلا يبهج الناظر ويوفر ظلا للإنسان والحيوان. كانت وزارة البيئة أعدت دراسة حول مدى تأثير حظر الرعي على الغطاء النباتي في قطر، أشارت فيها إلى ارتباط أهل قطر القديم بالبادية والبر كمصدر للحياة، مبينة أن الرعي كان أهمّ هذه الأنشطة .. مشيرة إلى أن المراعي الفطرية في قطر فقيرة جدًا، وتتكون من نباتات حولية موسمية ودائمة وقد تعرضت للرعي الجائر، كما تعرضت لضغوط كثيرة، أثرت عليها بشكل بالغ نظرًا لهشاشة البيئة القطرية شديدة الحساسية تجاه المؤثرات التي تقع عليها ونتيجة لازدياد عدد الحيوانات التي ترعى فيها والاهتمام بسباقات الهجن التي زادت من أعداد الإبل والمشاركة في تلك الفعاليات والاحتطاب وقطع الأشجار، بأسلوب عبثي تخريبي وازدياد عدد السيارات التي تجوب البر، وكلها أسباب أدت إلى تدهور شديد للمراعي. واقترحت الدراسة آلية عمل شملت اختيار 8 إلى 10 روض تمثل المناطق المختلفة في البر القطري مع مراعاة أن تكون قريبة من مجمعات العزب وزيادة الروض الخاضعة للدراسة قبل دخول موسم الشتاء وتقويم الوضع الرعوي الحالي للروض ومسح وحصر وتصنيف النباتات البرية في المواقع الخاضعة للدراسة باتخاذ أساليب علمية مع التركيز على أشجار السمر والسلم والسدر والعوسج لكون هذه الأصناف هي المفضلة أكثر لدى الإبل واستخلاص نتائج أثر الحظر عليها. وأضافت الدراسة أن قرار وزارة البيئة القاضي بحظر الرعي يهدف إلى حماية الغطاء النباتي من الانقراض وإيقاف تدهور المراعي، الناجم عن الرعي الجائر غير المرشد وحماية التربة من التعرية وإعادة التنوّع الحيوي ومنح النباتات فرصة لإكمال دورة حياتها، وتكاثرها واستدامة الموارد الطبيعية والعمل على تطوير التنوّع البيئي وزيادة المسطحات الخضراء .. داعية الى ضرورة المحافظة على الغطاء النباتي في قطر كونه كنزًا لا نشعر بقيمته وأهميته. جريدة الراية القطرية