هي جزء من الأراضي الرطبة الواقعة على المنطقة الساحلية لمحافظة عدن والتي تتميز بخصوصيات تختلف عن الأراضي الرطبة، باعتبارها إحدى الأراضي الرطبة الصناعية، والتي تكونت نتيجة لتدفق مياه الصرف الصحي من أحواض المعالجة واحتوائها على غطاء نباتي كثيف وتنوع حيوي نادر.المحمية التي تقع في مديرية المنصورة وتحديداً في جنوب أحواض المعالجة لمحطة المنصورة، ويحدها من الشمال المنصورة وبئر فضل، ومن الجنوب خيلج عدن، ومن الشرق كالتكس، ومن الغرب منطقة الحسوة وبئر أحمد. ولموقع المحمية مزايا عديدة، أهمها: أنها تقع عند المصب الأخير لمياه الوادي الكبير الذي تتجمع فيه مياه السيول الموسمية المتدفقة من وادي ودلتا تبن مروراً ببئر أحمد ومنه إلى موقع المحمية، ويعمل الغطاء النباتي الكثيف الموجود في المحمية على حجز مخلفات السيول وتخفيف الضرر والتلوث للبيئة البحرية، وخصوصاً الشعاب المرجانية، كما أن مياه السيول تعمل على تحسين خصائص التربة التي تزيد من خصوبتها في زراعة محاصيل مختلفة، كما أن الغطاء النباتي الكثيف يعمل على تخفيف أضرار حدة الرياح الموسمية على المناطق المجاورة. والأهم من هذا كله أن المحمية توجد فيها العديد من النباتات النادرة جداً، كما تعد موطناً وملاذاً آمناً لعدد كبير من أنواع الطيور اليمنية والمستوطنة والمهاجرة، والأحياء البرية الأخرى التي تعيش بين كثافة الأشجار على مساحة تقدر بحوالي 185هكتارا هي إجمالي مساحة محمية الحسوة. وتقع أجزاء من المحمية على مملاح قديم يذكر أنه أنشىء في عهد الأيوبيين، ولا تزال آثار هذا المملاح باقية. الأهمية محمية الحسوة التي تعد واحداً من أجمل الأماكن السياحية في محافظة عدن لما يحويه من خضرة دائمة على مدار العام لوجود الحزام الكثيف للأشجار التي تشكل شبه غابة، يقصدها الناس والسياح مع أسرهم لقضاء فسحة جميلة، ناهيك عما تمثله المحمية من أهمية بيئية واقتصادية. مدير عام فرع الهيئة العامة لحماية البيئة أوضح أن هذه الأهمية لمحمية الحسوة تأتي من كونها تشكل مساحات خضراء واسعة نسبياً، وكجزء من مشروع الحزام الأخضر حول مدينة عدن، وبذلك فإنها تساهم في تلطيف المناخ المحلي، والحد من العواصف الرملية الموسمية المعروفة باسم “الغوبة”، كما تشكل مجالاً للنشاط الاقتصادي للسكان في المناطق المجاورة كأعمال التحطيب والزراعة والرعي وصناعة الخل وغيرها من الأعمال، وتعتبر محمية الحسوة من البيئات الخصبة لإجراء الدراسات والبحوث من قبل الباحثين والطلاب والمهتمين في مجال الحياة البرية وعلى الأخص في مجال الطيور. نباتات طبيعية “في دراسة لفيصل الثعلبي” ذكر أن المحمية تحوي غطاء نباتيا كثيفا، وقسمت الدراسة الغطاء النباتي إلى قطاعات مختلفة تشمل: المدخر الوراثي النباتي، ويوجد خلف أحواض المعالجة، وتحوي ثمانية أنواع تشكل مدخراً وراثياً لأمهات البذور النباتية، وهي نباتات المريمر، الدمس، القاف، السمر، السدر، نخيل البهش، إضافة إلى انتشار نبات المسكيت بنوعيه الصر والسلم، بالإضافة إلى مجموعة نباتات العصل، وهي نباتات تتحمل الملوحة، وهناك مجموعة نباتات المراعي تنتشر على مساحة حوالي 19هكتارا. وتعد أشجار نخيل البهش من أهم الأشجار التي تمتاز بتواجدها في محمية الحسوة والتي يزيد عددها عن 10500 نخلة ويستفاد من عصارتها السكرية لإنتاج الخل، كما تستخدم نخيل البهش في الصناعات الحرفية، مثل صناعة الزنابيل والحصائر والسلل والمكانس وغيرها من المنتجات التقليدية الحرفية. حيوانات نادرة تنتشر في المحمية البيئية عدد من الأحياء البرية، وخصوصاً الطيور المحلية والمهاجرة، حيث تشكل موئلاً ومكاناً آمناً للعديد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض بسبب التوسع العمراني، وذلك مثل الطيور البحرية والبرية والزواحف والأرانب البرية والثعالب والحشرات وغيرها. وفي دراسة خلال الفترة من 2005 وحتى عام 2006م تبين أنه يوجد في محمية الحسوة نحو 171نوعا من الطيور، بينها طيور نادرة أو أنها مهددة بالزوال. ضرورة ملحة من الضروري جداً أن تعمل كافة الجهات المعنية في محافظة عدن في الحفاظ على محميات الأراضي الرطبة، خصوصاً محمية الحسوة وذلك من خلال تنظيم المحمية وإدارتها بيئياً، وتحسين مستوى معالجة المياه العادمة، وتنظيم نشاطات السكان المستفيدين من المحمية، بالإضافة إلى ضرورة تشجيع وتنظيم السياحة البيئية والعلمية للمحمية، وتعزيز عملية نشر الوعي بأهمية الأراضي الرطبة، لا سيما تشجيع الطلاب والباحثين على إجراء الدراسات البيئية والعلمية حول المحمية؛ وذلك حتى نتمكن من تحقيق الاستفادة من الموارد البيئية المتوفرة بطريقة مستدامة ومتنامية.